معارف إِلٰهيَّة : ( 10) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه العاشر :
18/04/2024
القضيَّة و التَّنْبِيه العاشر: / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / حقيقة الدِّين / الدِّينُ شاملٌ لجملة العوالم وكافَّة المخلوقات غيرالمتناهية / إِنَّ الدِّين عبارة عن منظومة ونظام تَحَكُّم ، راسم للعلاقة بين الخالق عزَّوجلَّ وجملة المخلوقات ، ومن ثَمَّ لا يختصُّ بِعَالَمٍ مُعيَّنٍ ، ولا ببعض المخلوقات ـ كالجنِّ والإِنسِ ـ ، بل شامل للجميع. بخلاف الشَّريعة ؛ فإِنَّها مُختصَّة بِعَالَم الدُّنيا وبالثقلين ـ الجنّ والإِنس ـ. لكن : كثير من أَصحاب كُتُب : علم الفقه ، وعلم الكلام وعلم التَّفسير وغيرها يخلطون بين الدِّين والشَّريعة. والفارق بينهما : إِنَّ الدِّين يُطلق ويُراد به : مجموع العقائد والمعارف الإِلٰهيَّة ، وأَركان الفروع ، وأُصول الأَخلاق والآداب ، وأُصول واجبات ومُحرَّمات فقه الفروع. وهو شامل لكافَّة العوالم ولجملة المخلوقات ، ومن ثَمَّ يكون دين الأَنبياء عليهم السلام واحداً لدىٰ الجميع ، وهو دين الإِسلام. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله عزَّ من قائل : [إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ](1). 2ـ بيان قوله جلَّ قوله : [أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ](2). ودلالتهما واضحة. بخلاف الشَّريعة ؛ فإِنَّها تُطلق ويُراد بها : تفاصيل الفروع ، وهي مُختصَّة بالإِنس والجنِّ ، وبِعَالَم الدُّنيا بِنَشَآته الثلاث ـ عَالَم الدُّنيا الأُولىٰ ، وعَالَم البرزخ ، وعَالَم آخرة الدُّنيا (الرَّجعة) ـ ، ولكُلِّ نبيٍّ شريعته الخاصَّة. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بيان قوله عزَّ قوله : [لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا](3). ودلالته واضحة. إِذَنْ : الدِّين بمنظومته ومعارفه وعقائده لا يختصُّ بِعَالَم الدُّنيا الأُولىٰ ، بل يشمل جملة العوالم والنَّشَآت ؛ وكافَّة المخلوقات ؛ لكونه الرَّابطة بين الخالق عزَّوجلَّ وجميع المخلوقات. وحيث إِنَّ ولاية أَهل البيت عليهم السلام من الدِّين ، بل من أُصوله وأُسسه وأَركانه كانت شاملة لكُلِّ العوالم وجملة المخلوقات غيرالمتناهية ؛ من بداية الخلقة والوجود إِلى ما لا نهاية له. وعليه : فالموقعيَّة العقائديَّة والمعرفيَّة المرتبطة تداعياتها بالدِّين تكون أَعظم هولاً ، وأَخطر أَثراً ، وأَعظم فائدةً من الموقعيَّة العقائديَّة المرتبطة تداعياتها بالشَّريعة. وحيث إِنَّ ولاية أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ومقاماتهم من الدِّين ، بل من أُصوله وأُسسه فلا تختصُّ بالنَّشْأة الأَرضيَّة ، بل شاملةٍ لكُلِّ العوالم وكافَّة المخلوقات غيرالمتناهية ، وتداعياتها أَخطر وأَعظم هولاً من دون قياس. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) آل عمران : 19. (2) آل عمران : 83. (3) المائدة : 48.