معارف إِلٰهيَّة : ( 19) قضايا و تنبيهات / القضيَّة والتَّنْبِيه التَّاسع عشر:
19/04/2024
القضيَّة و التَّنْبِيه التَّاسع عشر: / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / فائدة وثمرة التَّعَرُّف على ماهيَّة الإِمامة الإِلهيَّة والإِمام/ رُبَما يتساءل المُثقَّفون ومَنْ يستأنس باللغة الأَكاديميَّة : عن النفع والفائدة والثمرة من وراء التعريفات والتصوّرات الماورائيَّة لمعرفة الدِّين والعقائد والمعارف الإِلٰهيَّة ، لاسيما معرفة ماهيَّة وحقيقة الإِمامة الإِلٰهيَّة ، وماهيَّات وحقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ، ولماذا هذا التحليق والعروج والتَّطلُّع ؟ وأَيّ اِتِّصال وارتباط بين معرفة هذه الحقائق والماهيات و حياتنا ، بل وحياة البشريَّة المعاصرة والمستقبليَّة ؟ والجواب : أَنَّ حقيقة هذه التساؤلات ناشئة من حصر حياة البشر بهذه النشأة والكوكب الأَرضي ، والحال : أَنَّ الإِنسان مرَّ وسيمرّ في قوس النزول والصعود بِعِدَّة عوالم ، وهي أَخطر وأَعظم هولاً من هذا العَالَم وهذه النشأَة الأَرضيَّة ، كـ : عَالَم : (البرزخ الصَّاعد) ، و(الرجعة ـ آخرة الدُّنيا ـ) ، و(القيامة) ، و(الآخرة الأَبدية) ، وعوالم ما بعدها. والعقائد والمعارف الإِلٰهيَّة الحقَّة ؛ ومعرفة ماهيّاتها وحقائقها عبارة عن خارطة طريق لمستقبل المخلوقات عبر هذه العوالم. بعد الإِلتفات : أَنَّ كلمة البشر قائمة على عدم فناء الرُّوح. وعليه : فإِذا كان الإِنسان عاقلاً ومؤمناً ، وكيِّساً وذكيّاً وحكيماً فعليه فهم خارطة مُستقبله عبر العوالم التَّالية ، وإِلَّا كان حاله كحال الطفل ، بل البهيمة. وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان الإِمام الصَّادق صلوات اللّٰـه عليه : «النَّاس إثنان : عَالِم ومُتعلِّم ، وسائر النَّاس همج ، والهمج في النَّار»(1). والهمج ـ بالتحريك ـ جمع : همجة ، وهي : ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأَعينها. كذا ذكره الجوهري(2). 2ـ بيان أَبي جعفر صلوات اللّٰـه عليه : «... ففضل إِيمان المؤمن بحمله: [إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ](3) وبتفسيرها على مَنْ ليس مِثْله في الإِيمان بها كفضل الإِنسان على البهائم ...»(4). ودلالتهما واضحة. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 1 : 187/ح3. (2) المصدر نفسه. (3) القدر : 1. (4) بحار الأَنوار ، 25 : 74/ح63. كنز الفوائد : 395 ـ 398.