الرئيسية | تنبيهات وقضايا وملاحظات | قضايا و تنبيهات | معارف إِلٰهيَّة : ( 24) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه الرابع و العشرون

معارف إِلٰهيَّة : ( 24) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه الرابع و العشرون

23/04/2024


القضيَّة و التَّنْبِيه الرابع و العشرون: / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / عموم الفتن والإِمتحانات الإِلهيَّة لجملة عوالم المخلوق / / إِزدياد شدَّة ودقَّة الفتن والإِمتحانات بتصاعد عوالم المخلوق / الثَّابت في بيانات البراهين الوحيانيَّة : أَنَّ الفتن والإِمتحانات والإِختبارات الإِلٰهيَّة لبني البشر ؛ معرفيَّة وعقائديَّة كانت أَم غيرها ـ والَّتي أَشارت إِليها بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيانات قوله تعالىٰ :[ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ] (1). 2ـ بيان قوله عزَّ قوله :[ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ] (2) ـ لا تختصُّ بعَالَم الدُّنيا الأُولىٰ وهذه النَّشْأَة الأَرضيَّة ، بل تأتي في جملة العوالم المارُّ بها الإِنسان ، منها : ما تقدَّم ، وما سيأتي ـ كـ : عَالَم البرزخ، وعَالَم الرَّجعة ، وعَالَم القيامة ، وعَالَم الآخرة الأَبديَّة ، وعوالم ما بعدها ـ ، والنكتة واضحة ؛ فإِنَّه لا يوجد هناك عَالَم ولا توجد نشأة وبقعة في عَالَم الإِمكان والوجود والحقيقة خالية من الدِّين ، بل في تلك العوالم تكون الفتن والإِمتحانات والإِختبارات الإِلٰهيَّة لاسيما المعرفيَّة والعقائديَّة سيما المُختصَّة بمعرفة أَهل البيت عليهم السلام أَشدَّ وأَطَمّ ، ومن ثَمَّ عُبِّرَ عن عَالَمنا هذا بـ : (المهد) ، ومعناه : أَنَّ ما يحصل فيه من فتنٍ وامتحاناتٍ واختباراتٍ إبتدائيَّة ؛ كامتحانات واختبارات أَطفال الروضة. ومنه تتَّضح : كثير من بيانات الوحي ، منها : بيان خطبة أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «... فإِنَّ اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل»(3). فقوله عليه السلام : «فإِنَّ اليوم عمل ولا حساب» ، يعني : أُخروي أَبدي محسوم وصارم ، وإِلَّا فالحساب الدُّنيوي في نشأتنا هذه موجود ، كما أَشارت إِلى ذلك بيانات الوحي ، منها : بيان قوله علا ذكره : [ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ] (4). وقوله عليه السلام : «وغداً حساب ولا عمل» ، يعني : ولا عمل ذو مهلة ومُتيسِّر بسهولة ؛ فالعمل في العوالم والنَّشَآت التَّالية في قوس الصعود موجود ، لكنَّه يمتاز بسرعة الحساب والجزاء ، وبصعوبة الإِيجاد ، وقلَّة النتاج والثمار بالقياس إِلى عَالَمنا ونشأتنا هذه ، وكأَنَّ العمل ممتنع الإِيجاد ، ففي عَالَم البرزخ الصَّاعد ـ مثلاً ـ يوجد عمل للمكلَّف ، لكنَّه يمتاز عن أَعمال المُكلَّف في نشأتنا وعَالَمنا هذا : أَنَّه يحتاج إِيجاده من المُكلَّف إِلى كُلفة وطاقة شديدة وقويَّة ، ومع هذا يتَّصف بقلَّة النتاج والثمار والجزاء ، عكس نشأتنا هذه ، فمُجمل أَعمالنا لا تحتاج إِلى تلك الكُلفة والشِّدَّة والقوَّة ، ومع هذا يكون نتاجها وثمارها وجزائها عظيم جدّاً ، فيحصل العبد ـ مثلاً ـ في عَالَم البرزخ نتيجة قطع آلاف الكيلو مترات على ثمارٍ قليلةٍ ونتاجٍ وجزاءٍ قليلٍ ، وكأَنَّه إِذا قيس إِلى أَفعال عَالَمنا ونشأتنا هذه لا شيء ، فإِنَّ العبد في عَالَمنا هذا ونشأتنا هذه يحصل إِذا مشىٰ خطوة واحدة لزيارة أَهل البيت عليهم السلام على ثمار عظيمة ، ونتاج وجزاء مهول وخطير جِدّاً. إِذَنْ : يبقىٰ العبد في تلك العوالم مواظباً على عمله لأَحقابٍ ومِئات السنين ليحصل على فوائد ونتاج سنة واحدة من عمل عَالَمنا هذا. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) العنكبوت : 2. (2) الإِنشقاق : 6. (3) بحار الأَنوار ، 74 : 417/ح39. إرشاد المفيد : 113. (4) الشورىٰ : 30.