معارف إِلٰهيَّة : ( 38 ) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه الثامن و الثلاثون
23/04/2024
القضيَّة و التَّنْبِيه الثامن و الثلاثون: / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين . / التَّعَمُّق والتَّدقيق في المطالب مذمومٌ ومحمودٌ / إِنَّ ظاهرة مَنْ يهتم بالتَّفاصيل ويترك الأُسس والقواعد والأُصول ظاهرة خطيرة ، عبَّرَ عنها منطق بيانات أَهل البيت عليهم السلام بـ : «التَّعَمُّق والتَّدقيق الخاطئ والمذموم» ؛ فإِنَّ التَّعَمُّق والتَّدقيق على نحوين : أَحدهما : إِيجابيٌّ ومحمودٌ ؛ ذلك إِنْ كان إِهتمام الباحث بالأُسس والقواعد والأُصول كإِهتمامه بالتَّفاصيل ، بل أَكثر. ثانيهما : خاطئ ومذموم ، وهو : ما تقدَّمت الإِشارة إِليه. وفي تسمية هذا النحو بـ : (التَّعَمُّق) مُسامحةٌ ظاهرة. والمراد منه : التَّركيز على التَّفاصيل، والغفلة أَو التَّغَافل عن الأُسس والقواعد والأُصول. وهذه الظَّاهرة أُبتليت بها التيَّارات المذهبيَّة والفكريَّة الإِسلاميَّة ؛ المنفصلة عن منهج مدرسة أَهل البيت عليهم السلام ، فضيَّعت الأُسس والقواعد والأُصول ، وركَّزت على التفاصيل ، ومن ثَمَّ لم يبقَ لديها من الإِسلام إِلَّا اسمه ورسمه واستقبال الكعبة. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، الوارد في حقِّ المخالفين : «لا واللّٰـه ما هم على شيءٍ مِمَّا جاء به رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله إِلَّا استقبال الكعبة فقط»(1). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 65 : 91/ح26. المحاسن : 156.