معارف إِلٰهيَّة : ( 73 ) قضايا و تنبيهات / القضيَّة و التَّنْبِيه الثالث و السَّبعون
23/04/2024
القضيَّة و التَّنْبِيه الثالث و السَّبعون : / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين . / التفكيك في مقام البحث والاستنباط بين اصول الدين وفروعه / إِنَّ نكتة عدم تفرقة بعض الفقهاء بين أَحوال وشؤون وخواصّ وصفات أَبدان أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ، وأَحوال وشؤون وخواصّ وصفات أَبدان سائر البشر ـ ومن ثَمَّ حكموا (والعياذ باللّٰـه تعالىٰ) بالنجاسة على ما يخرج من أَبدانهم صلوات اللَّـه عليهم الشَّريفة المُقدَّسة ؛ كالدم وما شاكله من الأُمور المحكوم عليها شرعاً بالنجاسة ؛ الخارجة من أَبدان سائر البشر ؛ تمسُّكاً بإِطلاقات الأَدلَّة الشرعيَّة الدالَّة على النجاسة ، ولم يلتفتوا وغفلوا أَو تغافلوا عن الكم الغفير الهائل من بيانات الوحي المعرفيَّة ، البالغة حدّ الضرورة ، الحاكمة والمُصرِّحة بوجود فارق سنخيّ بين أَبدان أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم وأَبدان سائر البشر ـ وذلك تبعاً للمنهج المُتَّبع الَّذي يُفكِّك في مقامٍ استنباط الأَحكام الشرعيَّة بين الشريعة والدِّين ؛ فيصبُّون نظرهم في مقام الإِستنباط على الأَدلَّة الشرعيَّة ، ويعرضون عن الأَدلَّة الدينيَّة ـ المعرفيَّة والعقائديَّة ـ الواردة في بيانات الوحي ، وهذه عثرة شنيعة ؛ فإِنَّه كيف يمكن الوصول إِلى النتائج الحقَّة بعد التفكيك بين الأَصل وفرعه. فالفقيه من أَتباع مدرسة أَهل البيت عليهم السلام لا يمكنه الطيران والتحليق في سماء معرفة الأَحكام الشرعيَّة ، والغوص والغور في بحور معاني وحقائق بيانات وأَدلَّة الوحي المتلاطمة في مقام الإِستنباط ، والوصول إِلى النتائج الحقَّة المرضيَّة لدىٰ أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم بجناحٍ فاردٍ ، بل لا بُدَّ له من أَنْ يضمَّ إِليه الجناح الآخر ، ليطير ويُحَلِّق ويغور في عوالم علوم الوحي الطمطامة ، وحقائقه المهولة العظيمة غيرالمتناهية أَبد الآباد ودهر الدهور بجناحين ، أَحدهما ـ وهو الركن الرَّكين والعمود الفقري والأَساسي ـ : ملاحظة البيانات الوحيانيَّة الدينيَّة العقائديَّة والمعرفيَّة ؛ فإِنَّ لها عظيم الانعكاسات والآثار والثمار والفوائد الواضحة على الشريعة. ثانيهما : ملاحظة البيانات الوحيانيَّة الشرعيَّة. وهذه العثرة أَوقعت مُتَّبعي هذا الخط والمنهج بعثرات شنيعة ، وأَنكروا بسببه جملة أُمور وقضايا وأَحكام وقواعد ، بعضها نخاعيَّة في الدِّين والشريعة . وصلى الله على محمد واله الاطهار