/ الفَائِدَةُ : (1 ) /

04/09/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / هارون العبَّاسيّ ورذيلة السَّفاهة / إِنَّ إِطلاق صفة السَّفاهة على هارون العبَّاسيّ ليس من باب التحامل، وإِنَّما لبيان واقع؛ فإِنَّه لم يعش حقيقة العلم، وإِنَّما عاش العنف وسفك الدماء، وتجنيد العلم لبساط وبلاط جوره، ولتثبيت وتوسيع قدرته ونفوذه التسلطي الدكتاتوري. بعد الاِلتفات: أَنَّ العلم إِنْ جُنِّدَ للتسلُّط والدكتاتوريَّة والقدرة الذاتيَّة والإِستبداد فتلك طامَّة كبرىٰ وخطر عظيم، بخلاف تجنيد القدرة للعلم ففتح عظيم. وإِلى هذا تشير بيانات الوحي، منها : بيان الحديث المشهور عن سيِّد الأَنبياء ’: «إِذا رأيتم العلماء على أَبواب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك، وإِذا رأيتم الملوك على أَبواب العلماء فنعم العلماء ونعم الملوك». ومن ثَمَّ كيف يُقال عن الدولة العبَّاسيَّة: أَنَّها دولة من العصور الذهبيَّة في الإسلام، وعصرها عصر ذهبيّ في الإسلام وهي تخاف الفكر وتقمعه، وتُقبع الإِمام الكاظم× طوال أَربعة عشر سنة في قعر السجون، فكفىٰ ضحكاً على ذقون البشر؛ فإِنَّ تلك آثار هارون وقصوره الَّتي بناها لأَلف ليلة وليلة حمراء والجواري الَّتي يتكنَّس بها على الحدود العراقيَّة السوريَّة في منطقة الرقَّة لا زالت آثارها وآثار اللعب والدف والهوس والهلوسة والنزوات الخسيسة إلى الآن موجودة. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ