الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف الهية ( 62 ) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية

معارف الهية ( 62 ) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية

17/03/2024


الدرس ( 62 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر ( ان شاء الله تعالى ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) ولا زال في الطائفة السادسة، وكانت تحت عنوان : ( لامامة اهل البيت عليهم السلام اياد خطيرة ومهولة ) ، منها الاسم الاعظم ، وروح القدس ، ولازال الكلام في هذا المبحث الاخير ، ووصل البحث الى المطلب التالي : الفارق بين أَهل البيت ^ وسائر الصحابة ومنه يتَّضح : أَحد الفوارق بين حقيقة : أَمير المؤمنين والزهراء والحسن والحسين (صلوات اللَّـه عليهم) من جهة ، وسائر الصحابة من جهة أُخرىٰ؛ فإِنَّ الجميع قد سمع من سيِّد الأَنبياء ’ ؛ لكنَّه لا يتوفَّر في ذوات سائر الصحابة ، بل وذوات جملة المخلوقات مهما علت مراتبها ومقاماتها وفضائلها وكمالاتها ما يتوفَّر في ذوات أَهل البيت (صلوات اللَّـه عليهم) ؛ من ترسانة وحي وعلم ومعارف فوق ما لا يتناهىٰ بِمَا لا يتناهىٰ مُدَّة وعِدَّة وعُدَّة. فانظر : بيانات الوحي ، منها ـ إِضافة لِـمَا تقدَّم وما سيأتي إِن شاء اللَّـه تعالىٰ ـ : 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء ’ الوارد في بيان ولادة أَمير المؤمنين × : «... ولقد هبط حبيبي جبرئيل في وقت ولادة عَلِيّ فقال : يا حبيب اللَّـه ، العليّ الأَعلىٰ يقرء عليك السَّلام ، ويهنِّئكَ بولادة أَخيكَ عَلِيّ ، ويقول : هذا أَوان ظهور نبوَّتكَ ، وإِعلان وحيكَ وكشف رسالتكَ ؛ إِذ أَيَّدتكَ بأَخيكَ ... فقم إِليه واستقبله بيدك اليمنىٰ ... فقمتُ مبادراً فوجدتُ فاطمة بنت أَسد أُمّ عَلِيّ وقد جاء لها المخاض ... ثُمَّ قال لي : امدد يدكَ يا مُحمَّد ، فمددتُ يدي اليمنىٰ نحو أُمّه فإذا أَنا بِعَلِيٍّ على يدي ، واضعاً يده اليمنىٰ في أُذنه اليمنىٰ ، وهو يُؤذِّن ويُقيم بالحنيفيَّة ، ويشهد بوحدانيَّة اللَّـه عزَّوجلَّ وبرسالاتي ، ثُمَّ انثنىٰ إِليَّ وقال : السلام عليكَ يا رسول اللَّـه ، ثُمَّ قال لي : يا رسول اللَّـه ، أقرء؟ قلتُ: اِقرء ، فوالَّذي نفس مُحمَّد بيده ، لقد ابتدأ بالصحف الَّتي أَنزلها اللَّـه عزَّوجلَّ على آدم فقام بها ابنه شيث ، فتلاها من أَوَّل حرف فيها إِلى آخر حرف فيها ، حتَّىٰ لو حضر شيث لأَقَرَّ له أَنَّه أَحفظ له منه ، ثُمَّ تلا صحف نوح ثُمَّ صحف إِبراهيم ، ثُمَّ قرأ توراة موسىٰ ... ثُمَّ قرأ زبور داود ... ثُمَّ قرأ إِنجيل عيسىٰ ... ثُمَّ قرأ القرآن الَّذي أَنزل اللَّـه عَلَيّ من أَوَّله إِلى آخره فوجدتَّه يحفظ كحفظي له السَّاعة من غير أَنْ أسمع منه آية ، ثُمَّ خاطبني وخاطبته بما يخاطب الأَنبياء الأَوصياء ، ثُمَّ عاد إلى حال طفوليَّته ، وهكذا أَحد عشر إِماماً من نسله ...» (1). 2ـ بيان أَمير المؤمنين × ، عن الأصبغ بن نباتة قال : «لَـمَّا قدم عَلِيٌّ× الكوفة صلَّىٰ بهم أَربعين صباحاً فقرأ بهم : [سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى](2)فقال المنافقون : واللَّـه ما يحسن أَنْ يقرأ ابن أَبي طالب القرآن! ولو أَحسن أَنْ يقرأ لقرأ بنا غير هذه السورة ، قال : فبلغه ذلك ، فقال : ويلهم إِنِّي لأَعرف ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، وفصاله من وصاله ، وحروفه من معانيه ، واللَّـه ما حرف نزل على مُحمَّد ’ إِلَّا وأَنا أعرف فيمَنْ نزل ، وفي أَيِّ يومٍ نزل ، وفي أَيِّ موضعٍ نزل ، ويلهم أما يقرؤون: [إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى](3)... ويلهم واللَّـه ، إِنّي أَنا الَّذي أَنزل اللَّـه فِيَّ : [وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ](4)؛ فإنَّا كُنَّا عند رسول اللَّـه ’ فيخبرنا بالوحي ، فأعيه ويفوتهم ، فإذا خرجنا قالوا : ماذا قال آنفاً»(5). 3ـ بيان الإِمام الصَّادق × : «في قوله تعالىٰ : [وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ] قال : وعت إِذن أَمير المؤمنين × ما كان وما يكون»(6). 4ـ بيانه × ، عن عليِّ بن عبد العزيز ، عن أَبيه ، قال : «قلت لأَبي عبد اللَّـه ×: جعلتُ فداك ، إِنَّ النَّاس يزعمون أَنَّ رسول اللَّـه ’ وجَّه عليّاً× إِلى اليمن ليقضي بينهم فقال عليٌّ ×: فمَا وردت عَلَيَّ قضية إِلَّا حكمت فيها بحكم اللَّـه وحكم رسول اللَّـه ’ ، فقال : صدقوا. قلتُ : وكيف ذاك ، ولم يكن أُنزل القرآن كُلّه؟ وقد كان رسول اللَّـه ’ غائباً عنه ؟ فقال: تتلقَّاه به روح القدس»(7). ودلالة الجميع على المُدَّعىٰ واضحة ولا غبار عليها. ومنه يتَّضح : مدىٰ فظاعة وانحطاط مقولة قائلهم ؛ صاحب البذرة الشيطانيَّة الإِبليسيَّة الفظيعة الخطيرة ، الَّتي حرَّفَت الإِسلام من أَصله وجذره وأَساسه ـ عمر بن الخطَّاب ـ في رزية الخميس : «حسبنا كتاب اللَّـه» ...وتتمةالبحث تاتي ( ان شاء الله تعالى ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 35 : 19 ـ 23/ح15. الروضة : 17 ـ 18. روضة الواعظين : 72 ـ 74. الهداية الكبرى: 126. (2) الأعلىٰ : 1. (3) الأعلى : 18ـ19. (4) الحاقة : 12. (5) بحار الأَنوار ، 40 : 138/ح31. بصائر الدرجات : 135. (6) بحار الأَنوار ، 40 : 143/ح46. بصائر الدرجات : 151. (7) بحار الأَنوار ، 25: 57/ح23. بصائر الدرجات ، 2 : 362/ ح2. 16ـ 10. مختصر البصائر: 46/ح2ـ2.