معارف الهية ( 65 ) ، تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
20/03/2024
الدرس ( 65 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر ( ان شاء الله تعالى ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) ولا زال في الطائفة السادسة، وكانت تحت عنوان : ( لامامة اهل البيت عليهم السلام اياد خطيرة ومهولة ) ، منها الاسم الاعظم ، وروح القدس ، ولازال الكلام في هذا المبحث الاخير ، ووصل البحث الى المطلب التالي : / قضايا ثلاث/ وللتوضيح أَكثر ينبغي الإِلتفات إِلى القضايا الثلاث التَّالية : / القضيَّة الأُولى :/ روح القدس هو حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة/ حقيقة القرآن الصَّاعدة أَحد أَرواح أَهل البيت ^/ إِنَّ المراد من (روح القدس) أَي : الروح الأَمري الوارد في بيان قوله تعالىٰ: [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا](1) ـ كما تقدَّم ـ هو حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة ، والمراد منه ليس تنزيل القرآن الكريم الموجود بين دفتي المصحف الشريف ، وإِنَّما هو مقام وجودي علوي لا يتجافىٰ عن مقامه ، وقوله تقدَّس ذكره بعد ذلك : [مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا](2) دالٌّ على أَنَّ القرآن الكريم بهذه الحقيقة الصَّاعدة هو من عَالَم النور(3)، وقوله جلَّ قدسه في تتمَّة هذا البيان الشَّريف : [نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا](4) دالٌّ على أَنَّ هناك ثلَّة من المخلوقات المُقدَّسة وهم سائرأَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ورثوا بالوراثة الإِصطفائيَّة هذا النور والرُّوح الأَمري من نور حقيقة سيِّد الأَنبياء ’ ومراتبها الصَّاعدة. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي الأُخرىٰ ـ إِضافة لما تقدَّم ـ منها : 1ـ بيان قوله تعالىٰ ذكره : [يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ](5). 2ـ بيان قوله جلَّ ذكره : [إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ](6). 3ـ بيان قوله تقدَّس ذكره : [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا](7). 4ـ بيان تفسير الإِمام الصَّادق × : «... وأَمَّا قوله : [لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ](8)... [تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا](9)... والرُّوح : روح القدس ، وهو في فاطمة ÷ ...»(10). وهذه وغيرها براهين وحيانيَّة دالَّة على أَنَّ فاطمة الزهراء وسائر أَهل البيت الأَطهار ^ مُحدَّثون من الرُّوح الأَمري. /القضيَّة الثَّانية:/ حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة من عَالَم الأَمر/ حقيقة القرآن الصَّاعدة خارجة عن عَالَم الزَّمان والمكان / إِنَّ نزول جملة القرآن الكريم ليلة القدر على قلب سيِّد الأَنبياء ’ في طبقة السَّمآء الرابعة والمعبَّر عنها بـ : (البيت المعمور) ...وتتمة البحث تاتي ( ان شاء الله تعالى ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الشورىٰ : 52. (2) الشورىٰ : 52. (3) ينبغي الإِلتفات : أَنَّ المقصود من (عوالم النُّور) الواردة في بيانات الوحي : عوالم فوق عَالَم الآخرة الأَبديَّة ـ عَالَم الجنَّة والنَّار الأَبديَّتين ـ تتصاعد إِلى العرش ، بل وفوقه. إِذَنْ : عوالم النُّور على طبقات ، بعضها دون العرش ، والآخر في مرتبة العرش ، والثَّالث فوق العرش. (4) الشورى : 52. (5) النحل : 2. (6) الواقعة : 77ـ79. (7) فاطر : 32. (8) القدر : 3. (9) القدر : 4. (10) بحار الأَنوار ، 25 : 97/ح70.