معارف الهية ( 69) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
24/03/2024
الدرس ( 69 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر ( ان شاء الله تعالى ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) ولا زال في الطائفة السادسة، وكانت تحت عنوان : ( لامامة اهل البيت عليهم السلام اياد خطيرة ومهولة ) ، منها الاسم الاعظم ، وروح القدس ، ولازال الكلام في هذا المبحث الاخير ، ووصل البحث الى المطلب التالي ؛ وهو توضيح اكثر لما تقدم في هذه الطائفة السادسة ؛ نذكر ـ لاجل ذلك ـ قضايا ثلاث ، وقد مر التعرض لهذه القضايا ، ووصل بنا البحث الى المطلب التالي : /حقيقة أَمير المؤمنين × الصَّاعدة الباب الحصري لحقيقة سيِّد الأَنبياء ’ الصَّاعدة/ ومن كلِّ هذا تتَّضح : كثير من بيانات الوحي الواردة في المقام ، منها: أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء ’ : «أَنا مدينة العلم ، وعَلِيٌّ بابها»(1). بتقريب : أَنَّ هذا البيان الشَّريف جاء لبيان معارف وحقائق وعقائد دينيَّة ، وحيث إِنَّ الدِّين ومعارفه وعقائده شاملة لجملة المخلوقات ولكافَّة العوالم كان هذا البيان الشريف كذلك شامل لجملة المخلوقات والعوالم. وعليه : فيكون بيان قوله ’ : «أنَا مدينة العلم» إِشارة إِلى تلك المرتبة والطبقة الصَّاعدة من قلبه ونوره المبارك. وقوله ’ : «وعَلِيٌّ بابها» إِشارة أَيضاً إِلى قلب ونور أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه المبارك في تلك المرتبة والطبقة ؛ فإِنَّه الباب الأَوحد والحصري لتلك المدينة العظيمة المهولة المباركة. وعلى هذا قس : أَشباه ونظائر هذا البيان الشَّريف ، منها: 1ـ بيان قوله ’ أَيضاً : «أَنَا مدينة الحكمة ، وعَلِيٌّ بابها»(2). 2ـ بيان قوله ’ أَيضاً : «أَنَا مدينة الفقه ، وعَلِيٌّ بابها»(3). ثانياً : بيان الإِمام الباقر × : «... إِنَّه ليس أَحَدٌ عنده علم إِلَّا خرج من عند أَمير المؤمنين × ، فليذهب النَّاس حيث شاؤوا ، فواللَّـه ليأتينهم الأَمر من هاهنا ـ وأَشار بيده إِلى المدينة ـ»(4). ودلالته ـ كدلالة سابقيه ـ قد اِتَّضحت ؛ فإِنَّه شامل بإِطلاقه لجميع العلوم الحقَّة في ذلك الزمان ، بل وفي كلِّ زمان ؛ فإِنَّه بعدما كان بياناً لمعارف وحقائق وعقائد دينيَّة؛ وحيث إِنَّها شاملة لجملة العوالم ولكافَّة المخلوقات كان ـ هذا البيان الشَّريف ـ شاملاً أَيضاً ـ كدين سيِّد الأَنبياء ’ ـ لسائر العوالم وجميع المخلوقات من بداية الخلقة إِلى ما بعد عَالَم الآخرة الأَبديَّة ؛ فليس أَحد من جملة المخلوقات قَطُّ ؛ وفي كافَّة العوالم عنده علم إِلَّا وقد خرج من عند أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه. الفيوضات الإِلهيَّة لا تكون إِلاَّ عن طريق حقيقة سيِّد الأَنبياء ’ وحقيقة أَمير المؤمنين × ومنه يتَّضح أَيضاً : أَنَّ الَّذي يُنبئ عن اللَّـه عزَّوجلَّ بالمباشرة ليس هو إِلَّا سيِّد الأَنبياء ’ حسب ، أَمَّا سائر المخلوقات المُكرَّمة ... وتتمة البحث تاتي ( ان شاء الله تعالى ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 10 : 120/ح1. التوحيد : 319 ـ 323. الأمالي : 205 ـ 208، المجلس: 55. (2) بحار الأَنوار ، 36 : 111/ح59. تفسير الإِمام : 264 ـ 265. (3) مستدرك سفينة البحار ، 8 : 288. إِحقاق الحقّ : 505/ح5. الغدير ، 6 : 81. (4) بصائر الدرجات ، 1 : 46/ح55 ـ