معارف الهية(72) تعريف حقيقةالامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
27/03/2024
الدرس (72 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر ( ان شاء الله تعالى ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، ووصل البحث ( بحمد الله تعالى ) ولا زال في الطائفة السادسة، وكانت تحت عنوان : ( لامامة اهل البيت عليهم السلام اياد خطيرة ومهولة ) ، منها الاسم الاعظم ، وروح القدس ، ولازال الكلام في هذا المبحث الاخير ، ووصل بنا البحث الى خلاصة ما تقدم ، نذكرها في نقاط ثلاث ، مر الكلام في الدرس السابق عن النقطة الاولى ، ووصل بنا البحث الان الى النقطة الثانية والثالثة : ثانياً : أَنَّ نبوَّة سيِّد الأَنبياء ’ وبوساطة أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه ثابتة في كلِّ العوالم السَّابقة واللاحقة ولطرِّ المخلوقات. وشأن هذه النُّبوَّة أَخطر وأَعظم هولاً من نبوَّته ’ في هذه النشأة الأَرضيَّة ؛ لخطر وعظم هول تلك العوالم. ومنه تتَّضح : بيانات الوحي الواردة لبيان مقامات سيِّد الأَنبياء ’ ، منها : مقام : (عبداللَّـه ورسوله) ، فإِنَّه مقام عظيم ، لا يختصُّ بهذا العَالَم والنَّشْأَة الأَرضيَّة ، بل يأتي أَيضاً في سائرالعوالم والنَّشَآت السَّابقة واللاحقة ، فهو ’ : (عبد اللَّـه ورسوله) في عَالَم الأَظلَّة والذَّرّ والميثاق ، وفي عَالَم الأَصلاب والأَرحام ، وفي عَالَم : البرزخ النَّازل والصَّاعد ، والرجعة والقيامة والآخرة الأَبديَّة وغيرها ، وهو ’ الواسطة الحصريَّة بين اللّـه (تقدَّس ذكره) وجملة مخلوقاته في كلِّ العوالم والنَّشَآت. ثالثاً : أَنَّ المراد من بيانات الوحي القائلة : «مَنْ زار الإِمام عارفاً بحقِّه ...»(1) أَي : عارفاً بجهة الإِضافة بين اللَّـه (عزَّوجلَّ) والامام صلوات الله عليه ؛ كيما يصح التوجُّه به إِلى السَّاحة الإِلٰهيَّة. وإِلى كلِّ ما تقدَّم تشير بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء ’ مخاطباً أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه : «... يا عَلِيّ ... وأَنتَ السبب بين اللَّـه وبين خلقه بعدي ، فمن جحد ولايتكَ قطع السبب الَّذي فيما بينه وبين اللَّـه ، وكان ماضياً في الدَّرجات(2)، يا عَلِيّ ، ما عُرف اللَّـه إِلَّا بي ثُمَّ بكَ ، ...»(3). 2ـ بيانه ’ أَيضاً : «لو لا أَنا وَعَلِيّ ما عُرِفَ اللَّـه ، ولولا أَنا وَعَلِيّ ما عُبِدَ اللَّـه ، ولولا أَنا وعَلِيّ ما كان ثواب ولا عقاب ، ولا يستر عَلِيّاً عن اللَّـه ستر ، ولا يحجبه عن اللَّـه حجاب ، وهو الستر والحجاب فيما بين اللَّـه وخلقه»(4). 3ـ بيانه ’ أَيضاً : «... ثُمَّ جعلنا عن يمين العرش ثُمَّ خلق الملائكة فسبَّحنا وسبَّحت الملائكة ، فهللنا فهللت الملائكة ، وكبَّرنا فكبَّرت الملائكة ، وكان ذلك من تعليمي وتعليم عَلِيّ ، وكان ذلك في علم اللَّـه السَّابق : أَنَّ الملائكة تتعلَّم مِنّا التَّسبيح والتَّهليل ، وكلّ شيءٍ يُسَبِّح للَّـه ويكبِّره ويهلِّله بتعليمي وتعليم عَلِيّ...» (5). 4ـ بيان أَمير المؤمنين × : «... أَنا الخضر عَالِم موسىٰ ، وأَنَا مُعَلِّم سليمان بن داود ...»(6). 5ـ بيانه × أَيضاً : «... أَنا كلمة اللَّـه النَّاطقة في خلقه ... أَنا صاحب الهبات بعد الهبات ولو أَخبرتكم لكفرتم ... أَنا صاحب القرون الأُولين ... أَنَا المعطي ، أَنا المبذل ... أَنَا البيت المعمور ، أَنَا السقف المرفوع ، أَنَا البحر المسجور ... أَنَا المذكور في السَّماوات والأَرض ، أَنَا الماضي مع رسول اللَّـه في السَّماوات ...»(7). 6ـ بيان الإِمام الباقر × : «ليس شيء أَقرب إِلى اللَّـه تعالىٰ من رسوله ، ولا أَقرب إِلى رسوله من وصيِّه ، فهو في القرب كالجنب ...» (8). ودلالة الجميع واضحة. / العلم اللدنِّي وعلم التَّأويل / الطائفة السَّابعة : ما دلَّ على أَنَّ يد السَّاحة الإِلٰهيَّة أَمدَّت أَئمَّة أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم بـ : (العلم اللدنِّي) و (علم التأويل)...وتتمة البحث تاتي (ان شاء الله تعالى) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 2 : 147/ح7. و: ج36 : 286/ح107. و: ج99 : 41/ح43. (2) في المصدر : (وكان ماضياً في الدركات). (3) بحار الأَنوار ، 22 : 147/ح141. كتاب سليم بن قيس : 215 ـ 216. (4) المصدر نفسه ، 40 : 96/ح116. كتاب سليم بن قيس : 168 ـ 170. (5) بحار الأَنوار ، 26 : 345 ـ 346/ح18. إرشاد القلوب : 215 ـ 216. (6) بحار الأَنوار، 26 : 6/ح1. (7) مشارق أَنوار اليقين / الخطبة الإِفتخاريَّة. (8) بحار الأَنوار ، 24 : 202/ح36.