معارف الهية(73) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
28/03/2024
الدرس (73 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر ( ان شاء الله تعالى ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، وعن الطائفة السادسة في الدرس (59 الى 72 ) ووصل البحث ( بحمد الله تعالى) الى الطائفة السابعة : / العلم اللدنِّي وعلم التَّأويل / الطائفة السَّابعة : ما دلَّ على أَنَّ يد السَّاحة الإِلٰهيَّة أَمدَّت أَئمَّة أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم بـ : (العلم اللدنِّي) و (علم التأويل). ويُمثِّلها : بيان قوله جلَّ قدسه الوارد لبيان قضيَّة الخضر مع النَّبيّ موسىٰ ‘: [فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا](1)، وقوله جلَّ جلاله بعد ذلك : [سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا](2)، وقوله جلَّ ثناؤه في خاتمة هذه القضيَّة : [ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا](3). تقريب الدلالة يتوقَّف على مُقَدِّمتين : الأُولىٰ : أَنَّ الثابت في بيانات الوحي ، بل وفي هذا البيان الشَّريف : أَنَّ الخضر × من كُمِّل المخلوقات وحُجَّة مُصطفاة ، وقد أَمدَّه اللَّـه عزَّوجلَّ بـ : (العلم اللدنِّي) و(علم التأويل). الثَّانية : أَنَّ الثابت في بيانات الوحي الأُخرىٰ المتواترة ـ منها : ما تقدَّم في الطائفة الرابعة ـ : أَنَّ يد السَّاحة الإِلٰهيَّة أَمدَّت أَئمَّة أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم بكافَّة ما كان ثابتاً لكُمَّل المخلوقات وزيادة. والنتيجة : أَنَّ يد السَّاحة الإِلٰهيَّة أَمدَّت أَئمَّة أَهل البيت ^ بـ : (العلم اللدنِّي) و (علم التأويل)(4). / إِمامة أَهل البيت ^ لها سر ولها علانية / الطائفة الثامنة : ما دلَّ على أَنَّ لأَئمَّة أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم سر وعلانية ، ولسرِّهم أَسراراً(5). ويُمثِّلها : 1ـ بيان الإِمام الصَّادق × : «إِنَّ أَمرنا سرّ مستتر ، وسرّ لا يفيده إِلَّا السرّ ، وسرّ على سرّ ، وسرّ مقنَّع بسرٍّ »(6). 2ـ بيانه × أَيضاً : «إِنَّ أَمرنا هو الحقّ ، وحقّ الحقّ ، وهو الظَّاهر ، وباطن الظَّاهر ، وباطن الباطن ، وهو السرّ ، وسرّ السرّ ، وسرّ المستسر(7)، وسرّ مقنَّع بالسرِّ»(8). 3ـ بيان زيارة سيِّد الشهداء صلوات اللَّـه عليه : «... آمنت بسركم وعلانيتكم ، وبظاهركم وباطنكم ...» (9).(10) ودلالة الجميع واضحة. / وحي الإِمامة وحي إِلهيّ من دون واسطة / الطائفة التاسعة : ما دلَّ على أَنَّ وحي إِمامة أَهل البيت ^ وحي إِلٰهيّ من دون واسطة ، بخلاف النُّبوَّة... وتتمة البحث تاتي (ان شاء الله تعالى) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الكهف : 65. (2) الكهف : 78. (3) الكهف : 82. (4) ينبغي الإِلتفات : أَنَّ عقليَّة المعصوم × وحي ، لكنَّه ليس نبويّاً ، وإِنَّما لدنِّي. والعلم الوحيانيُّ أَرقىٰ وأَكمل أَصناف العلم ورأس هرمها. ومن ثَمَّ من الخطأ الفاحش التَّعبير عن حسن تصرُّف المعصوم بـ : (الدهاء) وما شاكله ؛ لكونه ـ والعياذ باللَّـه ـ ليس أَهل تحايل ، بل أَهل حكمة وبصيرة إِلٰهيَّة ثاقبة. (5) مَنْ أَراد تدوين دورة عقائديَّة فعليه ذكر نكتة مُهمَّة في باب : (النُّبوَّة) ، وباب : (الإِمامة) لم تذكر من قبل ، مع أَنَّها طافحة في أَبجديَّات بيانات الوحي الإِلٰهي الوافرة الباهرة ، حاصلها : أَنَّ لأَهل البيت (صلوات اللَّـه عليهم) ظاهراً وباطناً ، ولبواطنهم بواطناً وأَسراراً ، ولِأَسرارهم أَسراراً ومُستسرّاً. وهذه نكتة عقائديَّة مُهمَّة جِدّاً ، وفائدة معرفيَّة جليلة وخطيرة ومهولة جِدّاً ، أُرتشفت من بيانات الوحي ، لاسيما بيانات أَدعيتهم وزياراتهم (صلوات اللَّـه عليهم) المتواترة. (6) بحار الأَنوار ، 2 : 71/ح31. (7) وفي نسخة : (وسرّ المستتر). (8) بحار الأَنوار ، 2 : 71/ح33. (9) المصدر نفسه ، 98 : 260. المزار الكبير : 143 ـ 144. (10) إِنَّه من أَراد التَّعرُّف على البطاقة الشخصية للإِمام × فعليه : مراجعة إِضافة إِلى بيانات القرآن الكريم والروايات مراجعة بيانات الأَدعية والزيارات وهما الأَهم.