معارف الهية(74) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
28/03/2024
الدرس (74 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر ( ان شاء الله تعالى ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، وعن الطائفة السادسة في الدرس (59 الى 72 ) ، وعن الطائفة السابعة والثامنة في الدرس(73) ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الطائفة التاسعة : / وحي الإِمامة وحي إِلهيّ من دون واسطة / الطائفة التاسعة : ما دلَّ على أَنَّ وحي إِمامة أَهل البيت عليهم السلام وحي إِلٰهيّ من دون واسطة ، بخلاف النُّبوَّة. ويُمثِّلها : 1ـ بيان أَبي جعفر عليه السلام ، عن إِسحاق القُمِّيّ ، قال : «قلتُ لأَبي جعفر عليه السلام : جُعِلْتُ فداك ، ما قدر الإِمام ؟ قال : يسمع في بطن أُمَّه ، فإذا وصل إِلى الأَرض ... يتشعَّب له عموداً من نورٍ من تحت بطنان العرش إِلى الأَرض يرىٰ فيه أَعمال الخلائق كُلِّها ، ثُمَّ يتشعَّب له عمود آخر من عند اللَّـه إِلى أُذن الإِمام ، كُلَّما احتاج إِلى مزيد أُفرغ فيه إِفراغاً»(1). 2ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «إِنَّ للَّـه عموداً من نورٍ ، حجبه اللَّـه عن جميع الخلائق ؛ طرفه عند اللَّـه ، وطرفه الآخر في أُذن الإِمام ، فإِذا أَردا اللَّـه شيئاً أَوحاه في أُذن الإِمام ×»(2). 3ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن صالح بن سهل ، قال : «كنتُ جالساً عنده فقال لي ابتداءً منه : يا صالح بن سهل ، إِنَّ اللَّـه جعل بينه وبين الرسول رسولاً ، ولم يجعل بينه وبين الإِمام رسولاً. قال : قلتُ : وكيف ذاك ؟ قال: جعل بينه وبين الإِمام عموداً من نورٍ ، ينظر اللَّـه به إِلى الإِمام ، وينظر الإِمام به إِليه ، فإذا أراد علم شيءٍ نظر في ذلك النُّور فعرفه»(3). ودلالة ـ كدلالة سابقيه ـ واضحة. 4ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «إِنَّ لنا مع اللَّـه حالات لا يسعنا فيها نبيّ مرسل ، ولا ملك مُقرَّب»(4). ودلالته قد اِتَّضحت ؛ فإِنَّه برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ على أَنَّ أَهل البيت عليهم السلام يتمتَّعون بوحيٍ ليست فيه واسطة ملك مُقرَّب ـ كجبرئيل وميكائيل وإسرافيل ـ ، بل ولا روح القدس. وهذا النحو من الوحي تنتفي فيه ماهيَّة (مُحمَّد ، وعَلِيّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين) وماهيَّات سائرأَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ؛ ليصحبوا أَسماء إِلٰهيَّة لا تُرىٰ فيها مرتبة من مراتب ذواتهم الشَّريفة. وهذا أَعظم أَنواع الوحي ومراتبه ، ومنه يتغذىٰ روح القدس (حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة) ، فضلاً عن جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم السلام . / حاكميَّة إِمامة أَهل البيت عليهم السلام شاملة لجملة البشر / الطائفة العاشرة : ما دلَّ على أَنَّ إِمامة أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم حاكمة ومُهيمنة على جملة البشر ؛ من بدء الخِلقة والوجود إِلى أَبد الآباد ودهر الدُّهور ... وتتمة البحث تاتي (ان شاء الله تعالى) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بصائر الدرجات ، 2 : 345/ ح1575 ـ 6. (2) بحار الأَنوار ، 26 : 134/ح9. بصائر الدرجات ، 2 : 340/ ح1570 ـ 1. (3) المصدر نفسه /ح10. بصائر الدرجات ، 2 : 340 ـ 341/ ح1571 ـ 2. المحتضر : 128. (4) أربعون العلامة المجلسي : 177. الكلمات المكنونة : 101. بتغيير يسير في العبارة. بصائر الدرجات: 23/ب11.