معارف الهية (76) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
31/03/2024
الدرس (76 ) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر ( ان شاء الله تعالى ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، وعن الطائفة السادسة في الدرس (59 الى 72 ) ، وعن الطائفة السابعة والثامنة في الدرس(73) ، وعن الطائفة التاسعة في الدرس(74) ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الطائفة العاشرة ، وكانت تحت عنوان : ( حاكميَّة إِمامة أَهل البيت عليهم السلام شاملة لجملة البشر ) ،ووصل الكلام الى الدليل الثاني : ثانياً : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... الإِمام ... يختاره اللَّـه ويجعل فيه ما يشاء ويوجب له بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه ... وأَخذ له بذلك العهد على جميع عباده ، فمَنْ تقدَّم عليه كفر باللَّـه من فوق عرشه ... فالعزة للنَّبيّ وللعترة ... فهم رأس دائرة الإِيمان وقطب الوجود ، وسماء الجود ، وشرف الموجود ... فالإِمام ... مهيمن اللَّـه على الخلائق ، وأَمينه على الحقائق، وحُجَّة اللَّـه على عباده ... هذا كلّه لآل مُحمَّد ، لا يُشاركهم فيه مُشارك... خلقهم اللَّـه من نور عظمته ، وولَّاهم أمر مملكته ... علم الأَنبياء في علمهم ، وسِرّ الأَوصياء في سرِّهم ، وعزّ الأَولياء في عزِّهم كالقطرة في البحر ، والذَّرَّة في القفر... ومن أَنكر ذلك فهو شقيٌّ ملعون يلعنه اللَّـه ويلعنه اللاعنون... فهم مبدء الوجود وغايته ، وقدرة الرَّبّ ومشيئته ... وحُجَج اللَّـه على الأَوَّلين والآخرين ... وان اللَّـه لم يخلق أحداً إِلَّا وأَخذ عليه الإِقرار بالوحدانيَّة والولاية للذريَّة الزَّكيَّة ، والبراءة من أعدائهم...»(1). ثالثاً : بيان الإِمام الباقر عليه السلام : «... لا يقوم الأَنبياء والرُّسل والمُحدَّثون إِلَّا أَنْ يكون عليهم حُجَّة ...»(2). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة. رابعاً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «إِنَّ اللَّـه تبارك وتعالىٰ حيث خلق الخلق ... قال: أَلَستُ بربِّكم؟ قالوا : بلىٰ شهدنا أَنْ تقولوا يوم القيامة إِنّا كُنَّا عن هذا غافلين ، ثُمَّ أخذ الميثاق على النَّبيِّين ، فقال : أَلَسْتُ بربِّكم ، وأَنَّ هذا مُحمَّد رسولي ، وأَنَّ هذا عَلِيٌّ أَمير المؤمنين؟ قالوا : بلىٰ ، فثبتت لهم النُّبوَّة ، وأَخذ الميثاق على أُولي العزم ، أَنَّني ربّكم ، ومحمَّد رسولي ، وعَلِيّ أَمير المؤمنين ، وأوصياؤه من بعده ولاة أَمري ، وخزَّان علمي ، وأَنَّ المهدي أنتصر به لديني، واظهر به دولتي ، وأنتقم به من أعدائي ، وأُعبد به طوعاً وكرها ، قالوا : أقررنا يا ربّ ، وشهدنا...» (3). ودلالته واضحة ؛ فإِنَّ نفس طلب الإِقرار بهذه الثلاثة دليل على أَنَّهم محكومين بها شاءوا أَم أَبوا. ويضاف إِليه : أَنَّ أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه لَـمَّا مُتِّع بهذا المقام والمنحة والهبة الإِلٰهيَّة في بدء الخلقة ؛ كانت مُفَعَّلة في حقِّه في تلك العوالم ، وحيث إِنَّ الأَنبياء والرُّسل والأَوصياء والأَصفياء عليهم السلام قمَّة هرم المخلوقات المؤمنة ، وأَجلىٰ مصاديقها كان أَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم أُمرائهم وأَئمَّتهم. / شمول الإِمامة الإِلهيَّة لجملة أَحوال وشؤون العوالم والمخلوقات / الطائفة الحادية عشرة : ما دلَّ على أَنَّ حقيقة وبنود ومحاور وأَعمدة الإِمامة الإلٰهيَّة لا تقتصر على عَالَم الدُّنيا الأُولىٰ ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 25 : 169 ـ 174/ح38. (2) المصدر نفسه : 73/ح63. كنز الفوائد : 395 ـ 398. (3) بحار الأَنوار ، 64 : 114/ح23. الكافي ، 2 : 8.