الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف الهية(78) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية

معارف الهية(78) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية

02/04/2024


الدرس (78) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر ( ان شاء الله تعالى ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، وعن الطائفة السادسة في الدرس (59 الى 72 ) ، وعن الطائفة السابعة والثامنة في الدرس(73) ، وعن الطائفة التاسعة في الدرس(74) ، وعن الطائفة العاشرة في الدرس(75 ـ 76) ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الطائفة الحادية عشرة ، وكانت تحت عنوان : ( شمول الإِمامة الإِلهيَّة لجملة أَحوال وشؤون العوالم والمخلوقات ) ، ووصل الكلام فيها الى المطلب التالي : ولك أَنْ تَقول : إِنَّ الملائكة بعدما كانوا على طبقات من حيث العصمة؛ احتاجوا إِلى سيِّد وناظم أَرفع درجة ، وأَعلىٰ مقاماً ، وأَعظم شأناً يُدير وينظِّم شؤون وأَحوال وما يحصل من إِصطكاك واختلاف بين تلك الطبقات ، المُشار إِليها في بيانات الوحي ، منها : بيان قوله عزَّ مَنْ قائل : [مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ](1). بل الثابت في البحوث العلميَّة : أَنَّ كُلَّ كثرةٍ في مُطلق الحقائق والعلوم ـ وإِنْ كانت من عَالَم النُّور ـ تحتاج إِلى وحدة وناظم. ومن ثَمَّ ورد في بيانات الوحي المستفيضة ، بل المتواترة : أَنَّ الإِمام من أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم بعدما كان هو خليفة اللَّـه الأَعظم جعلته يد الساحة الإِلٰهيَّة : ناظماً لجملة المخلوقات وعوالمها وأَحوالها وشؤونها ، وميزاناً لها ، وحاكماً عليها وإِلَّا لدبَّ الإِختلاف والفساد في نظام عَالَم الخلقة والوجود. هذه هي حقيقة الإِمامة الإِلٰهيَّة الكبرىٰ الَّتي تمتَّع بها أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم فقط من بين جملة المخلوقات. ومن دون معرفة المخلوق لهذه الحقيقة لم يعرف إِمامتهم صلوات اللَّـه عليهم. وبالجملة : دور إِمامة أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم من بداية الخلقة والوجود إِلى ما لا نهاية ؛ لأَنَّها هي الَّتي توصل المخلوق إِلى الغاية والكمال المُطلق ، وهو غير متناهي ، فيكون دورها غير متناهٍ أَيضاً. ويدلُّ عليه : أَوَّلاً : بيانات الوحي الدَّالَّة على أَنَّ الإِمامة الإِلٰهيَّة من الدِّين ، بل من أَعمدته وأُسسه وأَركانه ، وحيث إِنَّ الدِّين شامل لطُرِّ العوالم والمخلوقات ولكافَّة أَحوالها وشؤونها ـ كما صرَّحت بذلك أَيضاً جملة من بيانات الوحي الوافرة الباهرة ـ فتكون الإِمامة الإِلٰهيَّة شاملة أَيضاً لجملة العوالم والمخلوقات ، ولكافَّة أَحوالها وشؤونها. ثانياً : الأَدلَّة الوحيانيَّة الخاصَّة ، منها : 1ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... فبنا احتجَّ على خلقه ، فما زلنا في ظلَّةٍ خضراء حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ، ولا عين تطرف ، نعبده ونُقدِّسه ونُسَبِّحه ، وذلك قبل أَنْ يخلق الخلق ، وأَخذ ميثاق الأَنبياء بالإِيمان والنصرة لنا... وسوف ينصرونني ، ويكون لي ما بين مشرقها إِلى مغربها ، وليبعثنَّ اللَّـه أَحياء من آدم إلى محمَّد صلى الله عليه واله كلَّ نبيٍّ مرسلٍ ، يضربون بين يديَّ بالسيف هام الأَموات والأَحياء والثقلين جميعاً... وإنَّ لي الكرَّة بعد الكرَّة ، والرَّجعة بعد الرَّجعة ، وأنا صاحب الرجعات والكرَّات ، وصاحب الصولات والنقمات ، والدولات العجيبات ... وأَنا صاحب الجنَّة والنَّار ، أسكن أهل الجنَّة الجنَّة ، وأسكن أَهل النَّار النَّار ، وإِليَّ تزويج أَهل الجنَّة ، وإِليَّ عذاب أَهل النَّار ، وإِليَّ إِياب الخلق جميعاً ، وأَنا الإِياب الَّذي يؤوب إِليه كلّ شيءٍ بعد القضاء ، وإِليَّ حساب الخلق جميعاً ، وأَنا صاحب الهبات ، وأنا المؤذن على الأعراف ... وأنا أمير المؤمنين ، ويعسوب المتقين ، وآية السَّابقين ، ولسان النَّاطقين ... وخليفة ربّ العالمين ، وصراط ربِّي المستقيم ، وفسطاطه، والحُجَّة على أَهل السَّماوات والأَرضين ، وما فيهما وما بينهما ، وأَنا الَّذي احتج اللَّـه به عليكم في ابتداء خلقكم ، وأَنا الشَّاهد يوم الدِّين ... وأنا الذي أحصيتُ كُلَّ شيءٍ عدداً بعلم اللّٰـه الَّذي أودعنيه...»(2). 2ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «... ويطيعنا كلّ شيءٍ حتَّىٰ السَّماوات والأَرض ، والشَّمس والقمر والنجوم ، والجبال والشجر والدواب والبحار ، والجنَّة والنَّار ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) صٓ : 69. (2) بحار الأَنوار ، 53 : 46 ـ 49/ح20.