الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف الهية (79) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية

معارف الهية (79) تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية

02/04/2024


الدرس (79) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر ( ان شاء الله تعالى ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، وعن الطائفة السادسة في الدرس (59 الى 72 ) ، وعن الطائفة السابعة والثامنة في الدرس(73) ، وعن الطائفة التاسعة في الدرس(74) ، وعن الطائفة العاشرة في الدرس(75 ـ 76) ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الطائفة الحادية عشرة ، وكانت تحت عنوان : ( شمول الإِمامة الإِلهيَّة لجملة أَحوال وشؤون العوالم والمخلوقات ) ، ولازال الكلام في ادلة وبيانات هذه الطائفة ، ووصلنا الى الدليل والبيان الثاني : 2ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «... ويطيعنا كلّ شيءٍ حتَّىٰ السَّماوات والأَرض ، والشَّمس والقمر والنجوم ، والجبال والشجر والدواب والبحار ، والجنَّة والنَّار ... ومع هذا كلّه نأكُل ونشرب ونمشي في الأَسواق ...»(1). 3ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «... الإِمام ... يختاره اللّٰـه ويجعل فيه ما يشاء ، ويوجب له بذلك الطَّاعة والولاية على جميع خلقه ، فهو وليه في سماواته وأَرضه ، أَخذ له بذلك العهد على جميع عباده ، فمن تقدَّم عليه كفر باللّٰـه من فوق عرشه ، فهو يفعل ما يشاء ، وإِذا شاء اللّٰـه شاء ... فلا يخفىٰ عليه شيء من عَالَم المُلك والملكوت ... الإِمام ... قطب الوجود ، وسماء الجود ، وشرف الموجود ... مهيمن اللّٰـه على الخلائق ، وأَمينه على الحقائق ... مفترض الطاعة إِلى يوم السَّاعة ... هذا كلّه لآل مُحمَّد لا يُشاركهم فيه مشارِك ... خلقهم اللّٰـه من نور عظمته ، وولَّاهم أَمر مملكته ، فهم سرّ اللَّـه المخزون وأَوليآؤه المُقرَّبون ... والسَّماوات والأَرض عند الإِمام كيده من راحته يعرف ظاهرها من باطنها ، ويعلم برّها وفاجرها ، ورطبها ويابسها ... فهم ... مبدء الوجود وغايته ، وقدرة الرَّب ومشيَّته ... وحجج اللّٰـه على الأَوَّلين والآخرين ... وأَنَّ اللّٰـه لم يخلق أَحداً إِلَّا وأَخذ عليه الإِقرار بالوحدانيَّة ، والولاية للذرِّيَّة الزَّكيَّة ، والبراءة من أَعدائهم...»(2). 4ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن سلمان الفارسي ، قال : «كُنتُ أَنا والحسن والحسين عليهما السلام ومُحمَّد بن الحنفيَّة ومُحمَّد بن أبي بكر وعمَّار بن ياسر والمقداد بن الأَسود الكنديّ رضي اللَّـه عنهم ، فقال له ابنه الحسن عليهما السلام : يا أمير المؤمنين ، إِنَّ سليمان بن داود عليه السلام سأل ربَّه مُلكاً لا ينبغي لأَحدٍ من بعده فأعطاه ذلك ، فهل ملكتَ مِمَّا ملك سليمان بن داود شيئاً ؟ فقال عليه السلام : والَّذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة إِنَّ ... أَباك ملك ما لم يملكه بعد جدّكَ رسول اللّٰـه صلى اله عليه واله أَحد قبله ولا يملكه أَحد بعده. فقال الحسن : نريد ترينا مِـمَّا فَضَّلَك اللّٰـه عزَّوجلَّ به من الكرامة ، فقال عليه السلام : أفعل إِنْ شاء اللّٰـه ، فقام أَمير المؤمنين عليه السلام ... ثُمَّ أومأ بيده إِلى جهة المغرب فما كان بأسرع من أَنْ جاءت سحابة فوقفت على الدار وإِلى جانبها سحابة أُخرىٰ. فقال أَمير المؤمنين عليه السلام: أَيَّتها السحابة اهبطي بإِذن اللّٰـه عزَّوجلَّ فهبطت و هي تقول : أَشهد أَنْ لا إِلٰه إِلَّا اللّٰـه ، وأَنَّ مُحمَّد رسول اللّٰـه وَأَنَّكَ خليفته(3) ووصيّه ، مَنْ شَكَّ فيك فقد هلكَ ، ومن تمسَّكَ بكَ سلك سبيل النجاة... وأمر الريح فسارت بنا ، وإِذا نحن بملكٍ يده في المغرب والأُخرىٰ بالمشرق ، فَلَمَّا نظر الملك إِلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: أَشهد أَنْ لا إِلٰه إِلَّا اللّٰـه وحده لا شريك له ، وأشهد أَنَّ مُحمّداً عبده ورسوله ... وأشهد أَنَّكَ وصيَّه وخليفته حقّاً وصدقاً ... ثُمَّ إِنَّ أَمير المؤمنين عليه السلام أَمَرَ الريح فسارت بنا إلى جبل قاف ، فانتهيت(4) إِليه ، وإذا هو من زمرّدة خضراء وعليها ملك على صورة النسر ، فلمَّا نظر إِلى أَمير المؤمنين عليه السلام قال الملك: السَّلام عليكَ يا وصيّ رسول اللَّـه وخليفته ، أتأذن لي في الكلام ؟ فَرَدَّ عليه السَّلَام وقال له : إِنْ شئتَ تكلَّم ، وإنْ شئتَ أخبرتكَ عمَّا تسألني عنه. فقال الملك : بل تقول أَنْتَ يا أمير المؤمنين ، قال : تريد أَنْ آذن لَكَ أَنْ تزور الخضر عليه السلام ، قال : نعم ، فقال عليه السلام : قد أَذِنْتُ لكَ ، فأسرع الملك ... ثُمَّ تمشينا ... فإذا بالملك قد عاد إلى مكانه ... فقال سلمان : يا أمير المؤمنين ، رأيتُ الملكَ ما زار الخضر إِلَّا حين أخذ إِذنك. فقال عليه السلام : والَّذي رفع السَّماء بغير عمدٍ ، لو أَنَّ أَحدهم رام أَنْ يزول من مكانه بقدر نفس واحد لَـمَا زال حتَّىٰ آذن له ، وكذلك يصير حال ولدي الحسن وبعده الحسين وتسعة من ولد الحسين ... والَّذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة ، إِنِّي لأَملك من ملكوت السَّماوات والأَرض ما لو علمتم ببعضه لَـمَا احتمله جنانكم ... إِنِّي لأَعرفُ بطرق السَّماوات من طرق الأَرض ... لو أَنَّني أَردتُ أَنْ أَجوب الدُّنيا بأسرها والسَّماوات السبع وأرجع في أَقلَّ من الطرف لفعلتُ بما عندي من اسم اللّٰـه الأَعظم ...»(5). 5ـ إطلاق بيان خطبة فاطمة الزهراء عليها السلام : «... وطاعتنا : نظاماً للملَّة، وإِمامتنا : أَماناً للفرقة ...»(6). 6ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «مَا مِنْ شيء ولا من آدمي ولا إِنسي ولا جنِّي ولا ملك في السماوات إِلَّا و نحن الحجج عليهم ، وما خلق اللَّـه خلقاً ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المصدر نفسه ، 26 : 1 ـ 7/ح1. (2) بحار الأَنوار ، 25 : 169 ـ 174/ح38. (3) في المصدر : (وأَنَّك خليفة اللّٰـه). (4) في المصدر : (فانتهينا). (5) بحار الأَنوار ، 27 : 33 ـ 40/ح5. (6) المصدر نفسه ، 29 : 223/ح8. الإِحتجاج ، 1 : 134.