معارف الهية (81) ، تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
04/04/2024
الدرس (81) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، وعن الطائفة السادسة في الدرس (59 الى 72 ) ، وعن الطائفة السابعة والثامنة في الدرس(73) ، وعن الطائفة التاسعة في الدرس(74) ، وعن الطائفة العاشرة في الدرس(75 ـ 76) ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الطائفة الحادية عشرة ، وكانت تحت عنوان : ( شمول الإِمامة الإِلهيَّة لجملة أَحوال وشؤون العوالم والمخلوقات ) ، ولازال الكلام في هذه الطائفة ، ووصلنا الى : 9ـ بيان أَبي الحسن عليه السلام ، عن سماعة ، قال : «قال لي أبو الحَسَن عليه السلام: إِذا كان لكَ يا سماعة عند اللَّـه حاجة فقل : «اللَّهُمَّ إِنِّي أسألك بحقِّ مُحمَّدٍ وعَلِيٍّ ...» فإِنَّه إِذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرَّب ولا نبيٍّ مرسل ولا مؤمن امتحن اللّٰـه قلبه للإيمان إِلَّا وهو محتاج إليهما في ذلك اليوم»(1). ودلالة الجميع واضحة على أَنَّ إِمامة أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام مُمتدَّة لغير عَالَم الدُّنيا الأُولىٰ ولغير الثقلين ـ الجنّ والإِنس ـ وبضمّ دلالة بعضها للآخر يثبت أَنَّها شاملة لكافَّة العوالم والمخلوقات ، وعامَّة لجميع أَحوالها وشؤونها(2). وهذا ما عنته بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : الأَوَّل : بيان قوله عزَّ من قائل : [وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ](3). الثَّاني : بيان سيِّد الأَنبياء مخاطباً أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليهما وعلى آلهما : «يا عَلِيّ ، ما بعث اللّٰـه نبيّاً إِلَّا وقد دعاه إِلى ولايتكَ طائعاً أَو كارهاً»(4). الثَّالث : بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «إِنَّ اللّٰـه عرض ولايتي على أَهل السَّماوات وعلى أَهل الأَرض أَقَرَّ بها من أَقَرَّ ، وأَنكرها مَنْ أَنكر ، أَنكرها يونس فحبسه اللّٰـه في بطن الحوت حتَّىٰ أَقَرَّ بها»(5). الرَّابع : بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «لا يصلح النَّاس إِلَّا بإِمامٍ ، ولا تصلح الأَرض إِلَّا بذلك»(6). الخامس : بيان إِمضاؤه عليه السلام ، عن وهب بن منبّه ، قال: «إِنَّ موسىٰ بن عمران عليه السلام نظر ليلة الخطاب إِلى كُلِّ شجرٍ في الطور ، وكُلِّ حجرٍ ونباتٍ ينطق بذكر مُحمَّد واثنىٰ عشر وصيّاً له من بعده ، فقال موسى : إِلٰهي ، لا أَرىٰ شيئاً خلقته إِلَّا وهو ناطق بذكر مُحمَّد وأَوصيائه الإِثنىٰ عشر ، فَمَا منزلة هؤلاء عندكَ؟ قال : يابن عمران ، إِنِّي خلقتهم قبل أَنْ أخلق الأَنوار ، خلقتهم في خزانة قدسي ، ترتع في رياض مشيِّتي ، وتتنسَّم من روح جبروتي ، وتشاهد أقطار ملكوتي ، حتَّىٰ إِذا شئتُ مشيِّتي أَنفذتُ قضائي وقدري. يابن عمران ، إِنِّي ذلك ...»(7). السَّادس : بيان الإِمام الرضا عليه السلام : «نحن حجج اللّٰـه في أرضه، وخلفاؤه في عباده ، وأُمناؤه على سرِّه ، ونحن كلمة التقوىٰ ، والعروة الوثقىٰ، ونحن شهداء اللّٰـه وأَعلامه في بريَّته ، بنا يمسك اللّٰـه السَّماوات والأَرض أَنْ تزولا ، وبنا يُنزِّل الغيث ، وينشر الرَّحمة ، لا تخلو الأَرض من قائم منَّا ظاهر أو خاف ، ولو خلت يوماً بغير حُجَّة لماجت بأَهلها كما يموج البحر بأهله»(8). ودلالة الجميع واضحة. ومن ثَمَّ ورد في بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «نحن ولد عبد المطَّلب سادة أَهل الجنَّة : أَنَا ، وحمزة ، وعَلِيّ ، وجعفر ، والحسن ، والحسين ، والمهدي»(9). فإِنَّ للجنَّة ناظوم كسائر عوالم الخلقة. وهذا أَمر من بدائع معارف عَالَم الأَصفياء. / إِمامة أَهل البيت عليهم السلام مهيمنة على المخلوقات هيمنة اللَّطيف على الأَغلظ / الطائفة الثانية عشرة : ما دلَّ على أَنَّ حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم وإِمامتهم : (داخلة في جملة العوالم وكافَّة المخلوقات غيرالمتناهية دخول اللَّطيف في الأَغلظ ؛ لا بالممازجة والمزاولة ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 27 : 317/ح15. المحتضر : 156 ـ 157. (2) مرجع الضمير في : (أَحوالها وشؤونها) : كافَّة العوالم والمخلوقات. (3) البقرة : 30. (4) بحار الأَنوار ، 26 : 280/ح25. بصائر الدرجات : 21. (5) المصدر نفسه : 282 /ح34. بصائر الدرجات : 22. (6) بحار الأَنوار ، 23 : 22 /ح23. علل الشرائع : 76. (7) بحار الأَنوار ، 26 : 308/ح73. مختصر البصائر : 151. (8) بحار الأَنوار ، 23 : 35 /ح59. كمال الدين : 177. (9) بحار الأَنوار ، 22 : 149. المناقب لابن المغازلي : 9. سنن ابن ماجة ، 2 : 1368/ح4087.