معارف الهية (82) ، تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
05/04/2024
الدرس (82) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، وعن الطائفة السادسة في الدرس (59 الى 72 ) ، وعن الطائفة السابعة والثامنة في الدرس(73) ، وعن الطائفة التاسعة في الدرس(74) ، وعن الطائفة العاشرة في الدرس(75 ـ 76) ، وعن الطائفة الحادية عشرة في الدرس(77 الى 81) ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الطائفة الثانية عشرة : / إِمامة أَهل البيت عليهم السلام مهيمنة على المخلوقات هيمنة اللَّطيف على الأَغلظ / الطائفة الثانية عشرة : ما دلَّ على أَنَّ حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم وإِمامتهم : (داخلة في جملة العوالم وكافَّة المخلوقات غيرالمتناهية دخول اللَّطيف في الأَغلظ ؛ لا بالممازجة والمزاولة ، وخارجة منها خروج اللَّطيف عن الأًغلظ ؛ لا بالمباينة والمزايلة). / ويُمثِّلها : / دليلٌ عقليٌّ مُركَّب من مُقدّمتين (1): / الأُولىٰ : أَنَّه ورد في بيانات الوحي المستفيضة ، بل المتواترة قاعدة معرفيَّة وعقليَّة خطيرة ، وهي : (أَنَّ فعل اللّٰـه الأَلطف داخل في الأَشياء والمخلوقات لكن لا بالممازجة والمزاولة ، وخارج عنها لكن لا بالمفارقة والمزايلة). فانظر : بيانات الوحي ، منها : بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «... هو في الأَشياء على غير ممازجة ، خارج منها على غير مباينة ... داخل في الأَشياء لا كشيءٍ في شيءٍ داخل ، وخارج منها لا كشيءٍ من شيءٍ خارج ...»(2). وهذه القاعدة وإِن أَصَرَّ أَهل المعرفة على حصر جريانها في الأَفعال الإِلٰهيَّة ، لكنَّها تجري أَيضاً في جملة الأَسماء والصِّفات الإِلٰهيَّة ؛ فعليَّة كانت أَم ذاتيَّة. المُقَدِّمة الثَّانية : أَنَّ طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة وتتبعها طبقاتها المتوسطة والنَّازلة هي رأس هرم فعل اللّٰـه الأَقدس والمُقدَّس والأَلطف. والنتيجة : أَنَّ طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم الصَّاعدة وتتبعها طبقاتها المتوسطة والنَّازلة داخلة بالأَوْلىٰ ونافذة في طُرِّ الأَشياء وجملة المخلوقات وعوالمها وشؤونها دخول ونفاذ اللطيف في الأًغلظ ، ومسيطرة ومهيمنة عليها سيطرة وهيمنة اللَّطيف على الأَغلظ ، وداخلة في جميع شراشر المخلوقات وجزئيَّاتها وذرَّاتها وكافَّة عوالمها ومحيطة بها وبدقائق أَحوالها وأُمورها وشؤونها. بل قُرِّرَ في اكتشافات العلوم الحديثة : (أَنَّ الجسم الأَلطف ينفذ ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لا بأس بالإِلتفات إِلى أَنَّ أَحكام العقل على نمطين : أَحدهما : أَحكام عقليَّة مُستقِلَّة ، ويُعبَّر عنها بـ : (المُستقِلَّات العقليَّة). الأُخرىٰ : أَحكام عقليَّة غير مُستقِلَّة ، ويُعبَّر عنها بـ : (غير المُستقِلَّات العقليَّة). والفارق بينها : أَنَّه في النَّمط الأَوَّل ـ أَي : المُستقِلَّات العقليَّة ـ العقل يحكم من دون أَنْ يأخذ مُقدّمة من الشرع ويعتمد عليها ، بل كافَّة المُقدّمات الّتي أُخذت في الدَّليل عقليَّة. وهذا بخلافه في النمط الثَّاني ـ أَي : غير المُستقِلَّات العقليَّة ـ فإِنَّ بعضها غير عقليّة. كما هو الحال في المقام ؛ فإِنَّ هاتين المُقدّمتين أعتمد بعضها على بيانات الوحي المعرفيَّة. (2) بحار الأَنوار ، 3 : 271. توحيد الصدوق : 299/ح1.