معارف الهية(83) ، تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
07/04/2024
الدرس (83) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، وعن الطائفة السادسة في الدرس (59 الى 72 ) ، وعن الطائفة السابعة والثامنة في الدرس(73) ، وعن الطائفة التاسعة في الدرس(74) ، وعن الطائفة العاشرة في الدرس(75 ـ 76) ، وعن الطائفة الحادية عشرة في الدرس(77 الى 81) ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الطائفة الثانية عشرة ، ومر الكلام عن دليلها ـ ووهو عقلي ـ وكانت نتيجته : والنتيجة : أَنَّ طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم الصَّاعدة وتتبعها طبقاتها المتوسطة والنَّازلة داخلة بالأَوْلىٰ ونافذة في طُرِّ الأَشياء وجملة المخلوقات وعوالمها وشؤونها دخول ونفاذ اللطيف في الأًغلظ ، ومسيطرة ومهيمنة عليها سيطرة وهيمنة اللَّطيف على الأَغلظ ، وداخلة في جميع شراشر المخلوقات وجزئيَّاتها وذرَّاتها وكافَّة عوالمها ومحيطة بها وبدقائق أَحوالها وأُمورها وشؤونها. بل قُرِّرَ في اكتشافات العلوم الحديثة : (أَنَّ الجسم الأَلطف ينفذ ويسيطر ويتصرِّف في الجسم الأَغلظ). وهذا على خلاف ما يتوهَّمه عامَّة البشر ؛ فيظنُّون العكس. بل قُرِّرَ في البحوث المعرفيَّة والعقليَّة : (أَنَّ نِسْبَة الأَجسام المتباعدة بالإِضافة إِلى الجسم الأَلطف منها : نِسْبَة واحدة ، كنقطة واحدة ، فضلاً عن نسبتها إِلى الجوهر المُجرَّد ؛ لأَنَّ نسبتها إِليه نِسْبَة تقوُّم). وهذه معادلة فوق العلوم الرِّياضيَّة ؛ الباحثة عن نِسْبَة الأَجسام ذات الوجود في رتبةِ عرضٍ واحدٍ. إِذّنْ : جملة العوالم وكافَّة المخلوقات بالنِّسبة إِلى طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم سواء وكنقطةٍ واحِدةٍ. نظيره : نقاط محيط الدائرة ؛ فإِنَّها إِذا قيست إِلى مركزها كانت جميع هذه النقاط كنقطةٍ واحدةٍ في القرب والبُعد ، وعلى حدٍّ سوآء إِلى مركز الدائرة. هكذا حال طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة وتتبعها طبقاتها المتوسطة والنازلة ، فإِنَّ جملة المخلوقات وكافَّة العوالم ـ من الذَّرَّة إِلى ما فوق العرش ـ إِذا قيست إِلى هذه الطبقات كانت كشيءٍ واحدٍ ، ومهيمنة على العرش وما فوقه ، وداخلة فيه وفي جميع شراشره وجزئيَّاته ودقائقه وتفاصيله؛ كهيمنتها على الذَّرَّة وإِحاطتها بها وبجملة شراشرها وجزئيَّاتها ودقائقها من دون أَي تفاوت واختلاف وعلى حدٍّ سوآء. بعد الإِلتفات إِلى قاعدة عقليَّة ومعرفيَّة شريفة تذكر في أَبواب المعارف ، وهي : أَنَّه (كُلَّما ازدادت اللَّطافة انعدمت النِّسْب والحجب والفواصل والأَبعاد ؛ مكانيَّة كانت أَم زمانيَّة أَم جرميَّة ، واشتدَّت القدرة والعلم والوجود والحضور). وهذه قاعدة من خفايا المباحث العقليَّة والمعرفيَّة. والنتيجة : أَنَّ طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم وإِمامتهم ـ بعدما كانت أَلطف مخلوقات الباري (تقدَّس ذكره) على الإِطلاق كانت ـ داخلة في ظواهر وبواطن وأَسرار وشراشر جميع الأَشياء ، وسائر المخلوقات ، وكافَّة عوالمها وشؤونها وأَحوالها وجزئيَّاتها وذرَّاتها دخول اللطيف في الأَغلظ ؛ من دون مزاولة وممازجة ، ومحيطة بها ومهيمنة عليها إِحاطة وهيمنة اللطيف على الأَغلظ ، وخارجة منها خروج اللطيف من الأَغلظ من دون مزايلة ومباينة. ومنه يتَّضح : الجمّ الغفير من بيانات الوحي المعرفيَّة الباهرة ، منها : 1ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام ، الوارد في حقِّ أَهل البيت عليهم السلام : «... الإِمام ... يرىٰ ما بين المشرق والمغرب ، فلا يخفىٰ عليه شيء من عَالَم الملك والملكوت ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار .