معارف الهية (84) ، تعريف حقيقة الامام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية
07/04/2024
الدرس (84) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، وعن الطائفة السادسة في الدرس (59 الى 72 ) ، وعن الطائفة السابعة والثامنة في الدرس(73) ، وعن الطائفة التاسعة في الدرس(74) ، وعن الطائفة العاشرة في الدرس(75 ـ 76) ، وعن الطائفة الحادية عشرة في الدرس(77 الى 81) ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الطائفة الثانية عشرة ، ووصل الكلام الى نتيجة ما تقدم : والنتيجة : أَنَّ طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم وإِمامتهم ـ بعدما كانت أَلطف مخلوقات الباري (تقدَّس ذكره) على الإِطلاق كانت ـ داخلة في ظواهر وبواطن وأَسرار وشراشر جميع الأَشياء ، وسائر المخلوقات ، وكافَّة عوالمها وشؤونها وأَحوالها وجزئيَّاتها وذرَّاتها دخول اللطيف في الأَغلظ ؛ من دون مزاولة وممازجة ، ومحيطة بها ومهيمنة عليها إِحاطة وهيمنة اللطيف على الأَغلظ ، وخارجة منها خروج اللطيف من الأَغلظ من دون مزايلة ومباينة. ومنه يتَّضح : الجمّ الغفير من بيانات الوحي المعرفيَّة الباهرة ، منها : 1ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام ، الوارد في حقِّ أَهل البيت عليهم السلام: «... الإِمام ... يرىٰ ما بين المشرق والمغرب ، فلا يخفىٰ عليه شيء من عَالَم الملك والملكوت ... والسَّماوات والأَرض عند الإِمام كيده من راحته ، يعرف ظاهرها من باطنها ، ويعلم بِرّها من فاجرها ، ورطبها ويابسها ... ومن أَنكر ذلك فهو شقيٌّ ملعون يلعنه اللّٰـه ويلعنه اللاعنون...»(1). 2ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «... ومِنَّا الرقيب على خلق اللّٰـه ... وحُجَّته بين العباد ، إِذ يقول اللّٰـه : [اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا](2) ...»(3). 3ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «أَنا أُورِثُ من النَّبيِّين إِلى الوصيّين ، ومن الوصيّين إِلى النَّبيّين ، وما بعث اللّٰـه نبيّاً إِلَّا وأَنا أَقضي دينه وانجز عداته ...»(4). 4ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن الإِمام الصَّادق عليه السلام : «أَنَّ جويرية بن عمر العبدي خاصمه رَجُلٌ في فرس أُنثىٰ فادَّعيا جميعاً الفرس ، فقال أَمير المؤمنين عليه السلام: لواحد منكما البيِّنة ؟ فقالا : لا. فقال لجويرية : أعطه الفرس. فقال له : يا أمير المؤمنين ، بلا بيِّنَة ؟ فقال له : واللّٰـه لأَنا أَعلم بِكَ منكَ بنفسكَ ، أتنسىٰ صنيعك بالجاهليَّة الجهلاء ؟ فأخبره بذلك»(5). 5ـ بيان الإِمام الرضا عليه السلام : «... ونحن شهداء اللّٰـه وأَعلامه في بريَّته ، بنا يمسك اللّٰـه السَّماوات والأَرض أَنْ تزولا ...لا تخلو الأَرض من قائم مِنّا ظاهر أَو خاف ، ولو خلت يوماً بغير حُجَّة لماجت بأَهلها كما يموج البحر بأهله»(6). 6ـ بيان زيارتهم صلوات اللّٰـه عليهم : «... بأبي أَنتم وأُمِّي ونفسي وأَهلي ومالي ذكركم في الذاكرين ، وأَسماؤكم في الأَسماء ، وأَجسادكم في الأَجساد ، وأَرواحكم في الأَرواح ، وأَنفسكم في النفوس ، فما أَحلىٰ أَسماءكم، وأَكرم نفوسكم ، وأَعظم شأنكم ، وأَجلَّ خطركم ، وأَعلىٰ أَقداركم ...»(7). 7ـ ما ورد عن صفوان بن يحيىٰ ، عن جعفر بن مُحمَّد بن الأَشعث ، قال : «أَتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأَمر ومعرفتنا به ، وما كان عندنا فيه ذكر ولا معرفة بشيءٍ مِمَّا عند النَّاس ؟ قال : قلتُ له : ما ذاك ؟ قال : إِنَّ أَبا جعفر – يعني : أبا الدوانيق - قال لأَبي مُحمَّد بن الأَشعث : يا مُحمَّد ، ابغ لي رجلاً له عقل يُؤدِّي عنِّي. فقال له : إِنِّي قد أَصبته لكَ ، هذا فلان ابن مهاجر خالي. قال : فائتني به. قال : فأتاه بخاله. فقال له أبو جعفر : يابن مهاجر ، خُذ هذا المال - فأعطاه أُلوف دنانير أَو ما شاء اللّٰـه من ذلك - وائتِ المدينة والقِ عبداللّٰـه بن الحسن وعدَّة من أَهل بيته فيهم جعفر بن مُحمَّد ، فقل لهم: إِنِّي رجل غريب من أَهل خراسان ، وبها شيعة من شيعتكم ؛ وجَّهوا إِليكم بهذا المال ، فادفع إِلى كلِّ واحدٍ منهم على هذا الشرط كذا وكذا ، فإذا قبضوا المال فقل : إِنِّي رسول وأُحبّ أَنْ يكون معي خطوطكم بقبضكم ما قبضتم مِنِّي. قال : فأخذ المال وأتىٰ المدينة ثُمَّ رجع إِلى أَبي جعفر ـ وكان مُحمَّد بن الأَشعث عنده ـ فقال أَبو جعفر : ما وراكَ ؟ قال : أَتيتُ القوم وفعلتُ ما أَمرتني به ، وهذه خطوطهم بقبضهم المال ، خلا جعفر بن محمَّد ... فأَخبرني بجميع ما جرىٰ بيني وبينكَ حتَّىٰ كأَنَّه كان ثالثنا...»(8). / الإِمامة الإِلهيَّة : تجلِّيات للذات الإِلهيَّة المُقدَّسة / الطائفة الثالث عشرة : ما دلَّ على أَنَّ المعرفة الأَتمَّ بأَهل البيت عليهم السلام : معرفتهم بالأَسمآء الإِلٰهيَّة وبأَعالي النوريَّة. وعبَّر الفلاسفة عن هذه المرتبة بـ : ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 25 : 169 ـ 174/ح38. (2) النساء : 1. (3) بحار الأَنوار ، 39 : 350 ـ 351/ح24. تفسير فرات : 61 ـ 62. (4) المصدر نفسه /ح23. تفسير فرات : 13. (5) بحار الأَنوار ، 41 : 288/ح11. بصائر الدرجات ، 1 : 483/ح895 ـ 11. (6) بحار الأَنوار ، 23 : 35 /ح59. كمال الدين : 177. (7) بحار الأَنوار ، 99 : 154. كتاب من لا يحضره الفقيه ، 2 : 374. (8) بحار الأَنوار ، 47 : 75 ـ 76/ح39. بصائر الدرجات ، 1 : 479 ـ 481/ح891 ـ 7. الكافي، 1: 475/ح6. دلائل الإِمامة للطبري : 266 ـ 267/ح196.