معارف إِلٰهيَّة : (85) ، تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة :
08/04/2024
الدرس (85) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، وعن الطائفة السادسة في الدرس (59 الى 72 ) ، وعن الطائفة السابعة والثامنة في الدرس(73) ، وعن الطائفة التاسعة في الدرس(74) ، وعن الطائفة العاشرة في الدرس(75 ـ 76) ، وعن الطائفة الحادية عشرة في الدرس(77 الى 81) ، وعن الطائفة الثانية عشرة في الدرس(82 ـ 84) ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الطائفة الثالث عشرة : / الإِمامة الإِلهيَّة : تجلِّيات للذات الإِلهيَّة المُقدَّسة / الطائفة الثالث عشرة : ما دلَّ على أَنَّ المعرفة الأَتمَّ بأَهل البيت عليهم السلام: معرفتهم بالأَسمآء الإِلٰهيَّة وبأَعالي النوريَّة. وعبَّر الفلاسفة عن هذه المرتبة بـ : (الإِنيَّات المحضة) ؛ لإِنمحاء الجنبة المخلوقيَّة في حقائقهم عليهم السلام المُقدَّسة في هذه المرتبة ، فلا يُلحظ فيها : مُحمَّد ، وعَلِيّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وإِنَّما حميد ، والأَعلىٰ ، وفاطر ، ومحسن ، وقديم الإِحسان ، فتضمحلُ فيها(1) الماهيَّات ؛ لشدَّة تأَجُّج نور الوجود فيها ، فأَصبحت حقائقهم عليهم السلام تجلِّيات للذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، وأَسماء وصفات إِلٰهيَّة. ويُمثِّل هذه الطائفة : أَوَّلاً : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... نحن الاسم المكنون ، نحن الأَسماء الحسنىٰ الَّتي إِذا سُئِلَ اللّٰـه عزَّوجلَّ بها أَجاب ، نحن الأَسماء المكتوبة على العرش ، ولأَجلنا خلق اللَّـه عزَّوجلَّ السَّماء والأَرض والعرش والكرسي والجنَّة والنَّار ...»(2). ثانياً : بيانه عليه السلام أَيضاً : «إِنَّ اللّٰـه تبارك وتعالىٰ أَحد واحد ، تفرَّد في وحدانيَّته ، ثُمَّ تكلَّم بكلمة فصارت نوراً ، ثُمَّ خلق من ذلك النور محمَّداً صلى الله عليه واله وخلقني وذريَّتي ، ثُمَّ تكلَّم بكلمة فصارت روحاً ، فأسكنه اللّٰـه في ذلك النُّور ، وأَسكنه في أَبداننا ، فنحن روح اللّٰـه وكلماته ... وأَنا كلمة اللّٰـه الَّتي يجمع بها المفترق ويُفرَّق بها المجتمع ، وأنا أَسماء اللّٰـه الحسنىٰ ، وأَمثاله العليا، وآياته الكبرىٰ ... وأَنا الَّذي أَنحلني ربِّي اسمه وحكمته وعلمه وفهمه ...»(3). ثالثاً : بيان الإِمام الباقر عليه السلام : «إِنَّ اللّٰـه تعالىٰ خلق أَربعة عشر نوراً من نور عظمته قبل خلق آدم بأَربعة عشر أَلف عام فهي أَرواحنا ... عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا ، نحن الأَسماء الحسنىٰ الَّتي لا يقبل اللّٰـه من العباد عملاً إِلَّا بمعرفتنا ... وجعلنا عينه على عباده ، ولسانه النَّاطق في خلقه ، ويده المبسوطة عليهم بالرأفة والرَّحمة ، ووجهه الَّذي يؤتىٰ منه ، وبابه الَّذي يدلُّ عليه ... وبنا أَثمرت الأَشجار ، وأَينعت الثمار ، وجرت الأَنهار ، ونزل الغيث من السَّمآء ، ونبت عشب الأَرض ... وأَيم اللّٰـه ، لولا وصيَّة سبقت وعهد أُخذ علينا لقلتُ : قولاً يعجب منه أَو يذهل منه الأَولون والآخرون»(4). رابعاً : بيان النَّاحية المُقدَّسة : «... ونحن صنائع ربنا ، والخلق بعد صنائعنا ...»(5). خامساً : بيان دعاء النَّاحية المقدَّسة الوارد في أَيام شهر رجب : «... أَسألك بما نطق فيهم من مشيَّتك ، فجعلتهم معادن لكلماتك ، وأَركاناً لتوحيدك ، وآياتك ، ومقاماتك الَّتي لا تعطيل لها في كلِّ مكان ، يعرفكَ بها من عرفكَ ، لا فرق بينكَ وبينها إِلَّا أَنَّهم عبادكَ وخلقكَ ، فتقها ورتقها بيدك، بدؤها منك وعودها إِليكَ ...»(6). ودلالة الجميع واضحة. عصارة ما تقدَّم : وإِلى كلِّ ما تقدَّم من طوائف وأَركان حقيقة الإِمامة الإِلٰهيَّة لأَهل البيت عليهم السلام ، وحقيقة الإِمام منهم صلوات اللّٰـه عليهم أَشار إِطلاق بيان... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مرجع الضمير في كلمة : (فيها) : (في هذه المرتبة من ذوات أَهل البيت ^ المقدَّسة). وعلى هذا قس مرجعه في كلمة : (فيها) التالية. (2) بحار الأَنوار ، 27 : 33ـ 38/ح5. (3) المصدر نفسه ، 53 : 46 ـ 48 /ح20. (4) بحار الأَنوار، 25 : 4/ح7. المحتضر : 129. (5) بحار الأَنوار ، 53 : 178 /ح9. غيبة الشيخ : 184 ـ 185. الاحتجاج : 253. (6) بحار الأَنوار ، 95 : 392 ـ 393.