الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (86) ، تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة

معارف إِلٰهيَّة : (86) ، تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة

10/04/2024


الدرس (86) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، لازال البحث في تعريف حقيقة الامام عليه السلام وامامة اهل البيت عليهم السلام الالهية ، ومر الكلام في الدرس ( 54) انه لابد من التعرض لبيانات الوحي ليتجلى ذلك التعريف ، واذا رجعنا الى تلك البيانات لوجدناها على طوائف ، تذكر كل طائفة منها بعض خصائص ذلك التعريف وفصوله واجناسه ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ( 13 ) طائفة ، مر الكلام عن الطائفة الاولى في الدرس ( 54 ) ، وعن الطائفة الثانية والثالثة في الدرس ( 55 ) ، وعن الطائفة الرابعة في الدرس ( 56 و 57 ) ، وعن الطائفة الخامسة في الدرس ( 58 ) ، وعن الطائفة السادسة في الدرس (59 الى 72 ) ، وعن الطائفة السابعة والثامنة في الدرس(73) ، وعن الطائفة التاسعة في الدرس(74) ، وعن الطائفة العاشرة في الدرس(75 ـ 76) ، وعن الطائفة الحادية عشرة في الدرس(77 الى 81) ، وعن الطائفة الثانية عشرة في الدرس(82 ـ 84) ، وعن الطائفة الثالث عشرة في الدرس (85) ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى : / عصارة ما تقدَّم : / وإِلى كلِّ ما تقدَّم من طوائف وأَركان حقيقة الإِمامة الإِلٰهيَّة لأَهل البيت عليهم السلام ، وحقيقة الإِمام منهم صلوات اللّٰـه عليهم أَشار إِطلاق بيان الإِمام الرِّضا عليه السلام : «... إِنَّ الإِمامة: أجلُّ قدراً ، وأَعظم شأناً ، وأَعلىٰ مكاناً ، وأَمنع جانباً ، وأَبعد غوراً من أَنْ يبلغها النَّاس بعقولهم ، أَو ينالوها بآرائهم ، أَو يقيموا إِماماً باختيارهم... إِنَّ الإِمامة : زمام الدِّين ، ونظام المسلمين ، وصلاح الدُّنيا وعزّ المؤمنين ... الإِمام : كالشَّمس الطالعة للعَالَم وهي بالأُفق بحيث لا تنالها الأَيدي والأَبصار ، الإِمام : البدر المنير ، والسراج الزاهر ، والنور السَّاطع ، والنجم الهادي في غياهب الدجىٰ ، والبيد القفار ولجج البحار ... الدَّالّ على الهدىٰ ، والمنجي من الردىٰ ... والدليل في المهالك ، مَنْ فارقه فهالك ، الإِمام: السحاب الماطر ، والغيث الهاطل ، والشَّمس المضيئة ، والأَرض البسيطة ، والعين الغزيرة ، والغدير ، والروضة ... ومفزع العباد في الداهية ... أَمين اللّٰـه في أَرضه وحُجَّته على عباده ... الدَّاعي إِلى اللّٰـه ، والذَّاب عن حرم اللّٰـه ... واحد دهره ، لا يدانيه أَحد ، ولا يعادله عَالِم ، ولا يوجد منه بدل ، ولا له مَثْل ولا نظير ، مخصوص بالفضل كلّه من غير طلب منه له ولا اكتساب ... فَمَنْ ذا الَّذي يبلغ معرفة الإِمام ، ويمكنه اختياره؟! هيهات هيهات! ضلَّت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الأَلباب، وحسرت العيون ، وتصاغرت العظماء ، وتحيَّرت الحُكماء ، وتقاصرت الحُلماء، وحصرت الخطباء ، وجهلت الأَلباب ، وكلَّت الشعراء ، وعجزت الأُدباء ، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه ، أَو فضيلة من فضائله ، فأقرَّت بالعجز والتقصير ، وكيف يُوصف له ، أو يُنعت بكُنْهه ، أَو يُفهم شيء من أَمره ، أَو يوجد من يُقام مقامه ويُغني غناه!! لا كيف وأَنَّىٰ وهو بحيت النجم من أَيدي المتناولين، ووصف الواصفين ، فأَين الاختيار من هذا؟ وأَين العقول عن هذا؟ وأَين يوجد مِثل هذا ؟ أَظنوا أَنْ يوجد ذلك في غير آل الرسول صلى الله عليه واله ؟! كذبتهم واللّٰـه أنفسهم ، ومنَّتهم الباطل ، فارتقوا مرتقىٰ صعباً دحضاً ، تزلّ عنه إلى الحضيض أَقدامهم ، راموا إِقامة الإِمام بقول جائر(1) بائرة ناقصة ، وآراء مضلَّة ، فلم يزدادوا منه إِلَّا بعداً [قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ](2) ... والإِمام : عَالِم لا يجهل ، راع لا ينكل ، معدن القدس والطهارة ، والنسك والزهادة ، والعلم والعبادة ... مضطلع بالإِمامة عَالِم بالسياسة ، مفروض الطَّاعة ، قائم بأمر اللّٰـه عزَّوجلَّ ، ناصح لعباد اللّٰـه، حافظ لدين اللّٰـه(3). إِنَّ الأَنبياء والأئمَّة (صلوات اللّٰـه عليهم): يوفقهم اللّٰـه ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم ... وإِنَّ العبد إِذا أَختاره اللّٰـه عزَّوجلَّ لأُمور عباده شرح اللّٰـه صدره لذلك وأَودع قلبه ينابيع الحكمة وأَلهمه العلم إِلهاماً ، فلم يعي بعده بجواب ، ولا يحيد فيه عن الصواب ، وهو : معصوم مؤيد موفَّق مُسدَّد ، قد أَمن الخطايا والزلل والعثار ، يخصَّه اللّٰـه بذلك ؛ ليكون حُجَّته على عباده ، وشاهده على خلقه ...»(4). / التعريف المناسب لحقيقة إِمامة أَهل البيت عليهم السلام / ومن كلِّ ما تقدَّم يتَّضح : أَنَّ المناسب لتعريف ماهيَّة وحقيقة إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة أَنْ يُقال : إِنَّها «جعلٌ إِلٰهيٌّ تكوينيٌّ ، وبعثة إِلٰهيَّة ، وشراكة مقامات إِلٰهيَّة تابعة لمقامات سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، وهداية إِيصاليَّة توصل مَنْ تمسَّكَ بها من جملة العوالم وكافَّة المخلوقات غيرالمتناهية إِلى الكمال المُطلق ، وكماله الأَخير ، مفروضة الطَّاعة على جملة العوالم والمخلوقات ، لها أَيادٍ إِلٰهيَّة خطيرة ومهولة ؛ ذو قدرات غيرمتناهية ، مودعة في الهياكل البشريَّة ، وصاحبة علم لدنِّي وتأويل ، ووحي وحبل غيبيّ إِبداعي تكوينيّ ممدود من أَعماق الغيب إِلى بدن الإِمام عليه السلام من دون واسطة ، وتجلِّيات إِلٰهيَّة كاشفة عن كمال وشؤون السَّاحة الإِلٰهيَّة ؛ وموارد سخطها ورضاها ، ولها سرّ وعلانية ، حاكمة على كافَّة العوالم والمخلوقات ، ومهيمنة عليها هيمنة اللَّطيف على الأَغلظ». / التَّعريف المناسب لماهية وحقيقة الإِمام عليه السلام / و يتَّضح ايضا : التعريف المناسب لماهيَّة وحقيقة الإِمام من أَهل البيت عليهم السلام ـ كما صرَّحت به بيانات الوحي أَيضاً ـ وهو أَنْ يُقال : «الإِمام بشر ملكي ، وجسده سماويٌّ ، وأَمره إِلٰهيّ ، وروح قدسيٌّ ، ومقامٌ عَلِيٌّ ، ونورٌ جليٌّ، وسرٌّ خفيٌّ ، فهو ملك الذات ، إِلٰهيّ الصفات ، ظاهره أَمر لا يُملك ، وباطنه غيب لا يُدرك». / خاتمة / وفي الختام نذكر قضايا ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم : / القضيَّة الأُوْلى : / أَبدان أهل البيت عليهم السلام أَبدان سماويَّة نوريَّة / طهارة دم أَهل البيت عليهم السلام وكُلّ ما يعرض على أَبدانهم الشريفة / إِنَّه يتَّضح من تعريف ماهيَّة وحقيقة الإِمام من أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ، المستفاد من بيانات الوحي المُستفيضة ، بل المتواترة بالتواتر العقلي ، منها : ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) خ . ل : (بعقول حائرة). (2) التوبة : 30. (3) في كتاب الغيبة : (حافظ لسرِّ اللّٰـه). (4) بحار الأَنوار ، 25 : 120 ـ 128/ح4. إِكمال الدين : 380 ـ 383. معاني الأَخبار : 33 ـ 34. عيون أَخبار الرِّضا عليه السلام ، 1: 163ـ 166/ح1.