الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (87) ، تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة

معارف إِلٰهيَّة : (87) ، تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة

11/04/2024


الدرس (87) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى : /خاتمة / وفي الختام نذكر قضايا ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم : / القضيَّة الأُوْلى : / أَبدان أهل البيت عليهم السلام أَبدان سماويَّة نوريَّة / طهارة دم أَهل البيت عليهم السلام وكُلّ ما يعرض على أَبدانهم الشريفة / إِنَّه يتَّضح من تعريف ماهيَّة وحقيقة الإِمام من أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ، المستفاد من بيانات الوحي المُستفيضة ، بل المتواترة بالتواتر العقلي ، منها : ما تقدَّم ، وما سيأتي (إِنْ شاء اللَّـه تعالىٰ) : أَنَّ أَبدان أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم أَبدان سماويَّة نوريَّة ، وصفاتها وصفاتهم صفات إِلٰهيَّة ، محكوم على كُلِّ ما يتعلَّق بها بالنُّور والطهارة ، وليست أَبدان أَرضيَّة كسائرالبشر ؛ كيما يُحكم على بعض شؤونها كـ : (الدم ، والبول وما شاكلهما) بالنجاسة ، والنهي الوارد عن تناولها ـ مع أَنَّها طاهرةٌ وأَشعَّة نور ـ جريان للسُّنَّة ، وإِنْ شئت قلتَ : حكم تكليفي ، ومن الواضح : أَنَّه لا ملازمة بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي ؛ فقد يُحكم بطهارة الشيء ، كالبصاق بعد إِلقائه خارج الفم ، لكن لا يجوز تكليفاً تناوله وبلعه بعد ذلك. وهذا ما صرَّحت به بيانات الوحي ، منها : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... والإِمام ... بشر ملكيّ ، وجسد سماويّ، وأَمر إِلٰهيّ ، وروح قدسيّ ، ومقام عَلِيّ ، ونور جليّ ، وسرّ خفيّ ، فهو ملك الذات ، إِلٰهي الصفات ... هذا كُلّه لآل مُحمَّد لا يُشاركهم فيه مُشارك... فهم الكواكب العِلْوَيَّة والأَنوار العَلَوَيَّة المُشرقة من شمس العصمة الفاطميَّة ، في سماء العظمة المُحمَّديَّة ، والأَغصان النَّبَويَّة النَّابتة في دوحة الأَحمديَّة ، والأَسرار الإِلٰهيَّة المودعة في الهياكل البشريَّة ...»(1). ودلالته واضحة. بل وتشير إِليه أَيضاً بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بيان قوله جلَّ شأنه : [وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ * وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ](2). بل لو كانت أَبدان أَهل البيت وأَبدان الأَنبياء عليهم السلام أَرضيَّة كيف تحملَّت وقويت وأَمكن العروج بها إِلى السَّماوات ؟! بل كيف عُرج ببدن سيِّد الأَنبياء وأَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليهما وعلى آلهما بدمهما ولحمهما ـ كما هو ظاهر، بل صريح بيانات الوحي ـ فوق السَّماوات السبع؟! إِنَّ هذه الأَبدان الأَرضيَّة الغليظة ليست من سنخ العوالم السَّماويَّة اللَّطيفة الصَّاعدة كيما يمكنها التَّواجد في تلك العوالم ، ومن ثَمَّ لا تكون تلك الأَبدان الَّتي تواجدت في السَّماوات السَّبع ، بل وفوقها ليست إِلَّا من سنخ تلك العوالم ، بل ومن عوالم نُوريَّة صاعدة فوق عوالم أَبدان جملة الملائكة وغيرها ؛ بحيث لا يتحمَّلها بدن جبرئيل عليه السلام ، ولو دنا منها أنملة لاحترق ؛ ومن ثَمَّ كيف يُمكن تصوُّر نجاسة بعض شؤونها وأَحوالها ولوازمها!! فانظر : بيانات حديث المعراج ، منها : أَوَّلاً : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، عن أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه ، قال : «... فلَمَّا انتهيتُ إِلى حُجب النُّور قال لي جبرئيل : تَقَدَّم يا مُحَمَّد، وتخلَّفَ عنِّي ، فقلتُ : يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني!! فقال : يا مُحمَّد ، إِنَّ انتهاء حدِّي الَّذي وضعني اللّٰـه عزَّوجلَّ فيه إِلى هذا المكان ، فإِنْ تجاوزته احترقت أَجنحتي بتعدِّي حدود ربِّي جلَّ جلاله ، فزُخَّ بي في النُّور زَخَّةً حتَّىٰ انتهيتُ إِلى حيث ما شاء اللّٰـه من علوِّ ملكه ...»(3). ثانياً : عن ابن عبَّاس ، قال : «... فلَمَّا بلغ سدرة المُنتهىٰ فانتهىٰ إِلى الحُجُب فقال جبرئيل : تقدَّم يا رسول الله ، ليس لي أَنْ أَجوز هذا المكان ، ولو دنوتُ أَنملةً لاحترقتُ»(4). ودلالتهما واضحة. ومن كُلِّ هذا تتَّضح : نُكات وفلسفات كثير من بيانات الوحي ، منها: ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 25 : 169 ـ 174/ح38. (2) الأنعام : 8 ـ 9. (3) بحار الأَنوار ، 18 : 345 ـ 347/ح56. علل الشرائع : 13 ـ 14. عيون أَخبار الرِّضا عليه السلام : 144 ـ 146. (4) بحار الأَنوار ، 18 : 382.