معارف إِلٰهيَّة : (88) ، تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة
12/04/2024
الدرس (88) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة الأُوْلى من الخاتمة ، وكانت تحت عنوان : (أَبدان أهل البيت عليهم السلام أَبدان سماويَّة نوريَّة) و(طهارة دم أَهل البيت عليهم السلام وكُلّ ما يعرض على أَبدانهم الشريفة) ، ووصل بنا الكلام الى : ومن كُلِّ هذا تتَّضح : نُكات وفلسفات كثير من بيانات الوحي ، منها: 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، عن أَبي ظبية (خ .ل: أَبي طيبة) ، قال: «حجمت رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله وأعطاني ديناراً وشربت دمه ، فقال رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله : أَشَربتَ(1)؟ قلتُ : نعم، قال: وما حملك على ذلك؟ قلتُ: أَتَبَرَّك به. قال: أَخذت أَماناً من الأَوجاع والأَسقام ، والفقر والفاقة ، واللَّـه ، ما تمسَّكَ النَّار أَبداً»(2) . 2ـ بيانه صلى الله عليه واله ، عن تفسير الإِمام الحسن العسكري عليه السلام ، قال : «وأَمَّا الدَّم، فإنَّ رسول اللّٰـه احتجم مرَّة ؛ فدفع الدم الخارج منه إِلى أَبي سعيد الخدري وقال له : غيِّبه. فذهب فشربه ... فقال رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله : إِيّاك وأَنْ تعود لمثل هذا ، ثُمَّ اعلم ، إِنَّ اللّٰـه قد حرم على النَّار لحمك ودمكَ لـمَّا اختلط بدمي ولحمي...»(3). 3ـ تقريره صلى الله عليه واله لِـمَا كان يفعله الصحابة ، عن ما رآه عروة بن مسعود حين وجَّهته قريش عام القضيَّة إِلى رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله ، فإِنَّه : «رأىٰ من تعظيم أَصحابه له ، وإِنَّه لا يتوضَّأ إِلَّا ابتدروا وضوءه ، وكادوا يُقتلون عليه ، ولا يبصق بصاقاً ولا يتنخَّم نخامة إِلَّا تلقَّوها بأَكفِّهم فدلكوا بها وجوهم وأَجسادهم ، ولا تسقط منه شعرة إِلَّا ابتدروها ...»(4). 4ـ عن القاسم الصيقل ، قال : «كتبتُ إِليه: جُعِلْتُ فداك هل اغتسل أمير المؤمنين عليه السلام حين غَسَّلَ رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله عند موته ؟ فأجابه: النَّبيّ صلى الله عليه واله طاهر مُطَهَّر ، ولكن أَمير المؤمنين عليه السلام فعل، وجرت به السُّنَّة»(5). 5ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام: «إِنَّ نطفة الإِمام من الجنَّة ، وإِذا وقع من بطن أُمِّه إِلى الأَرض وقع وهو واضع يده إلى الأَرض ، رافع رأسه إلى السَّمآء ...»(6). 6ـ بيان زيارة أَهل البيت عليهم السلام : «... بأَنَّ اللّٰـه جلَّ جلاله قد طهَّركم من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ومن كلِّ ريبة ورجاسة ودناءة ونجاسة ...»(7). ودلالة الجميع واضحة على أَنَّ كُلَّ ما كان محكوماً عليه شرعاً في حقِّ ما يصدر من قضايا وأَحوال وشؤون أَبدان سائر البشر بالخباثة والنَّجاسة محكوماً عليه في حقِّ أَحوال وشؤون ما يصدر من أَبدان أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم بالنُّور والطُّهر والطَّهارة. والنكتة : ما تقدَّم ؛ فإِنَّ أَبدانهم صلوات اللَّـه عليهم الشَّريفة المُقدَّسة ليست أَرضيَّة ؛ كأَبدان سائر البشر ، بل سماويَّة نوريَّة ، وكُلُّ ما يصدر منها أَشعَّة نور وطهر وطهارة. فالتفت واغتنم تربت يداك. 7ـ إِطلاق بيان زيارة أَمير المؤمنين عليه السلام : «... يَا مَنْ حظي بكرامة ربّه ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) في المصدر : (أشربته ؟). (2) بحار الأَنوار ، 17 : 33/ح16. طب الأَئمَّة : 69 ـ 70. (3) بحار الأَنوار ، 17 : 270 /ح6. التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام : 165 ـ 170. (4) بحار الأَنوار ، 17 : 32/ح14. شرح الشفاء ، 1 : 67 ـ 72. (5) بحار الأَنوار ، 22 : 540 ـ 541 /ح50. تهذيب بيت الأَحكام ، 1 : 30. (6) بحار الأَنوار ، 25 : 37 /ح4. بصائر الدرجات ، 1 : 436/ح824 ـ 14. (7) بحار الأَنوار ، 97 : 208.