معارف إِلٰهيَّة : (89) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضية الاولى :
13/04/2024
الدرس (89) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضية ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ولازال في القضية الاولى ، وكانت تحت عنوان : (أَبدان أهل البيت عليهم السلام أَبدان سماويَّة نوريَّة) و(طهارة دم أَهل البيت عليهم السلام وكُلّ ما يعرض على أَبدانهم الشريفة) ، ومر الكلام أَنّهَ تتَّضح مما تقدم نُكات وفلسفات كثير من بيانات الوحي ووصلنا الى البيان : 6ـ بيان زيارة أَهل البيت عليهم السلام : «... بأَنَّ اللّٰـه جلَّ جلاله قد طهَّركم من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ومن كلِّ ريبة ورجاسة ودناءة ونجاسة ...»(1). ودلالة الجميع واضحة على أَنَّ كُلَّ ما كان محكوماً عليه شرعاً في حقِّ ما يصدر من قضايا وأَحوال وشؤون أَبدان سائر البشر بالخباثة والنَّجاسة محكوماً عليه في حقِّ أَحوال وشؤون ما يصدر من أَبدان أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم بالنُّور والطُّهر والطَّهارة. والنكتة : ما تقدَّم ؛ فإِنَّ أَبدانهم صلوات اللَّـه عليهم الشَّريفة المُقدَّسة ليست أَرضيَّة ؛ كأَبدان سائر البشر ، بل سماويَّة نوريَّة ، وكُلُّ ما يصدر منها أَشعَّة نور وطهر وطهارة. فالتفت واغتنم تربت يداك. 7ـ إِطلاق بيان زيارة أَمير المؤمنين عليه السلام : «... يَا مَنْ حظي بكرامة ربّه فجلَّ عن الصفات ، واشتُقَّ من نوره ...»(2). ودلالته قد اتَّضحت ؛ من أَنَّ صفات أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم لا تُقاس بصفات سائر البشر ، سوآء أَكانت تلك الصِّفات مُتعلِّقة بأَبدانهم وظواهر أَحوالهم وشؤونهم ، أَم كانت مُتعلِّقة ببواطنهم وأَرواحهم وسائر طبقات حقائقهم ؛ فإِنَّ أَبدانهم صلوات اللَّـه عليهم الشريفة المُقدَّسة بعدما كانت سماويَّة نوريَّة ، وصفاتهم صلوات اللَّـه عليهم بعدما كانت إِلٰهيَّة ؛ وعكوسات لصفات وشؤون الذات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ـ كما صرَّحت بذلك بيانات الوحي المتواترة بالتواتر العقلي ، بل الوحياني ، بل اللَّفظي ، منها: ما تقدَّم ـ جلَّت صفاتهم وأَحوالهم وشؤونهم صلوات اللَّـه عليهم وصفات وأَحوال وشؤون أَبدانهم الشَّريفة المُقدَّسة عن صفات وأَحوال وشؤون سائر المخلوقات، وعن صفات وأَحوال وشؤون أَبدان المخلوقات الأَرضيَّة. 8ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «ما مِنْ نبيٍّ ولا وصيٍّ يبقىٰ في الأَرض أَكثر من ثلاثة أَيَّام حتَّىٰ يُرفع بروحه وعظمه ولحمه إِلى السَّمآء ، وإِنَّما يُؤتىٰ مواضع آثارهم ، و يبلِّغونهم من بعيد السَّلام ، ويسمعونهم على آثارهم من قريب»(3). ودلالته قد اتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّ أَبدان أَهل البيت والأَنبياء والأَوصياء عليهم السلام ؛ بعدما كان سنخها أَبدان سماويَّة ، وأَشعَّة نور فلا يُناسبها بعد الموت أَو الشهادة إِلَّا أَنْ تُرفع وتوضع في عوالمها وأَماكنها المناسبة من السَّماوات والعوالم الصَّاعدة ، وهي على مراتب وطبقات. 9ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ؛ منضمّاً إِليه بيان أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه : «...أَيُّهَا اَلنَّاسُ ، خُذُوهَا عَنْ خَاتَمِ اَلنَّبِيِّينَ صلى الله عليه واله : «إِنَّهُ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَلَيْسَ بِمَيِّتٍ ، وَيَبْلَى مَنْ بَلِيَ مِنَّا وَلَيْسَ بِبَالٍ»... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 97 : 208. (2) المصدر نفسه : 347 ـ 352. المزار الكبير : 97 ـ 101. (3) بحار الأَنوار ، 22 : 550/ح3. بصائر الدرجات ، 2 : 349/ح1586 ـ 8.