الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (90) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضية الاولى :

معارف إِلٰهيَّة : (90) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضية الاولى :

14/04/2024


الدرس ( 90) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضية ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ولازال في القضية الاولى ، وكانت تحت عنوان : (أَبدان أهل البيت عليهم السلام أَبدان سماويَّة نوريَّة) و(طهارة دم أَهل البيت عليهم السلام وكُلّ ما يعرض على أَبدانهم الشريفة) ، ومر الكلام أَنّهَ تتَّضح مما تقدم نُكات وفلسفات كثير من طوائف بيانات الوحي ، منها متقدم ، ويضاف اليها البيان : 8ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «ما مِنْ نبيٍّ ولا وصيٍّ يبقىٰ في الأَرض أَكثر من ثلاثة أَيَّام حتَّىٰ يُرفع بروحه وعظمه ولحمه إِلى السَّمآء ، وإِنَّما يُؤتىٰ مواضع آثارهم ، و يبلِّغونهم من بعيد السَّلام ، ويسمعونهم على آثارهم من قريب»(1). ودلالته قد اتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّ أَبدان أَهل البيت والأَنبياء والأَوصياء عليهم السلام ؛ بعدما كان سنخها أَبدان سماويَّة ، وأَشعَّة نور فلا يُناسبها بعد الموت أَو الشهادة إِلَّا أَنْ تُرفع وتوضع في عوالمها وأَماكنها المناسبة من السَّماوات والعوالم الصَّاعدة ، وهي على مراتب وطبقات. 9ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ؛ منضمّاً إِليه بيان أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه : «...أَيُّهَا اَلنَّاسُ ، خُذُوهَا عَنْ خَاتَمِ اَلنَّبِيِّينَ صلى الله عليه واله : «إِنَّهُ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَلَيْسَ بِمَيِّتٍ ، وَيَبْلَى مَنْ بَلِيَ مِنَّا وَلَيْسَ بِبَالٍ» ، فَلاَ تَقُولُوا بِمَا لاَ تَعْرِفُونَ ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ اَلْحَقِّ فِيمَا تُنْكِرُونَ...»(2). 10ـ بيانه صلى الله عليه واله في وصيَّته لأَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه ، عن الإِمام الصادق عليه السلام ، قال : «لَـمَّا حضر رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله الممات دخل عليه عَلِيٌّ عليه السلام ، فأدخل رأسه معه ، ثُمَّ قال : يا عَلِيّ ، إِذا أَنا متُّ فَغَسِّلْنِي وكفِّنِّي ، ثُمَّ أَقعدني وسائلني واكتب». وفي تهذيب الأَحكام : «فَخُذ بمجامع كفني وأَجلسني ، ثُمَّ اسألني عمَّا شئتَ ، فواللّٰـه لا تسألني عن شيءٍ إِلَّا أَجبتكَ فيه». وفي رواية أَبي عوانة بإِسناده : قال عَلِيٌّ : «ففعلتُ ، فأنبأني بما هو كائن إِلى يوم القيامة». وعن جميع بن عمير التميميّ ، عن عائشة في خبر أَنَّها قالت : «وسَالَت نفس رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله في كفِّه ثُمَّ ردَّها في فيه»(3). 11ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «...إِنَّ مَيِّتنا لم يمت ، وغائبنا لم يغب ، وإِنَّ قتلانا لن يُقتلوا...»(4). 12ـ ما حصل أَثناء خطبته عليه السلام ، عن ميثم التمَّار ، قال : «... فصاح زيد بن كثير المرادي ، وقال: يا أَمير المؤمنين ، تقول بالأَمس وأَنتَ تُجهِّز إِلى معاوية وتحرِّضنا على قتاله ... فتقول لنا : ... لو شئتُ أَنْ أَضرب برجلي هذه القصيرة صدر معاوية فأَقلبه على أُمِّ رأسه لفعلتُ ، فما بالكَ لا تفعل ؟ ما تُريد إِلَّا أَنْ تضعف نفوسنا فَنَشُكَّ فيكَ فندخل النَّار. فقال أمير المؤمنين عليه السلام : «لأَفعلنَّ ذلك ، ولاعجلنه على ابن هند. فمدَّ رجله على منبره فخرجت عن أَبواب المسجد ، وردَّها إِلى فخذه ، وقال : معاشر النَّاس ، أَقيموا تاريخ الوقت؛ وأعلموه فقد ضربتُ برجلي هذه السَّاعة صدر معاوية ؛ فقلبته عن سريره على أُمِّ رأسه ، فظنَّ أَنَّه قد أُحيط به ، فصاح يا أَمير المؤمنين ، فأين النظرة ، فرددتُ رجلي عنه». وتوقَّع النَّاس ورود الخبر من الشَّام ، وعلموا : أَنَّ أَمير المؤمنين لا يقول إِلَّا حقّاً. فوردت الأَخبار والكُتُب بتاريخ تلك السَّاعة بعينها من ذلك اليوم بعينه : أَنَّ رِجلاً جاءت من ناحية الكوفة ممدودة مُتَّصلة فدخلت من أيوان معاوية والنَّاس ينظرون حتَّىٰ ضربت صدره فقلبته عن سريره على أُمِّ رأسه، فصاح : يا أمير المؤمنين ، وأَين النظرة ؟ وردت تلك الرِّجل عنه ، وعلم النَّاس ما قال أَمير المؤمنين عليه السلام حقّاً»(5). 13ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن أَبي جعفر ميثم التمار ، قال : «... واللّٰـه ، لو شئتُ لمددتُ يدي هذه القصيرة في أَرضكم هذه الطويلة ، وضربتُ بها صدر معاوية بالشَّام ، وأَجذب بها من شاربه ـ أَو قال : من لحيته ـ ، فمدَّ يده وردَّها وفيها شعرات كثيرة، فتعجَّبوا من ذلك. ثُمَّ وصل الخبر بعد مُدَّة : أَنَّ معاوية سقط من سريره في اليوم الَّذي كان عليه السلام مَدَّ يده ، وغشي عليه ، ثُمَّ أَفاق ، وافتقد من شاربه ولحيته شعرات»(6). 14ـ بيان خطبته عليه السلام ، وما حدث في أَثنائها لأَحد سادات الخوارج : «... وسكت حينئذٍ ، فقام إِليه سويد بن نوفل ، وهو كالمستهزء ، وكان من سادات الخوارج(7)، وقال : يا أَمير المؤمنين ، أَنتَ الحاضر ما ذكرتَ ، والعَالِم بما أَخبرتَ ، قال فالتفت إِليه الإِمام عليه السلام ورمقه رمقة الغضب ، فصاح سويد بن نوفل صيحة عظيمة من عظم ما نزل به ، فمات من وقته وساعته وتقطَّع إِرَباً إِرَباً (8)، وعجَّل اللَّـه بروحه إِلى النَّار ، فقال أَمير المؤمنين عليه السلام : أبمثلي يستهزء المستهزءون ... وأيم اللّٰـه ، لو شئتُ ما تركتُ على ظهرها من كافر باللّٰـه ، ومن منافق برسوله ، ولا مُكذِّباً بوصيِّه ...»(9). 15ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام : «لا تكلّموا في الإِمام ؛ [فإِنَّ الإِمام] يسمع... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 22 : 550/ح3. بصائر الدرجات ، 2 : 349/ح1586 ـ 8. (2) نهج البلاغة / خ86 : 143. (3) بحار الأَنوار ، 40 : 152. (4) المصدر نفسه ، 26 : 6/ح1. (5) بحار الأَنوار ، 33 : 281 ـ 282. (6) المصدر نفسه ، 54 : 346/ح36. (7) يجدر الإِلتفات : أَنَّ الكوفة كانت في زمن أَمير المؤمنين والحسن والحسين صلوات اللّٰـه عليهم ، بل وفي زمن المختار ـ وانتصاره كان أَشبه بالمُعجزة ـ تضمُّ تيَّارات مُختلفة ؛ فلم تكن جميعها شيعيَّة ، وإِنَّما ثلَّة قليلة منها تقرب إِلى الثلث كانت موالية لأَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ، والأَكثر كانوا مُناوئين لهم صلوات اللّٰـه عليهم ، وكان يسكنها بعض أَهل الشام وبقيَّة فلول من مناطق أُخرىٰ. (8) ينبغي الإِلتفات : أَنَّ الشرائط الفسيولوجيَّة والجينيَّة لبدن أَمير المؤمنين عليه السلام أَعظم من الشرائط الفسيولوجيَّة والجينيَّة لبدن الإِمام الحسن والحسين فضلاً عن أَبدان سائر أَئمَّة أَهل البيت عليهم السلام ؛ فإِنَّهم وإِنْ كانوا في الفضائل سوآء ، لكن بدن أَمير المؤمنين عليه السلام بدناً اصطفائيّاً خاصّاً ، له خصوصيَّاته ومُميزاته الخاصَّة ، ومن ثَمَّ ورد في بيانات الوحي الإِلٰهي : أَنَّه لا تحصل في جيشٍ هو فيه الهزيمة البتَّة ، وما يتوجَّه في جيشٍ إِلَّا وكان نصيبه النصر ، فلذا ورد في بيانات الوحي الأُخرىٰ : أَنَّه الأَكثر رجوعاً في عَالَم الرَّجعة ـ عَالَم آخرة الدُّنيا ـ . فلاحظ : بيانات الوحي ، منها : بيانه صلوات اللّٰـه عليه : «... وإِنَّ لِيَ الكَرَّةَ بعد الكَرَّةِ ، والرَّجْعَةَ بعد الرَّجْعَةِ ، وأَنَا صَاحِبُ الرَّجَعَاتِ والكَرَّاتِ ، وصَاحِبُ الصَّولاتِ والنَّقِمَاتِ والدَّولاتِ العَجِيبَات ، وأَنَا قَرْنٌ من حَدِيدٍ ...». بحار الأَنوار ، 53 : 47/ح20. معاني الأَخبار : 59. لكن : مع كلّ هذه الخصائص والعظمى يُشفىٰ جسده بريق سيِّد الأَنبياء صلوات اللّٰـه عليهما وعلى آلهما ، بل ويُزقُّ من ذلك الرِّيق : العلم والحلم والفقه والحكمة لصدر أَمير المؤمنين عليه السلام ، كما ورد ذلك في بيان حديث الدار ، الحاوي على معارف عظيمة ؛ فأَيُّ عظمة مهولة لبدن سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله . (9) إِلزام الناصب في إثبات الحُجَّة الغائب ، 2 : 156 ـ 211.