الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (91) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضية الاولى

معارف إِلٰهيَّة : (91) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضية الاولى

15/04/2024


الدرس ( 91) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضية ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ولازال في القضية الاولى ، وكانت تحت عنوان : (أَبدان أهل البيت عليهم السلام أَبدان سماويَّة نوريَّة) و(طهارة دم أَهل البيت عليهم السلام وكُلّ ما يعرض على أَبدانهم الشريفة) ، ومر الكلام أَنّهَ تتَّضح مما تقدم نُكات وفلسفات كثير من طوائف بيانات الوحي ، منها متقدم ، ويضاف اليها البيان : 15ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام : «لا تكلّموا في الإِمام ؛ [فإِنَّ الإِمام] يسمع الكلام وهو جنين في بطن أُمِّه ...»(1). 16ـ بيان الإِمام أَبي جعفر عليه السلام : «الإِمام مِنّا ينظر من خلفه كما ينظر من قدَّامه»(2). 17ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «إِنَّ اللّٰـه إِذا أَحبَّ أَنْ يخلق الإِمام أَخَذ شربة من تحت العرش فأعطاها ملكاً فسقاها إِيَّاها(3)، فمِنْ ذلك يُخلق الإِمام...»(4). ودلالة الجميع قد اتَّضحت ؛ فإِنَّ أَبدان أَهل البيت عليهم السلام بعدما كانت سماويَّة ؛ كانت أَحوال وشؤون وصفات ما يصدر منها يختلف سنخاً ، ومن دون قياس عن أَحوال وشؤون وصفات ما يصدر عن أَبدان سائرالبشر. ونكتة عدم تفرقة بعض الفقهاء بين أَحوال وشؤون وخواصّ وصفات أَبدان أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ، وأَحوال وشؤون وخواصّ وصفات أَبدان سائر البشر ـ ومن ثَمَّ حكموا (والعياذ باللّٰـه تعالىٰ) بالنجاسة على ما يخرج من أَبدانهم صلوات اللَّـه عليهم الشَّريفة المُقدَّسة ؛ كالدم وما شاكله من الأُمور المحكوم عليها شرعاً بالنجاسة ؛ الخارجة من أَبدان سائرالبشر ؛ تمسُّكاً بإِطلاقات الأَدلَّة الشرعيَّة الدالَّة على النجاسة ، ولم يلتفتوا وغفلوا أَو تغافلوا عن الكم الغفير الهائل من بيانات الوحي المعرفيَّة ، منها ما تقدَّم ، البالغة حدّ الضرورة ، الحاكمة والمُصرِّحة بوجود فارق سنخيّ بين أَبدان أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم وأَبدان سائر البشر ـ وذلك تبعاً للمنهج المُتَّبع الَّذي يُفكِّك في مقامٍ استنباط الأَحكام الشرعيَّة بين الشريعة والدِّين ؛ فيصبُّون نظرهم في مقام الإِستنباط على الأَدلَّة الشرعيَّة ، ويعرضون عن الأَدلَّة الدينيَّة ـ المعرفيَّة والعقائديَّة ـ الواردة في بيانات الوحي ، وهذه عثرة شنيعة ؛ فإِنَّه كيف يمكن الوصول إِلى النتائج الحقَّة بعد التفكيك بين الأَصل وفرعه. فالفقيه من أَتباع مدرسة أَهل البيت عليهم السلام لا يمكنه الطيران والتحليق في سماء معرفة الأَحكام الشرعيَّة ، والغوص والغور في بحور معاني وحقائق بيانات وأَدلَّة الوحي المتلاطمة في مقام الإِستنباط ، والوصول إِلى النتائج الحقَّة المرضيَّة لدىٰ أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم بجناحٍ فاردٍ ، بل لا بُدَّ له من أَنْ يضمَّ إِليه الجناح الآخر ، ليطير ويُحَلِّق ويغور في عوالم علوم الوحي الطمطامة ، وحقائقه المهولة العظيمة غيرالمتناهية أَبد الآباد ودهر الدهور بجناحين ، أَحدهما ـ وهو الركن الرَّكين والعمود الفقري والأَساسي ـ : ملاحظة البيانات الوحيانيَّة الدينيَّة ـ العقائديَّة والمعرفيَّة ـ ؛ فإِنَّ لها عظيم الانعكاسات والآثار والثمار والفوائد الواضحة على الشريعة. ثانيهما : ملاحظة البيانات الوحيانيَّة الشرعيَّة. وهذه العثرة أَوقعت مُتَّبعي هذا الخط والمنهج بعثرات شنيعة ، وأَنكروا بسببه جملة أُمور وقضايا وأَحكام وقواعد ، بعضها نخاعيَّة في الدِّين والشريعة . / القضيَّة الثانية : / فائدة وثمرة التَّعَرُّف على ماهيَّة الإِمامة الإِلهيَّة والإِمام / رُبَما يتساءل المُثقَّفون ومَنْ يستأنس باللغة الأَكاديميَّة : عن النفع والفائدة والثمرة من وراء التعريفات والتصوّرات الماورائيَّة لمعرفة الدِّين والعقائد والمعارف الإِلٰهيَّة ، لاسيما معرفة ماهيَّة وحقيقة الإِمامة الإِلٰهيَّة ، وماهيَّات وحقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ، ولماذا هذا التحليق والعروج والتَّطلُّع ؟ وأَيّ اتِّصال وارتباط بين معرفة هذه الحقائق والماهيات وبين حياتنا ، بل وحياة البشريَّة المعاصرة والمستقبليَّة ؟ ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بصائر الدرجات ، 2 : 336/ح 1560 ـ 6. (2) بحار الأَنوار ، 25 : 148/ح20. بصائر الدرجات : 125. (3) في نسخة : (أَباه). وفي المصدر : (إِيَّاه) ، ولعلَّه مصحَّف. (4) بحار الأَنوار ، 25 : 37/ح3. تفسير القمي : 202.