الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (92) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الثانية :

معارف إِلٰهيَّة : (92) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الثانية :

16/04/2024


الدرس ( 92) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة الثانية : / القضيَّة الثانية : / فائدة وثمرة التَّعَرُّف على ماهيَّة الإِمامة الإِلهيَّة والإِمام / رُبَما يتساءل المُثقَّفون ومَنْ يستأنس باللغة الأَكاديميَّة : عن النفع والفائدة والثمرة من وراء التعريفات والتصوّرات الماورائيَّة لمعرفة الدِّين والعقائد والمعارف الإِلٰهيَّة ، لاسيما معرفة ماهيَّة وحقيقة الإِمامة الإِلٰهيَّة ، وماهيَّات وحقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ، ولماذا هذا التحليق والعروج والتَّطلُّع ؟ وأَيّ اتِّصال وارتباط بين معرفة هذه الحقائق والماهيات وحياتنا ، بل وحياة البشريَّة المعاصرة والمستقبليَّة ؟ والجواب : أَنَّ حقيقة هذه التساؤلات ناشئة من حصر حياة البشر بهذه النشأة والكوكب الأَرضي ، والحال : أَنَّ الإِنسان مرَّ وسيمرّ في قوس النزول والصعود بِعِدَّة عوالم ، وهي أَخطر وأَعظم هولاً من هذا العَالَم وهذه النشأَة الأَرضيَّة ، كـ : عَالَم : (البرزخ الصَّاعد) ، و(الرجعة ـ آخرة الدُّنيا ـ) ، و(القيامة) ، و(الآخرة الأَبدية) ، وعوالم ما بعدها. والعقائد والمعارف الإِلٰهيَّة الحقَّة ؛ ومعرفة ماهيّاتها وحقائقها عبارة عن خارطة طريق لمستقبل المخلوقات عبر هذه العوالم. بعد الإِلتفات : أَنَّ كلمة البشر قائمة على عدم فناء الرُّوح. وعليه : فإِذا كان الإِنسان عاقلاً ومؤمناً ، وكيِّساً وذكيّاً وحكيماً فعليه فهم خارطة مُستقبله عبر العوالم التَّالية ، وإِلَّا كان حاله كحال الطفل ، بل البهيمة. وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان الإِمام الصَّادق صلوات اللّٰـه عليه : «النَّاس إثنان : عَالِم ومُتعلِّم ، وسائر النَّاس همج ، والهمج في النَّار»(1). والهمج ـ بالتحريك ـ جمع : همجة ، وهي : ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير وأَعينها. كذا ذكره الجوهري(2). 2ـ بيان أَبي جعفر صلوات اللّٰـه عليه : «... ففضل إِيمان المؤمن بحمله: [إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ](3) وبتفسيرها على مَنْ ليس مِثْله في الإِيمان بها كفضل الإِنسان على البهائم ...»(4). ودلالتهما واضحة. / القضيَّة الثَّالثة : / وجوب أَخذ الطبقات الثلاث في الحدِّ التَّام لماهيَّة الإِمام عليه السلام / مَنْ يُريد تعريف ماهيَّة الإِمام عليه السلام وبيان حقيقته فعليه أَنْ يأخذ في حدِّه ما أَخذته بيانات الوحي الإِلٰهيّ من تلك الطبقات الثلاث ـ أَي : ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 1 : 187/ح3. (2) المصدر نفسه. (3) القدر : 1. (4) بحار الأَنوار ، 25 : 74/ح63. كنز الفوائد : 395 ـ 398.