معارف إِلٰهيَّة : (93) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الثَّالثة :
17/04/2024
الدرس ( 93) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة الثَّالثة : / القضيَّة الثَّالثة : / وجوب أَخذ الطبقات الثلاث في الحدِّ التَّام لماهيَّة الإِمام عليه السلام / مَنْ يُريد تعريف ماهيَّة الإِمام عليه السلام وبيان حقيقته فعليه أَنْ يأخذ في حدِّه ما أَخذته بيانات الوحي الإِلٰهيّ من تلك الطبقات الثلاث ـ أَي : الطبقات الصَّاعدة والمتوسطة والنَّازلة ـ من حقائق أَهل البيت عليهم السلام ، لا سيما الطبقة الصَّاعدة ؛ فإِنَّها الكمال الأَعظم ؛ والعِلَّة الغائيَّة من خلقه ذواتهم وحقائقهم عليهم السلام المقدَّسة الشريفة : المتوسطة والنَّازلة ، ومن ثَمَّ أَقَرَّ أَصحاب العلوم العقليَّة ـ كـ : المناطقة والفلاسفة ـ : أَنَّ غاية الشيء أَعظم وأَكمل تعريفاً له من تعريفه بجنسه وفصله. ومعناه : أَنَّ كُنْه الشيء وكمال حقيقته يتمثَّل في : (عِلَّته الغائيَّة). إِذَنْ : معرفة الشيء بـ : (عِلَّته الغائيَّة) أَعظم وضوحاً وأَخطر بياناً ومعرفة وغوراً من معرفته بأَجزائه الدَّاخليَّة. ومنه يتَّضح : المراد من قولهم : «إِنَّ حقيقة الشيء بفصله الأَخير» أَي : بغايته وكماله الأَخير. / طبقات حقائق أَهل البيت عليه السلام علل غائيَّة / وللتوضيح أَكثر نقول : إِنَّ هناك قاعدة تُذْكَر في المباحث المعرفيَّة ، وهي: «إِنَّ الموجود والمخلوق السَّافل لا يُخلق لأَجل الموجود والمخلوق السَّافل ، بل لأَجل الموجود والمخلوق العالي». وعليه : تكون جملة العوالم الإِلٰهيَّة غيرالمتناهيَّة ، وكافَّة المخلوقات الإِلٰهيَّة غيرالمتناهية أَيضاً مخلوقة لأَجل طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم الصَّاعدة. وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان الحديث القدسي الوارد في بيان حديث الكساء : «... وعِزَّتي وجلالي ... إِنِّي ما خَلَقتُ سمآءُ مبنيَّة ولا أَرضاً مدحِيَّةً ، ولَا قَمَراً مُنيراً ، ولَا شمساً مُضيئةً ، ولا فَلَكاً يَدُور ، ولا بحراً يَجري ، ولا فُلْكاً تَسرِي إِلَّا لأَجْلِكُمْ ... [إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا](1) ...»(2). 2ـ بيان الحديث القدسي أَيضاً مُنضمّاً إِليه بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... وأَنَّ أَبي آدم لَـمَّا رأَىٰ اسمي واسم عَلِيّ وابنتي فاطمة والحسن والحسين وأَسمآء أَولادهم مكتوبة على ساق العرش بالنُّور قال : إِلٰهي وسيِّدي ، هل خلقتَ خلقاً هو أَكرم عليكَ مِنِّي ؟ فقال : يا آدم ، لولا هذه الأَسمآء لَـمَا خلقتُ سمآءً مبنيَّة ، ولا أَرضاً مدحيَّة ، ولاملكاً مُقَرَّباً ، ولا نبيّاً مرسلاً ، ولا خلقتك يا آدم ، فلَمَّا عصىٰ آدم ربَّه وسأله بحقِّنا أَنْ يتقبَّل توبته ، ويغفر خطيئته فأجابه ، وكُنَّا الكلمات تلقَّاها آدم من ربِّه (عزَّوجلَّ) ، فتاب عليه، وغفر له ... فحمد آدم ربَّه (عزَّوجلَّ) وافتخر على الملائكة بنا...» (3). 3ـ بيان أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه : «... وإِنَّ جميع الرسل والملائكة والأَرواح خلقوا لخلقنا ...»(4). 4 ـ بيان الإِمام زين العابدين عليه السلام : «...إِنَّ لَنَا عند اللَّـه منزلة ومكاناً رفيعاً ، ولولا نحن لم يخلق اللَّـه أَرضاً ولا سمآءً ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الأَحزاب : 33. (2) عوالم العلوم ، 11/قسم : 2 : 933. (3) بحار الأَنوار ، 35 : 23/ح15 . الروضة البهية : 17 ـ 18. روضة الواعظين : 72 ـ 74. (4) بحار الأَنوار ، 39 : 350/ح24. تفسير فرات : 61 ـ 62.