الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (94) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الثالثة :

معارف إِلٰهيَّة : (94) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الثالثة :

18/04/2024


الدرس ( 94) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة الثَّالثة ، ولازال الكلام في ادلة هذا العنوان : ( طبقات حقائق أَهل البيت عليه السلام علل غائيَّة ) ، وصل بنا البحث الى الدليل والبيان الرابع : 4ـ بيان الإِمام زين العابدين عليه السلام : «...إِنَّ لَنَا عند اللَّـه منزلة ومكاناً رفيعاً ، ولولا نحن لم يخلق اللَّـه أَرضاً ولا سمآءً ، ولا جنَّةً ولا ناراً ، ولا شمساً ولا قمراً ، ولا بَرّاً ولا بحراً ، ولا سهلاً ولا جبلاً ، ولا رطباً ولا يابساً ولا حلواً ولا مرّاً ، ولا ماءً ، ولا نباتاً ولا شجراً ، اخترعنا اللَّـه من نور ذاته، لا يُقاس بنا بشر...»(1). 5ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «... لَـمَّا رأَوا أَسماءنا مكتوبة على سرادق العرش ... قال اللَّـه : ... لولا هؤلاء ... ما خلقتُ سمآءً مبنيَّة ، ولا أَرضاً مدحيَّة ، ولا مَلَكاً مُقرَّب ، ولا نبيّاً مرسل ، ولا خلقتكَ يا آدم ...»(2). 6ـ بيان الإِمام الرضا صلوات اللَّـه عليه : «... وإِنَّ آدم لَـمَّا أَكرمه اللَّـه (تعالىٰ ذكره) بإسجاد ملائكته له ، وبإِدخاله الجنَّة قال في نفسه : هل خلق اللَّـه بشراً أَفضل مِنِّي ؟ فعلم اللَّـه (عزَّوجلَّ) ما وقع في نفسه فناداه : ارفع رأسكَ يا آدم ، فانظر إِلى ساق عرشي ، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش، فوجد عليه مكتوباً : لَا إِلٰه إِلَّا اللَّـه ، مُـحمَّد رسول اللَّـه ، عَلِيّ بن أبي طالب أَمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيِّدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيِّدا شباب أَهل الجنَّة. فقال آدم عليه السلام : يا ربّ ، مَنْ هؤلاء ؟ فقال (عزَّوجلَّ) : من ذرِّيَّتكَ ، وهم خير منكَ ، ومن جميع خلقي ، ولولا هُم ما خلقتك ، ولا خلقتُ الجنَّة والنَّار ، ولا السَّمآء والأَرض ، فإِيَّاكَ أَنْ تنظر إِليهم بعين الحسد؛ فأخرجكَ عن جواري...»(3). ودلالة الجميع واضحة. وهذا أَحد معاني خلوص وإِخلاص السافل للعالي ؛ لأَنَّ كمال السَّافل يكمن في توجُّهه إِلى العالي ، لا في تمحوره حول ذاته. ومنه تتَّضح : كثير من بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بيان الحديث القدسي مخاطباً (تقدَّس ذكره) سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «يا أَحمد، لولاك لَـمَا خلقتُ الأَفلاك ، ولولا عَلِيّ لَـمَا خلقتُكَ ، ولولا فاطمة لَـمَا خلقتكما»(4). فإِنَّه دالٌّ على أَنَّ جملة الأَفلاك لم تُخلق لولا حقيقة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ؛ فإِنَّها علَّة غائيَّة لها. وكذا طبقات حقيقته صلى الله عليه واله النَّازلة ؛ فإِنَّها لم تُخلق لولا طبقات حقيقة أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه الصَّاعدة ؛ فإِنَّ طبقات حقيقته عليه السلام الصَّاعدة علَّة غائية لطبقات حقيقة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله النازلة. وعلى هذا قس طبقات حقيقتيهما صلوات اللَّـه عليهما وعلى آلهما النازلة ؛ فإِنَّها لم تُخلق لولا طبقات حقيقة فاطمة الزهراء صلوات اللَّـه عليها الصَّاعدة؛ فإِنَّها علَّة غائيَّة لطبقات حقيقتيهما صلوات اللَّـه عليهما وعلى آلهما النازلة. / القضيَّة الرَّابعة : / / توظيف الأَضداد أَحد صفات أَهل البيت عليهم السلام الإِلهيَّة / هناك فوارق جمَّة بين حقيقة وشؤون الإِمام من أَهل البيت عليهم السلام ، و حقيقة وشؤون سائرالمخلوقات ، منها : ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 26 : 8 ـ 17/ح2. (2) الهداية الكبرىٰ : 432. (3) بحار الأَنوار ، 26 : 273/ح15. عيون الأَخبار : 170. (4) عوالم العلوم ، 11: 43. ملتقىٰ البحرين: 14. مستدرك سفينة البحار، 3: 334.