الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (96) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الخامسة

معارف إِلٰهيَّة : (96) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الخامسة

20/04/2024


الدرس (96) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة الخامسة : / القضيَّة الخامسة : / / استحالة الإِحاطة بالجهة المخلوقيَّة في حقائق أَهل البيت عليهم السلام / إِنَّ من علامات الإِيمان : إِعتقاد المخلوق ـ مهما بلغ نبوغه وارتقت مراتبه المعرفيَّة والعلميَّة وتعالت فضائله وكمالاته ـ بـ : عدم إِمكان إِحاطته بسرِّ خلقة ومخلوقيَّة المعصوم عليه السلام ، بل ولا بلوغها ، وإِلَّا أَرتطم بالتقصير في حقِّ المعصوم عليه ، وبالغلوِّ في حقِّ نفسه. وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي الوافرة الباهرة ، منها : 1ـ بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه المُتقدِّم : «... لا تجعلونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لا تبلغون كُنْه ما فينا ولا نهايته ... لا تُسَمُّونا أَرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم ؛ فإِنَّكم لن تبلغوا من فضلنا كُنْه ما جعله اللّٰـه لنا ، ولا معشار العشر ...» (1) . فإِنَّه برهان وحيانيٌّ دالٌّ على أَنَّ أَهل البيت عليهم السلام وإِنْ كانوا مخلوقين ، لكنَّ جهة المخلوقيَّة فيهم لا يُحاط بها ؛ لأَنَّها فعل اللّٰـه (جلَّ قدسه) ، وقدرته وآيته ، وتجلِّيه وظهوره في مخلوقاته المكرَّمة ؛ طبقات حقائق أَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) ، وفعل اللّٰـه (تقدَّس ذكره) ـ كذاته وصفاته وأَسمائه ـ كما قُرِّر في محلِّه لا يُحاط به. ويُضاف إِليه : أَنَّ نفس الإِنسان بعدما لم يمكنه الإِحاطة بذاته ، ولا يفهم سرّ حقيقته وبواطن باطنه فكيف يفهم ويبلغ ويحيط ببواطن حقائق أَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) !! 2ـ بيان القاعدة المعرفيَّة الواردة في بيانات أَهل البيت عليهم السلام : (من وصف شيئاً بكُنْهه كان أَعظم من الموصوف). وهي تنحلُّ إِلى قاعدتين : الأُولىٰ : (مَن وصف شيئاً بالكُنْه فقد أَحاط به). الثَّانية : (مَنْ أَحاط بشيءٍ كان أَعظم منه). ودلالة الجميع واضحة(2). 3ـ ما قرَّره أَصحاب المعقول ؛ من إِستحالة إِحاطة المعلول بعلَّته وإِنْ كانت واسطة فيضٍ إِلٰهيّ ، وطبقات حقائق أَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) الصَّاعدة وتتبعها طبقاتها المتوسطة والنازلة وسائط الفيض الإِلٰهي ، وعلل الوجود الغائيَّة والفاعليَّة لمُطلق العوالم وجملة المخلوقات ـ كما تقدَّم ، بل وسياتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ـ فكيف يُحاط بحقائقهم (صلوات اللّٰـه عليهم)!!. ومن كلِّ هذا يتَّضح : أَنَّ من يدَّعي إِحاطته بكُنْه الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، أَو بكُنه التَّوحيد والأَسماء والصفات والأَفعال الإِلٰهيَّة ، أَو بكُنْه النُّبوَّة والنَّبيّ ، أَو بكُنْه الإِمامة الإِلٰهيَّة والإِمام فقد شطَّ وشطح وارتطم كما يرتطم الحمار بالطين بـ : الكُفر والشرك ، والغلو والتقصير ، والتشبيه والتعطيل الجليّ والخفي. / القضيَّة السَّادسة : / / إِنبثاق شؤون المخلوق من السَّاحة الإِلهيَّة / إِنَّه يتَّضح مِـمَّا تقدَّم : ما هو ثابت منطقيّاً وعقليّاً ، بل ومن ثوابت وقوانين وقواعد علوم المعارف : (أَنَّ جملة شؤون المخلوقات منبثقة من الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المقدَّسة) ؛ ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)بحار الانوار ، 26 : 1 ـ 7 /ح 1 . (2) بحث هذه القاعدة ودليلها سياتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) في مباحث التَّوحيد .