معارف إِلٰهيَّة : (98) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة السَّابعة
22/04/2024
الدرس (98) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة السَّابعة : / القضيَّة السَّابعة : / / قصور مدارس البشر المعرفيَّة / / ما ذكرته مدارس البشر المعرفيَّة لا يُمثِّل جملة المعارف / هناك أَمر مهمٌّ جِدّاً في منهج العقائد ، وقضيَّة مُهمَّة جِدّاً لا بُدَّ من الإِلتفات إِليها ، ووعايتها بكُلِّ يقظة ، وإِلَّا فَسَتُطْمَس معالم مُبدَّهة في الدِّين ، وتندرس عن الثقافة الدِّينيَّة في وعي المؤمنين والمسلمين ، ونكون نحن المُقصِّرين والمسؤولين عنها يوم القيامة : أَمام اللّٰـه عزَّوجلَّ وأَمام سيِّد الأَنبياء وسائر أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ، حاصلها : (أَنَّ ما ذُكر وكُتِبَ وقُرِّر وأُلِّف ، وما جُعِلَ منظومة مفهرسة من عقائد ومعارف في كُتُب علم الكلام لدىٰ كُلّ مدرسةٍ وطائفةٍ ومذهبٍ لا يُمثِّل جملة المنظومة العقائديَّة والمعرفيَّة الَّتي تعتنقها وتعتقد بها تلك المدرسة والطائفة والمذهب). وللتوضيح خذ الأَمثلة التَّالية : الأَوَّل : (إِمامة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ) ؛ فإِنَّه مَنْ يُراجع كُتُب علم الكلام لدىٰ الفريقين فسيجد أَنَّها لم تذكرها بشكل وقولبة صريحة ، ولم تُركِّز عليها ، نعم ذكرتها ضمناً ، لكنَّه بحث آخر. مع أَنَّ بحثها كأَحد مقاماته صلى الله عليه واله أَمرٌ مُهمٌّ جِدّاً ؛ فإِنَّ نظرة الوحي لسيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ليست كنظرة العلمانيَّة الغربيَّة والنصرانيَّة المُحرَّفة من أَنَّه داعي تنظيري ، أَو داعي رسولي للقضايا الرُّوحيَّة بين الفرد والملكوت فحسب ، وليست له صلة بالمجتمع ، لكن من يُراجع كُتُب مُحدِّثي ومُفسِّري الفريقين فسيجد أَنَّ إِمامته صلى الله عليه واله أَمر تسالمت عليه الكلمة ، وهي أَرفع مقاماً ، وأَعلىٰ شأناً ، وأَبلغ خطراً من مقام وشأن وخطر النُّبوَّة والرسالة الإِلٰهيَّتين. وعليه : فإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة لا تبتدأ بأَمير المؤمنين وبعد استشهاد سيِّد الأَنبياء صلوات اللّٰـه عليهما وعلى آلهما ، وإِنَّما تبدأ من سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله حال حياته في هذه النشأة الأَرضيَّة ، بل قبلها. ومنه يتَّضح : أَنَّ سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله وإِنْ كان خاتِم النُّبوَّة ، لكنَّه ليس بخاتِم الإِمامة الإِلٰهيَّة. المثال الثَّاني : (حُجِّيَّة فاطمة الزهراء صلوات اللّٰـه عليها) ؛ فإِنَّه مَنْ يُراجِع كُتُب علماء كلام الإِماميَّة ـ كـ : كتاب : الباب الحادي عشر ، والتجريد ، وشرحه ، وعقائد الإِماميَّة للشَّيخ المظفر ـ فسيجد أَنَّ هذا الموقع والمقام الإِلٰهيّ للسيِّدة الزهراء صلوات اللّٰـه عليها لم يُسطر ويُبحث بعنوانٍ أَو فصلٍ أَو بابٍ مُستقلٍ ، ولم يراعِ أَصحاب تلك الكُتُب قولبة منظومة بيانات الوحي الإِلٰهي ، نعم ، ذكروها ضمناً ، لكنَّه بحث آخر. وهذه مؤاخذة أَديانيَّة حضاريَّة خطيرة ؛ تُسجَّل على مُتكلِّمي الإِماميَّة. المثال الثَّالث : (الرَّجعة) ؛ فمع أَنَّها من ضروريَّات مدرسة الإِماميَّة، ومتواترة في بيانات أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ، بل ضرورة روائيَّة، لكن : مَنْ يُراجع كثير من كُتُب عقائد الإِماميَّة لم يجد لها عين ولا أَثر. المثال الرَّابع : مقام وموقع : (الـمُحدَّث) و(المُلهَم) ؛ فإِنَّ مَنْ يُراجع كُتُب علم كلام مذاهب المخالفين فسيجد أَنَّها لم تتعرَّض لهما ، لكن : مَنْ يُراجع كُتُب حديثهم وكُتُب مُحدِّثيهم وشُرَّاح : البخاري ومسلم وسائر صحاحهم فسيجد أَنَّهم يعتقدون ويؤمنون بهما ، وأَنَّهما من مقامات الشَّريعة ، بل من الأُمور المُبدَّهة عندهم. وهذا مؤشِّر على أَنَّ ما كُتِبَ ورقِّم في كُتُب كلام المخالفين لا يُمثِّل جملة منظومة عقائدهم ؛ الثابتة في أَحاديثهم وتفاسيرهم. فالتفت. ومن كلِّ هذا يتَّضح : أَنَّ الباحث إِذا بنىٰ خريطة بحوثه المعرفيَّة والعقائديَّة على ما رقَّمه المُتكلِّمون فسيرتطم لا محالة بمآزق معرفيَّة وعقائديَّة كثيرة جِدّاً ؛ ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار .