معارف إِلٰهيَّة : (103) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة التَّاسعة
27/04/2024
الدرس (103) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة التَّاسعة : / القضيَّة التَّاسعة : / / أَدوار أَهل البيت عليهم السلام الخفيَّة/ هناك أُمور وتدابير وأَنشطة قام بها أَهل البيت عليهم السلام ، وأَدوار مُهمَّة وحسَّاسة وخطيرة قدَّرت يد السَّماء غمرها وإِخفاءها في حياتهم عليهم السلام ؛ وذلك لأَسباب ، منها : أَنَّ طبيعة الدَّور تقتضي الخفاء ، وإِلَّا خار واخترم وانْدَرَسَ الهدف وأَصبح بواراً ؛ لشدَّة المواجهة ، ولسعات الأَقلام المأجورة ، وخذفات الأَلسن ؛ ومن ثَمَّ كان سنخها مغفولاً عنه ، وفي طيِّ النِّسيان. وعليه : فإِذا رام الباحث الإِطِّلاع على شخصيَّات أَهل البيت عليهم السلام وحقائقهم ومناهجهم وسيرهم وادوارهم وهديهم كحُجَّة شرعيَّة ودينيَّة ومعرفيَّة تامَّة الشرائط ؛ كيما تُؤم وتُتَّبع وتُقتدىٰ ، ويُتعرَّف على صورةٍ متوازنةٍ ومُتكاملةٍ عن منهاجهم فلا يتحقَّق ذلك من خلال دورهم عليهم السلام المُعلن فحسب ، بل لا بُدَّ من التَّحدُّر والتَّرسُّل ؛ والإِنهماك في مزيد تتبُّع ؛ لتُلمس رؤوس الخيوط والقصَّصات ؛ للملمة أَدوارهم ، وقراءة ملفَّاتها الخفيَّة ؛ كيما تتَّضح الصُّورة الكاملة والمتوازنة لمنهاجهم عليهم السلام الحقيقيَّة الكاملة ، وإِلَّا فخرط القتاد ، وغبن وظلامة لهم عليهم السلام ، وبتر عن الواقع والحقيقة ، وانعكاس خطير على منهج ومسيرة الأَجيال اللَّاحقة. وهذه قضيَّة علميَّة ومعرفيَّة واعتقاديَّة ودينيَّة خطيرة ومهمَّة جِدّاً قبل أَن تكون تأريخيَّة ، ولها تداعيات كثيرة على المنهاج العلمي ، والعقائدي ، والمعرفي ، والفقهي ، والسياسي ، والأَخلاقي ، والإِجتماعي ، وهلمَّ جرّاً. وللتَّوضيح : خُذ المثالين التَّاليين : الأَوَّل : دور أَمير المؤمنين عليه السلام في الفتوحات الإِسلاميَّة من جانبها المُشرق(1)(2)، فإِنَّه بعدما أُنيط برمَّته به عليه السلام مارسه بصورةٍ خفيَّةٍ ، وعلى اثرها وعوامل أُخرىٰ أُخفي ـ دوره عليه السلام ـ في كُتُب التأريخ ، نعم يوجد كقصَّصات وشواهد متناثرة ومبعثرة في كُتُب الفريقين. إِذَنْ : أَصل الفتوحات وتدبيراتها ونجاحاتها في عصر خلفاء السقيفة الثلاثة كانت بيده صلوات اللّٰـه عليه وإِدارته المباركة ؛ بعدما لم تكن لديهم أَيُّ أَهليَّة لإِدارة مجموعة صغيرة وحضيرة من البشر فضلاً عن إِدارة : دولة ، وعسكر ، وأَمن إِجتماعي ، واقتصادي ، وهلمَّ جرّاً. بل كانت صفتهم المُميَّزة : الهزيمة ، وعدم الثبات في المواقف ، ولم يُنقل عنهم إِلَّا الجعجعة ، من دون طحن ولا طعن ولا ضرب ولا طعان قَطُّ ، والشجاعة والثبات في المواقف من أَساسيَّات وصفات الركن في القائد والأَمير ، وعلى طرف النقيض من ذلك ثبات ومواقف أَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام ، فأَين الذهب من الرَّغام ، وأَين العذْبُ من الأُجاج!! وذاك التأريخ فاطرقه تسمع الجواب والعجب العجاب ، بل هلمَّ معي لنكشف نقاب البعض ، فلاحظ : 1ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام ، عن عامر بن وائلة ، قال : «سمعتُ عليّاً عليه السلام يقول يوم الشورىٰ : نشدتكم باللّٰـه هل فيكم أَحد قال له رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله حين رجع عمر يجبِّن أَصحابه و يجبِّنُونه قد رَدَّ راية رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله منهزماً ، فقال رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله : لأُعطين الراية غداً رَجُلاً ليس بفرَّار ، يحبّه اللّٰـه ورسوله ، ويحبُّ اللّٰـه ورسوله ، لا يرجع حتَّىٰ يفتح اللّٰـه عليه...»(3). 2ـ ما ورد في الإِرشاد : «ثُمَّ تلت الحديبيَّة خيبر ، وكان الفتح فيها لأَمير المؤمنين عليه السلام بلا ارتياب ، وظهر من فضله في هذه الغزاة ما أَجمع على نقله الرُّواة ، وتفرَّد فيها من المناقب ما لم يشركه فيها أَحَد من النَّاس، فروىٰ ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينبغي الإِلتفات : أَنَّ الجوانب المُشرقة في الفتوحات تعود إِلى سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله وسائر أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام. (2) هناك جوانب سُود ومظلمة وملفَّات مخزية حصلت بشكل مُمنهج في الفتوحات ، وكنظام بديل عن الإسلام كانت تُقَام فيها الليالي الحمراء ، فصارت سُبَّة وسبباً لتشويه تلك الفتوحات ، بل الإِسلام ، لكنَّه أَمر آخر. (3) بحار الأَنوار ، 21 : 20/ح15