الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (104) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة التَّاسعة

معارف إِلٰهيَّة : (104) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة التَّاسعة

28/04/2024


الدرس (104) بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة التَّاسعة ، وكانت تحت عنوان : (أَدوار أَهل البيت عليهم السلام الخفيَّة) ، ولا زال الكلام تحت العنوان التالي: (و لتَّوضيح هذه القضية خُذ المثالين التَّاليين ) ، المثال الأَوَّل : (دور أَمير المؤمنين عليه السلام في الفتوحات الإِسلاميَّة من جانبها المُشرق ) ، لازال البحث في بيانات هذا المثال ، ووصلنا الى البيان الثاني : 2ـ ما ورد في الإِرشاد : «ثُمَّ تلت الحديبيَّة خيبر ، وكان الفتح فيها لأَمير المؤمنين عليه السلام بلا ارتياب ، وظهر من فضله في هذه الغزاة ما أَجمع على نقله الرُّواة ، وتفرَّد فيها من المناقب ما لم يشركه فيها أَحَد من النَّاس، فروىٰ ... قالوا: لـمَّا دنا رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله من خيبر قال للنَّاس: «قفوا» ... فدعا رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله أبا بكر فقال له: «خذ الراية» فأخذها في جمع من المهاجرين ، فاجتهد فلم يغن شيئاً ، فعاد يؤنِّب القوم الَّذين اتَّبعوه ويؤنِّبونه ، فلمَّا كان من الغد تعرَّض لها عمر فسار بها غير بعيد ، ثُمَّ رجع يجبِّن أَصحابه ويجبِّنونه ، فقال النَّبيّ صلى الله عليه واله: «ليست هذه الراية لِـمَنْ حملها ، جيؤني بعليِّ بن أَبي طالب ... يأخذها بحقها ليس بفرار» ...»(1). 3ـ ما ورد عن الواقدي : «... فأخذ أَبو بكر راية المهاجرين فقاتل بها ثُمَّ رجع منهزماً ، ثُمَّ أَخذها عمر من الغد فرجع منهزماً يجبِّن النَّاس ويجبِّنُونه حتَّىٰ ساء رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله ذلك ، فقال : «لأُعطينَّ الراية غداً رَجُلاً كرّاراً غير فرَّاراً» ...»(2). 4ـ قول أَبي بكر لعمر في حقِّ أَمير المؤمنين عليه السلام: «أَنسيتَ له يوم أُحد؟ وقد فررنا بأَجمعنا ، وصعدنا الجبل ...»(3). 5ـ قول عمر ، عن أَبي واثلة (وائل خ. ل) شقيق بن سلمة ، قال : «كنت أُماشي عمر بن الخطَّاب إِذْ سمعتُ منه همهمة ، فقلت له : مه يا عمر ، فقال : ويحكَ أَمَا ترىٰ الهزبر القثم ابن القثم ، والضَّارب بالبهم ، الشَّديد على مَنْ طغا وبغا بالسيفين والرَّاية ، فالتفتُ فإذا هو عليُّ بن أَبي طالب ، فقلتُ له: يا عمر ، هو عليُّ بن أبي طالب ، فقال : أُدن مِنِّي أُحدِّثكَ عن شجاعته وبطالته : بايعنا النَّبيّ صلى الله عليه واله يوم أُحد على أَنْ لا نفرَّ ، ومَنْ فرَّ مِنَّا فهو ضالُّ ، ومَنْ قُتِلَ مِنّا فهو شهيد ، والنَّبيّ صلى الله عليه واله زعيمه ، إِذ حمل علينا مائة صنديد تحت كلّ صنديدٍ مائة رَجُل أَو يزيدون ، فأزعجونا عن طاحونتنا ، فرأيتُ عليّاً كالليث يتَّقي الذر (الدرق خ. ل) ، إِذ قد حمل كفّاً من حصىٰ فرمىٰ به في وجوهنا ، ثُمَّ قال : «شاهت الوجوه ، وقُطَّت وبُطَّت ولُطَّت ، إِلى أَين تفرُّون؟ إِلى النَّار؟» فلم نرجع ، ثُمَّ كرَّ علينا الثانية وبيده صفيحة يقطر منها الموت ، فقال: «بايعتم ثُمَّ نكثتم ، فواللّٰـه لأَنتم أَولىٰ بالقتل ممَّنْ أَقتل»، فنظرتُ إِلى عينيه كأنَّهما سليطان يتوقَّدان ناراً ، أَو كالقدحين المملوّين دماً ، فما ظننتُ إِلَّا ويأتي علينا كلّنا ، فبادرت أَنا إِليه من بين أَصحابي فقلتُ : يا أَبا الحسن اللّٰـه اللّٰـه ، فإِنَّ العرب تفرُّ وتكرُّ ، وإِنَّ الكرَّة تنفي الفرَّة ، فكأنَّه استحيىٰ ، فولَّىٰ بوجهه عنِّي ، فما زلت أَسكن روعة فؤادي ، فواللّٰـه ما خرج ذلك الرُّعب من قلبي حتَّىٰ السَّاعة. ولم يبق مع رسول اللّٰـه إِلَّا أَبو دُجانة سماك بن خرشة وأمير المؤمنين عليه السلام ، وكلَّما حملت طائفة على رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله استقبلهم أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه فيدفعهم عن رسول اللّٰـه ، ويقتلهم حتَّىٰ انقطع سيفه ، وبقيت مع رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله نسيبة بنت كعب المازنيَّة ، وكانت تخرج مع رسول اللَّـه صلى الله عليه واله في غزواته تداوي الجرحىٰ ... فقال رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله : «لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان وفلان» ...»(4). 6ـ ما رواه زيد بن وهب : «قلتُ لابن مسعود : انهزم النَّاس عن رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله حتَّىٰ لم يبقَ معه إِلَّا عَلِيّ بن أَبي طالب وأَبو دجانة وسهل بن حنيف ، فقال : انهزم النَّاس إِلَّا عَلِيّ بن أَبي طالب وحده ... وأين كان أَبو بكر وعمر ؟ قال : كانا ممَّن تنحّىٰ ، قلتُ : وأَين كان عثمان ؟ قال : جاء بعد ثالثة من الوقعة ، فقال له رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله: لقد ذهبت فيها عريضة ؟ ... قلتُ له: إِنَّ ثبوت عليّ عليه السلام في ذلك المقام لعجب ، فقال : إِن تعجَّبت من ذلك فقد تعجَّبت منه الملائكة ...». وفي حديث عمران بن حصين ، قال : «... فرفع رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله رأسه إِليه ، فقال له : ما بالكَ لم تفرَّ مع النَّاس ؟ فقال : يا رسول اللّٰـه ، أأرجع كافراً بعد إِسلامي...»(5). 7ـ عن ابن أَبي الحديد : «روىٰ كثير من أَصحاب الحديث : أَنَّ عثمان جاء بعد ثالثة إِلى رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله ، فسأله : إِلى أَين انتهيت ؟ فقال : إِلى الأَعوص فقال : لقد ذهبت فيها عريضة»(6). 8ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام الوارد في أَحداث معركة حنين ، قال : «... فلمَّا صلَّىٰ رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله الغداة انحدر في وادي حنين وهو واد له انحدار بعيد ، وكانت بنو سليم على مُقدّمته فخرج عليهم كتائب هوازن من كلِّ ناحية ، فانهزمت بنو سليم ، وانهزم من وراءهم ، ولم يبق أَحَد إِلَّا انهزم ، وبقي أَمير المؤمنين عليه السلام يُقاتلهم في نفر قليل ، ومرَّ المنهزمون برسول اللّٰـه صلى الله عليه واله... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المصدر نفسه : 14 ـ 15/ح11. (2) بحار الأَنوار ، 21 : 21/ح17. (3) الاحتجاج ، 1 : 130. (4) بحار الأَنوار ، 20 : 52 ـ 54. (5) بحار الأَنوار ، 20 : 84 ـ 85. (6) المصدر نفسه : 139. شرح نهج البلاغة لابن أَبي الحديد ، 3 : 388