معارف إِلٰهيَّة : (109) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة العاشرة
03/05/2024
الدرس (109) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (108) الى القضيَّة العاشرة ، وكانت تحت عنوان : (تفسير أَسماء أَهل البيت عليهم السلام وصفاتهم وأَفعالهم بلغة حضاريَّة) ، ووصل بنا الكلام الى العنوان التالي (شجاعة أَهل البيت عليهم السلام شجاعة قيادة إِلهيَّة) ، وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، والنقول التأريخيَّة ، وصلنا الى البيان الثالث : 3ـ بيانه صلوات اللّٰـه عليه أَيضاً ، في إِجابته لليهوديّ الَّذي سأل عن علامات الأَوصياء ، قال : «... وأَمَّا السَّادسة يا أَخا اليهود فإِنّا وردنا مع رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله مدينة أَصحابك خيبر على رجالٍ من اليهود وفرسانها من قريش وغيرها ، فتلقَّونا بأَمثال الجبال من الخيل والرِّجَال والسلاح ، وهم في أَمنع دارٍ ، وأَكثر عدد ، كُلّ ينادي يدعو(1) ويبادر إلى القتال ، فلم يبرز إِليهم من أَصحابي أَحد إِلَّا قتلوه ، حتَّىٰ إِذا احمَّرت الحدق ، ودُعيتُ إِلى النِّزال، وأهمَّت كلّ امرئ نفسه ، والتفت بعض أَصحابي إِلى بعض وكلّ يقول : يا أَبا الحسن ، انهض ، فأنهضني رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله إِلى دارهم ، فلم يبرز إِلَيَّ منهم أَحدٌ إِلَّا قتلته ، ولا يثبت لي فارس إِلَّا طحنته ، ثُمَّ شددتُ عليهم شَدَّة اللَّيث على فريسته حتَّىٰ أَدخلتهم جوف مدينتهم مسدّداً عليهم ، فاقتلعتُ باب حصنهم بيدي حتَّىٰ دخلتُ عليهم مدينتهم وحدي ، أَقتل مَنْ يظهر فيها من رجالها ، وأَسبي مَنْ أَجد من نسائها حتَّىٰ افتتحتها وحدي ، ولم يكن لي فيها معاون إِلَّا اللّٰـه وحده»(2). 4ـ ما ورد عن أَحواله صلوات اللّٰـه عليه يوم خيبر أَيضاً ، عن أَبي رافع مولىٰ رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله ، قال : «فلَمَّا دنا من الحصن خرج إِليه أَهله فقاتلهم ، فضربه رجلٌ من اليهود فطرح ترسه من يده ، فتناول عَلِيٌّ عليه السلام باب الحصن فتترَّس به عن نفسه ، فَلَم يَزَلْ في يده وهو يُقاتل حتّىٰ فتح اللّٰـه عليه، ثُمَّ أَلقاه من يده ، فلقد رأيتني في سبعة نفر أَنا منهم نجهد على أَنْ نقلب ذلك الباب فما استطعنا أَنْ نقلبه»(3). 5ـ عن أَبي جعفر عليه السلام ، قال : «حدَّثني جابر بن عبد اللّٰـه : أَنَّ عليّاً عليه السلام حَمَلَ الباب يوم خيبر حتَّىٰ صعد المسلمون عليه ، فاقتحموها ففتحوها ، وإِنَّه حُرِّك بعد ذلك فَلَمْ يحمله أَربعون رجلاً»(4). وعن جابر أَيضاً : «ثُمَّ اجتمع عليه سبعون رَجُلاً فكان جهدهم أَنْ أَعادوا الباب»(5). 6ـ عن عبد اللّٰـه بن عمرو بن العاص ، قال : «إِنَّ رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله دفع الرَّاية يوم خيبر إِلى رَجُلٍ من أَصحابه فرجع منهزماً ، فدفعها إِلى آخر فرجع يُجبِّن أَصحابه ويُجبِّنونه ، قد ردَّ الرَّاية منهزماً ، فقال رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله: «لأُعطين الراية غداً رَجُلاً يحبُّ اللّٰـه ورسوله ، ويحبُّه اللّٰـه ورسوله ، لا يرجع حتَّىٰ يفتح اللّٰـه على يديه» فَلَمَّا أصبح قال : ادعوا لي عَلِيّاً ، فقيل له : يا رسول اللّٰـه ، هو رمد، فقال : ادعوه ، فلمَّا جاء تفل رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله في عينيه وقال: «اللَّهُمَّ ، ادفع عنه الحرّ والبرد» ثُمَّ دفع الراية إِليه ومضىٰ ، فَمَا رجع إِلى رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله إِلَّا بفتح خيبر. ثُمَّ قال : إِنَّه لَـمَّا دَنَا من القموص أَقبَلَ أَعداء اللّٰـه من اليهود يرمونه بالنَّبل والحجارة ، فحمل عليهم عَلِيّ عليه السلام حتَّىٰ دَنَا من الباب ، فثنَّىٰ رجله ثُمَّ نزل مغضباً إِلى أَصل عتبة الباب فاقتلعه ، ثُمَّ رمىٰ به خلف ظهره أَربعين ذراعاً. قال ابن عمرو : ما عجبنا من فتح اللّٰـه خيبر على يدي عَلِيّ عليه السلام ، لكنَّا عجبنا مِنْ قلعه الباب ورميه خلفه أَربعين ذراعاً ، ولقد تكلَّف حمله أَربعون رجلاً فما أَطاقوه...»(6). 7ـ عن الإِمام الصَّادق ، عن آبائه عليهم السلام : «إِنَّ أَمير المؤمنين عليه السلام قال في رسالته إلى سهل بن حنيف (رحمه الله) ، واللّٰـه ما قلعتُ باب خيبر ورميت به خلف ظهري أَربعين ذراعاً بقوَّة جسديَّة ، ولا حركة غذائيَّة ، لكنِّي أُيدتُ بقوَّةٍ ملكوتيَّةٍ ، ونفس بنور ربِّها مضيئة ...»(7). 8ـ سأل عمر أَمير المؤمنين عليه السلام عن ذلك اليوم : «يا أبا الحسن ، لقد اقتلعتَ منيعاً ، وأَنتَ ثلاثة أَيَّام خميصاً ، فهل قلعتها بقوَّةٍ بشريَّةٍ ؟! فقال : ما قلعتها بقوَّةٍ بشريَّةٍ ، ولكن قلعتُها بقوَّةٍ إِلٰهيَّة ، ونفس بلقاء ربِّها مطمئنَّة رضيَّة»(8). 9ـ عن سلمان الفارسي (رضوان اللَّـه عليه) ، قال : «... قلنا : يا أَمير المؤمنين ، من هؤلاء ؟ قال: بقيَّة قوم عاد ، كُفَّار لا يؤمنون باللّٰـه (عزَّوجلَّ) أَحببتُ أَن أُريكم إِيّاهم ، وهذه المدينة وأَهلها أُريد أَنْ أهلكهم وهم لا يشعرون. قلنا : ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) خ . ل : (ويدعو). (2) بحار الأَنوار ، 38 : 179/ح1. الخصال ، 2 : 14 ـ 25. الاختصاص : 163 و 181. (3) بحار الأَنوار ، 21 : 4. (4) المصدر نفسه. (5) المصدر نفسه. (6) بحار الأَنوار ، 21 : 26/ح24. (7) المصدر نفسه /ح25. (8) بحار الأَنوار ، 21 : 40/ح37