الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (114) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة العاشرة

معارف إِلٰهيَّة : (114) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة العاشرة

08/05/2024


الدرس (114) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (108) الى القضيَّة العاشرة ، وكانت تحت عنوان : (تفسير أَسماء أَهل البيت عليهم السلام وصفاتهم وأَفعالهم بلغة حضاريَّة) ، ووصل بنا الكلام الى المثال الثَّاني : /زهد أَهل البيت عليهم السلام زهد قيادة إِلهيَّة/ المثال الثَّاني : (زهد أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم) ؛ فإِنَّه ليس زهداً نفسيّاً فرديّاً ، بل زهد أُممي ومجتمعي وحضاري ؛ وزهد قيادة إِلٰهيَّة ، ونظام تدبير إِلٰهي لجملة العوالم وكافَّة المخلوقات ، مُنطلِق من الأَسمآء والصفات والفضائِل الإِلٰهيَّة. / أَمانة أَهل البيت عليهم السلام/ المثال الثَّالث : (أَمانتهم صلوات اللّٰـه عليهم) : فإِنَّها ليست فرديَّة وبُعداً نفسيّاً ، بل أَمانة أُمميَّة ومجتمعيَّة وحضاريَّة وأَمانة قيادة إِلٰهيَّة ، يُتحمَّل فيها مصير طُرّ العوالم وسائر المخلوقات ، مُنطلِقة من الأَسمآء والصفات والفضائل الإِلٰهيَّة. / عطف أَهل البيت عليهم السلام/ المثال الرابع : (عطفهم ورأفتهم صلوات اللّٰـه عليهم) ؛ فإِنَّها ليست فرديَّة وذا بُعد نفسي فحسب ، بل عطف ورأفة أُمميَّة ومجتمعيَّة وحضاريَّة ، وعطف ورأفة قيادة إِلٰهيَّة ، وكفاءة نظام اقتصادي شامل لجملة أَرجاء الدولة الإِسلاميَّة الإِلٰهيَّة ؛ الشَّاملة لطرِّ العوالم وجميع المخلوقات ، مُنطلِقة من الأَسماء والصفات والفضائل الإِلٰهيَّة ، تشمل كافَّة طبقات المخلوقات المحرومة. / عدل أَهل البيت عليهم السلام/ المثال الخامس : (عدلهم صلوات اللّٰـه عليهم) ؛ فإِنَّه ليس فرديّاً ونفسيّاً فحسب ، وإِنَّما عدل أُمَّة ومجتمع وحضارة ، وعدل إِدارة وقيادة ومنظومة إِلٰهيَّة ، وكفاءة نظام إِدارة وقيادة عادلة شامل لكافَّة أَرجاء الدولة الإِسلاميَّة الإِلٰهيَّة ؛ الشاملة لكلِّ العوالم وجملة المخلوقات ، مُنطلِقة من الأَسمآء والصفات والفضائل الإِلٰهيَّة. / بيعة الغدير لأَهل البيت عليهم السلام في الحاضرة الدوليَّة في العصر الراهن/ ومن كُلِّ ما تقدَّم تتَّضح : فلسفة سجود وخضوع أَرواح وعقول نُخب البشريَّة في العصر الراهن ، وإِقرارها : بيعة غدير أُخرىٰ لأَمير المؤمنين ولسائرأَهل البيت الأَطهار صلوات اللّٰـه عليهم في أَروقة الأُمم المُتَّحدة على عهده صلوات اللّٰـه عليه لمالك الأَشتر (رحمه الله) : «... ثُمَّ اعْلَم يا مالك ... النَّاس ... صنفان : إِمَّا أَخٌ لَكَ في الدِّين ، وإِمَّا نظيرٌ لَكَ في الخَلْقِ ...»(1).(2) وهذه أُمميَّة أَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم لا يصحُّ تفسيرها ببعد فرديٍّ أَو نفسيٍّ. / صفة : (كظم الغيظ) / وعلى هذا قس : سائر أَسماء وصفات وفضائل أَهل البيت عليهم السلام ؛ كـ : (صفة كظم الغيظ)(3)، ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) نهج البلاغة ، المختار من كتب أَمير المؤمنين عليه السلام ورسائله : 450 ـ 451/ 53 ، من عهد له عليه السلام ، كتبه للأشتر النخعي (رحمه الله). (2) إِنَّ أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه بيَّن في عهده هذا لمالك الأشتر (رحمه الله) : كيفيَّة اللولب النسقي بين وظائف وأجنحة وأَعضاء الدولة. وبعدما يقرب من أَلف وأَربعمائة عام أَبصرت نخب البشر لما يقرب من مئتي دولة في الأُمم المُتَّحدة : أَنَّ في هذا العهد خارطة مستقبليَّة وكفوءة لإِدارة تنمية حضارة البشر. وهذا يُدلِّل ـ بعدما وصلت عقليَّة البشر في العصر الراهن في كيفيَّة إِدارة الدولة إِلى الحكومة الالكترونيَّة، وهي أَحد آليَّات الإِنسيابيَّة ـ على أَنَّ ما ذكره صلوات اللّٰـه عليه في هذا العهد معادلات جبَّارة. (3) لابأس بالإِلتفات إِلى أَنَّ صفة : (كظم الغيظ) وردت في بيانات الوحي في حقِّ اثنين من أَهل البيت عليهم السلام بصفةٍ خاصَّة : أَمير المؤمنين والإِمام موسىٰ الكاظم عليهما السلام ، أَمَّا سائر أَهل البيت عليهم السلام فإِنَّها تُذكر لهم بصفةٍ جمعيَّة. فانظر : بيانات الوحي الواردة في حقِّ أَمير المؤمنين عليه السلام ، منها : بيان زيارته عليه السلام يوم الغدير : «... وَأَشْهَدُ اَنَّكَ لَمْ تَزَلْ لِلْهَوى مُخالِفاً ، وَللِتُّقىٰ مُحالِفاً ، وَعَلى كَظْمِ الْغَيْظِ قادِراً ، وَعَنِ النّاسِ عافِياً غافِراً... وَأَنْتَ الْكاظِمُ لِلْغَيْظِ ، وَالْعافي عَنِ النّاسِ ، وَاللّٰـهُ يُحِبُّ الْـمُـحْسِنينَ...». بحار الأَنوار ، 97 : 360 ـ 368. ولاحظ : بيانات الوحي الواردة في حقِّ الإِمام موسىٰ بن جعفر عليهما السلام ، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... أَوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إِسرائيل ... فإذا انقضت مدَّة جعفر قام بالأَمر بعده موسىٰ ويُدعىٰ بالكاظم ...». بحار الأَنوار ، 36 : 304 ـ 306/ح144. كفاية الأَثر : 8 ـ 9