معارف إِلٰهيَّة : (118) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الثَّالثة عشرة
12/05/2024
الدرس (118) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة الثَّالثة عشرة : / القضيَّة الثَّالثة عشرة : / / روح القدس أَحد أَرواح أَهل البيت عليهم السلام / / الوراثة الاِصطفائيَّة/ هناك مطلب لطالما بقيت البحوث العلميَّة المُعقَّدة مُترجِّلة فيه ، وقد سبَّب عدم فهمه : الانحراف والقول بالتناسخ لدىٰ جملة من الفرق الصوفيَّة، والعرفانيَّة والباطنيَّة ، بل والمسيحيَّة المنحرفة ، ينبغي الإِلتفات إِليه، حاصله : أَنَّ الثابت في بيانات الوحي المتواترة : أَنَّ رُوح القدس ـ وهو حقيقة القرآن الكريم الصَّاعدة ، والوارد في بيان قوله تعالىٰ : [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا](1)ـ مودع في ذوات الأَنبياء عليهم السلام ، وأَحد أَرواحهم من النَّبيّ آدم عليه السلام إِلى سيَّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، ثُمَّ سائر أَهل البيت عليهم السلام . فانظر : بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام ، عن جابر ، قال : «سألته عن علم العَالِم ، فقال : يا جابر ، إِنَّ في الأَنبياء والأَوصياء خمسة أَرواح : روح القدس ، وروح الإِيمان ، وروح الحياة ، وروح القوَّة ، وروح الشهوة ، فبروح القدس يا جابر عرفوا (خ.ل : علمنا) ما تحت العرش إلى ما تحت الثرىٰ ، ثُمَّ قال : يا جابر ، إِنَّ هذا الأَرواح يصيبها الحدثان إِلَّا أَنَّ روح القدس لا يلهو ولا يلعب»(2). 2ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن أَبي بصير ، قال : «سألته عن قول اللّٰـه عزَّوجلَّ : [يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ](3)فقال : جبرئيل الَّذي نزل على الأَنبياء ، والرُّوح تكون معهم ومع الأَوصياء ، لا تفارقهم ، تفقِّههم وتسدِّدهم من عند اللّٰـه ...»(4). 3ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن أَبي بصير ، قال : «قلتُ لأَبي عبداللّٰـه عليه السلام : جُعِلْتُ فداك ، أَخبرني عن قول اللّٰـه تبارك وتعالىٰ : [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا](5) قال: يا أَبا مُحمَّد ، خَلْقٌ واللّٰـه أَعظم من جبرئيل وميكائيل ، وقد كان مع رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله يخبره ويسدِّده ، وهو مع الأَئمَّة عليهم السلام يخبرهم ويسدِّدهم»(6). 4ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «... فينا روح رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله »(7). 5ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن إِبراهيم بن عمر ، قال : «قلت لأَبي عبداللّٰـه عليه السلام : أخبرني عن العلم الَّذي تعلمونه ، أَهو شيء تعلَّمونه من أَفواه الرجال بعضكم من بعض ، أَو شيء مكتوب عندكم من رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله ؟ فقال: الأَمر أعظم من ذلك ، أَمَا سمعتَ قول اللّٰـه عزَّوجلَّ في كتابه : [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ](8) قال : قلتُ : بلىٰ ، قال : فلَمَّا أَعطاه اللّٰـه تلك الرُّوح علم بها، وكذلك هي إِذا انتهت إِلى عبد علم بها العلم والفهم ـ يُعَرِّض بنفسه عليه السلام ـ»(9). 6ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن الحارث بن المغيرة ، قال : « إِنَّ الأَرض لا تُترك بغير عَالِـمٍ . قلت : الَّذي يعلم عَالِـمكم ما هو ؟ قال : وراثة من رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله ومن عَلِيّ بن أَبي طالب عليه السلام ، عِلْمٌ يستغنىٰ به عن النَّاس ولا يستغني النَّاس عنه. قلتُ : وحكمة تقذف في صدره أَو تُنكتُ في أُذنه ؟ قال : ذاك وذاك»(10). وهذه وغيرها الكثير براهين وحيانيَّة دالَّة على وراثة ، لكنَّها ليست ماديَّة إِعتباريَّة ، بل اِصطفائيَّة تكوينيَّة ملكوتيَّة ، لكنَّه لا تعني القول بالتناسخ الباطل بالضَّرورة الدِّينيَّة ، وإِنَّما تعني : أَنَّ هناك جُنداً وجواهراً وخوادماً ملكوتيَّة ، تنتقل للخدمة من صفيٍّ مُتقدِّم إِلى آخر متأخر زماناً. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1 ) الشورى : 52. (2) بحار الأَنوار ، 25 : 55/ح15. بصائر الدرجات : 132. (3) النحل : 2. (4) بحار الأَنوار ، 25 : 63/ح43. بصائر الدرجات : 137. (5) الشورى : 52. (6) بحار الأَنوار ، 25 : 59/ح27. بصائر الدرجات : 135. (7) المصدر نفسه : 62/ح41. بصائر الدرجات : 136. (8) الشورى : 52. (9) بحار الأَنوار ، 25 : 62/ح40. بصائر الدرجات : 136. (10) المصدر نفسه ، 26 : 62/ح141. بصائر الدرجات ، 2 : 120/ ح1169 ـ 1