الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (120) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الثالثة عشرة

معارف إِلٰهيَّة : (120) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الثالثة عشرة

17/05/2024


الدرس (120) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة الثالثة عشرة ، وكانت تحت عنوان ( روح القدس احد ارواح اهل البيت عليهم السلام ) ، وعنوان ( الوراثة الاِصطفائيَّة ) ، ووصل بنا البحث الى العنوان التالي : / الوراثة الاِصطفائيَّة لا تحجب الوراثة الماديَّة / وهذه الوراثة الاِصطفائيَّة لا تحجب ـ بالضرورة الدِّينيَّة ـ عن الوريث الوراثة الماديَّة ، خلافاً لِـمَا أَصرَّ عليه أَصحاب سُنَّة السقيفة ، من أَنَّ وراثة الكُمَّل ـ كوراثة فاطمة الزهراء عليها السلام من أَبيها صلى الله عليه واله وراثة اِصطفائيَّة ملكوتيَّة فقط ـ تحجب الوراثة الماديَّة. وغير خفيٍّ : أَنَّ هذه جرأَة على الشَّريعة القويمة ، وهتك لأَستار السُّنَّة الكريمة ، تضع منها الحبلىٰ لشناعتها ، وتضحك منها الثكلىٰ لغرابتها. وهذا ما أَشارت إِليه بيانات الوحي الوافرة الباهرة ، منها : بيان خطبة فاطمة الزهراء عليها السلام : «... أَيُّها المسلمون ، أَأُغلب على إرثي؟ يا بن أَبي قحافة ، أَفي كتاب اللّٰـه ترث أَباك ولا أَرث أَبي؟ لقد جئت شيئاً فريَّا! أَفعلىٰ عمد تركتم كتاب اللّٰـه ونبذتموه وراء ظهوركم؟! إِذ يقول: [وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ](1)، وقال فيما اقتصَّ من خبر يحيىٰ بن زكريّا إِذْ قال : [فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ](2)، وقال: [وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ](3)، وقال: [يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ](4)، وقال : [إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ](5)، وزعمتم أَنْ لَا حظوة لي ولا أرث من أَبي ، ولا رحم بيننا، أَفخصَّكم اللّٰـه بآية أَخرج منها أَبي؟! أَم هل تقولون : أَهل ملتين لا يتوارثان؟ أَو لستُ أَنا وأَبي من أَهل ملَّة واحدة ؟ أَم أَنتم أَعلم بخصوص القرآن وعمومه من أَبي وابن عمي؟! فدونكم مخطومة مرحولة تلقاكَ يوم حشركَ ، فنعم الحَكَم اللّٰـه ، والزعيم محمَّد ، والموعد القيامة ، وعند السَّاعة يخسر المبطلون ، ولا ينفعكم إِذ تندمونَ ، و[لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ](6)، و[مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ](7)...»(8). ودلالته واضحة. / القول بثبوت الوراثة الماديَّة لفاطمة عليها السلام دون الاِصطفائيَّة / هذا ، وقد زاد كثير من علماء الخاصَّة فضلاً عن غيرهم في الطين بِلَّة ؛ فناقشوا في وراثتها عليها السلام الإِصطفائيَّة ، ثُمَّ ادَّعوا ثبوت المادِيَّة في حقِّها عليها السلام حسب، لكنَّها : عثرة فاحشة ، وزلَّة عظيمة طائشة ، ودعوة ساقطة عن كلِّ قيمةٍ واعتبارٍ ، وعريَّة عن كلِّ شاهد ومِثْال ، ويرد عليها ما أَوردناه على سابقتها حرفاً بحرف ، بل المُتمعِّن في بيانات الوحي الباهرة الوافرة يراها صارخة ومثبتة لهذه الحقيقة كالأُولىٰ ، فإِنَّهما كفرسي رهان ورضعي لبان يجريان في حقِّها عليه السلام ، والعصمة لأَهلها. / وراثة الصلاح والفساد/ بل الوارد في بيانات الوحي : أَنَّ المؤمن الصالح ، بل والشَّخص الطالح لا يورِّث المال فحسب ، بل والصلاح إِنْ كان صالحاً ، والفسق والفجور إِنْ كان طالحاً. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النمل : 16. (2) مريم : 5 ـ 6. (3) الأنفال : 75. (4) النساء : 11. (5) البقرة : 180. (6) الأنعام : 67. (7) الزمر : 40. (8) بحار الأَنوار ، 29 : 226 ـ 227. الاحتجاج ، 1 : 138 ـ 139