معارف إِلٰهيَّة : (126) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة السَّادسة عشرة
21/05/2024
الدرس (126) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة السَّادسة عشرة ، وكانت تحت عنوان (خارطة جملة عوالم الخلقة برسم وتخطيط أَهل البيت عليهم السلام) ، لازال الكلام في بياناتها وادلتها ، وصلنا الى البيان والدليل السادس : 6ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام: «إِنَّ اللَّـه لم يزل فرداً مُتَفَرِّداً في الوحدانيَّة ، ثُمَّ خلق محمَّداً وعليّاً وفاطمة عليهم السلام... وفوَّض أَمر الأَشياء إِليهم في الحُكم والتصرُّف والإِرشاد ، والأَمر والنهي في الخلق ؛ لأَنَّهم الولاة فلهم الأَمر والولاية والهداية ، فهم أَبوابه ونوَّابه وحجَّابه ، يُحلِّلون ما شآء ، ويُحرِّمون ما شآء ، ولا يفعلون إِلَّا ما شآء ، عباد مُكرمون ، لا يسبقونه بالقول ، وهم بأمره يعملون...»(1). 7ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ـ المتقدِّم ـ ، عن المفضَّل بن عمر ، قال: «... فقلتُ له: يابن رسول اللَّـه ، فعَلِيّ بن أَبي طالب عليه السلام يُدخل مُحبّه الجنَّة ومبغضه النَّار أَو رضوان ومالك ؟ فقال: يا مفضَّل ... فَعَلِيّ بن أَبي طالب عليه السلام إِذاً قسيم الجنَّة والنَّار عن رسول اللَّـه صلى الله عليه واله ، ورضوان ومالك صادران عن أَمره بأمر اللَّـه (تبارك وتعالىٰ)، يا مفضَّل ، خُذ هذا ؛ فإِنَّه من مخزون العلم ومكنونه ، لا تخرجه إِلَّا إِلى أَهله»(2). 8ـ إِطلاق بيانه عليه السلام ، عن إِسماعيل بن عبد العزيز ، قال : «قال لي جعفر بن مُحمَّد عليه السلام: إِنَّ رسول اللّٰـه ’ كان يُفوَّض إِليه ... وإنَّ اللّٰـه فوَّض إِلى مُحمَّد صلى الله عليه واله نبيّه فقال: [مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا](3)، فقال رَجُلٌ: إِنَّما كان رسول اللّٰـه صلى الله عليه واله مفوَّضاً إِليه في الزَّرع والضَّرع ، فلوّىٰ جعفر عليه السلام عن عنقه مُغضباً ، فقال: في كُلِّ شيءٍ ، واللّٰـه في كُلِّ شيءٍ»(4). 9ـ بيان زيارتهم صلوات اللَّـه عليهم الجامعة: «...السَّلام عليكم يا أَهل بيت النُّبوَّة ، وموضع الرسالة ... وقادة الأُمم ... وساسة العباد ... إِصطفاكم بعلمه ... وفوَّض إِليكم الأُمور ، وجعل لكم التَّدبير ، وعرَّفكم الأَسباب ... وأَعطاكم المقاليد ، وسخَّر لكم ما خلق ... إِياب الخلق إِليكم ، وحسابهم عليكم ، وفصل الخطاب عندكم ... وأَمره إِليكم ... لم تزالوا بعين اللَّـه وعنده ، وفي ملكوته تأمرون ، وله تخلفون ، وإِيَّاه تُسبِّحون ، وبعرشه محدقون ، وبه حافُّون حتَّىٰ مرَّ بكُم علينا ، فجعلكم في بيوتٍ أَذن اللَّـه أَنْ تُرفع ويُذكر فيها اسمه ...»(5). 10ـ بيان زيارة أَمير المؤمنين عليه السلام : «...السَّلام عليك يا أَمير المؤمنين عَلِيّ بن أَبي طالب ... السَّلام عليكَ يا ... صاحب الدُّنيا ... السَّلام عليكَ يا حافظ سرّ اللّٰـه ، وممضي حكم اللّٰـه ، ومجلي إِرادة اللّٰـه ، وموضع مشيَّة اللّٰـه ... وولي الملك الديَّان ... السَّلام عليكَ يا عماد الجبَّار ... السَّلام عليكَ يا مشهوراً في السَّماوات العليا ومعروفاً ، في الأَرضين السَّابعة السفلىٰ ... السَّلام عليكَ أَيُّها النَّازل من عليِّين ، والعَالِم بما في أَسفل السَّافلين ... اجتباكَ اللّٰـه لقدرته ، فجعلكَ عصا عزِّه ، وتابوت حكمته ...»(6). ودلالة الجميع واضحة ، ولا غبار عليها. ومن ثَمَّ لا تكون بياناتهم المعرفيَّة وسِيَرهم وأَفعالهم عليهم السلام استراتيجيَّة حضارة فحسب ، بل واستراتيجيَّة عوالم ومخلوقات لا يعيها(7) سائرالبشر ، بل ولا سائرالأَنبياء والملائكة المُقرَّبين عليهم السلام . ومن ثَمَّ فلسفة بياناتهم صلوات اللَّـه عليهم وسِيَرِهم وأَفعالهم ليست محدودة بأَمد زمانيّ دنيويّ ، بل ولا بعَالَم الدُّنيا برمَّته ؛ فإِنَّ ساحة القدس الإِلٰهيَّة وظفتهم لرسم خارطة مسار جملة العوالم وطرّ المخلوقات. ومنه يتَّضح : مدىٰ وضوح جملة الخريطة التَّكوينيَّة واستراتيجيَّة العوالم ومخلوقاتها لدىٰ أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم. / القضيَّة السَّابعة عشرة :/ / ثبوت آليَّات إِمامة أَهل البيت عليهم السلام منذُ بدأ الخليقة/ إِنَّه حينما يرد في بيانات الوحي : أَنَّ الإِمام من أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم أُوتي منصب الإِمامة الإِلٰهيَّة في سنِّ (كذا) فمعناه : أَنَّ إِمامته وبعثة الإِمامة الإِلٰهيَّة فُعِّلت في حقِّه في هذه النشأة الأَرضيَّة في ذلك السنّ المُبارك ،... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 25: 339/ح21. (2) بحار الأَنوار ، 39 : 194ـ 196/ح5. علل الشرائع : 65. (3) الحشر : 7. (4) بحار الأَنوار ، 17 : 9/ ح16. بصائر الدرجات : 111 ـ 112. (5) بحار الأَنوار، 99/ الزيارة الثالثة: 146 ـ 159. (6) المصدر نفسه ، 97 : 347 ـ 352. المزار الكبير : 97 ـ 101. (7) مرجع الضمير : (بيانات أَهل البيت عليهم السلام المعرفيَّة وسِيَرهم وأَفعالهم)