معارف إِلٰهيَّة : (129) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الثامنة عشرة
24/05/2024
الدرس (129) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة الثامنة عشرة : / القضيَّة الثامنة عشرة :/ / كلام الإِمام وحيٌ إِلهيٌّ/ ينبغي الإِلتفات : أَنَّ الوحي الإلٰهي على مراتب ودرجات ، منها : كلام الإِمام المعصوم عليه السلام ؛ فإِنَّه وإِنْ لم يكن وحياً نبويّاً ، لكنَّه وحي إِمامة إِلٰهيَّة وعلم لدنِّيّ. وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : «إِنَّ للّٰـه عموداً من نور ، حجبه اللّٰـه عن جميع الخلائق ، طرفه عند اللّٰـه ، وطرفه الآخر في أُذن الإِمام ، فإِذا أَراد اللّٰـه شيئاً أَوحاه في أُذن الإِمام عليه السلام »(1). 2ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن صالح بن سهل ، قال : «كنتُ جالساً عنده فقال لي إِبتداءً منه : يا صالح بن سهل ، إِنَّ اللّٰـه جعل بينه وبين الرسول رسولاً ؛ ولم يجعل بينه وبين الإِمام رسولاً ، قال : قلتُ : وكيف ذاك ؟ قال: جعل بينه وبين الإِمام عموداً من نور ينظر اللّٰـه به إِلى الإِمام ، وينظر الإِمام به إِليه ، فإِذا أَراد علم شيء نظر في ذلك النور فعرفه»(2). ودلالته ـ كدلالة سابقة ـ واضحة. ومنه يتَّضح : مدىٰ إِنحطاط وشذوذ منهج بعض من ينتمي من الباحثين إِلى مدرسة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ، فإنَّه يتعامل مع البيانات النبويَّة وبيانات سائرأَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم كتعامله مع كلام العلماء ؛ فله الأَخذ به وله الإِعراض عنه. وهذا المنهج وأَشباهه ونظائره يكشف بنحو : (الإِنْ)(3) عن وجود خلل عقائديّ ومعرفيّ خطير في دخيلة هذا الباحث وفي منظومته العقائديَّة والمعرفيَّة ، وأَنَّ لديه مناقشة ونقار ـ والعياذ باللّٰـه تعالىٰ ـ في أَصل إِمامة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ؛ وإِلَّا فبعد الإِعتقاد بإِمامتهم عليهم السلام والالتزام بها والبناء عليها ؛ وأَنَّهم أَوصياء ومعصومون ؛ وكلامهم نمط وحي إِلٰهيّ لدنِّيّ؛ كيف يكون المخلوق بالخيار في كلامهم صلوات اللّٰـه عليهم بين الأَخذ والردّ ، كحال كلام العلماء!! / القضيَّة التَّاسعة عشرة : / / مجالات العلم اللَّدنِّي/ إِنَّ بيان قوله تعالىٰ : [وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ](4)، وبيان قوله تقدَّس ذكره : [قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا](5)، برهانان وحيانيَّان دالَّان على أَنَّ العلم اللَّدنِّي والملكوتي واللَّاهوتي الَّذي يتمتَّع به سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله وسائر أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام يُستثمر ويُستخدم في موارد خاصَّة ، ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 26 : 134/ح9. بصائر الدرجات ، 2 : 340/ح1570 ـ 1. (2) المصدر نفسه : 134 ـ 135/ح10. بصائر الدرجات ، 2 : 340/ح1571ـ2. المختصر : 128. (3) أَي : بالبرهان الإِنِّي ، أَي : من المعلول إِلى العلَّة. (4) الأعراف : 188. (5) الجن : 25