معارف إِلٰهيَّة : (130) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة التَّاسعة عشرة
25/05/2024
الدرس (130) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة التَّاسعة عشرة : / القضيَّة التَّاسعة عشرة : / / مجالات العلم اللَّدنِّي/ إِنَّ بيان قوله تعالىٰ : [وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ](1)، وبيان قوله تقدَّس ذكره : [قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا](2)، برهانان وحيانيَّان دالَّان على أَنَّ العلم اللَّدنِّي والملكوتي واللَّاهوتي الَّذي يتمتَّع به سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله وسائر أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام يُستثمر ويُستخدم في موارد خاصَّة ، ليس منها : استخدامه في الأُمور العاديَّة ، بل ولا في الجانب العسكري والأَمني وإِقامة الدِّين والدفاع عنه. وحينئذٍ لا بُدَّ للمعصوم عليه السلام من المكابدة والمُجاهدة في تحصيل معلوماتها وعلومها من خلال سلوك الأَسباب الطبيعيَّة. / القضيَّة العشرون : / / حقيقة الإِمامة الإِلهيَّة والإِمام عليه السلام في نوره/ ينبغي الإِلتفات : أَنَّ حقيقة الإِمام والإِمامة الإِلٰهيَّة ليست في بدن الإِمام صلوات اللّٰـه عليه ، وإِنَّما في نوره وفي طبقات حقيقته عليه السلام الصَّاعدة. وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «... الإِمام ... ظاهره أَمر لا يُملك ، وباطنه غيب لا يُدرك ... وهل يُعرف أَو يوصف أَو يعلم أَو يفهم أَو يدرك أَو يملك مَنْ هو شعاع جلال الكبرياء ، وشرف الأَرض والسَّماء؟ جلَّ مقام آل مُحمَّد صلى الله عليه واله عن وصف الواصفين ، ونعت النَّاعتين ، وأَنْ يقاس بهم أَحد من العالمين ... الإِمام ... بشر ملكيّ ، وجسد سماويّ ، وأَمر إِلٰهيّ ، وروح قدسيّ ، ومقام عليّ ، ونور جليّ ، وسرّ خفيّ ، فهو ملك الذات ، إِلهٰيُّ الصفات ... وهذا كلّه لآلِ مُحمَّد لا يُشاركهم فيه مشارك ... خلقهم اللّٰـه من نور عظمته ، وولَّاهم أَمر مملكته ، فهم سرّ اللّٰـه المخزون ... و ... الكواكب العلوية ، والأَنوار العلويَّة المشرقة من شمس العصمة الفاطميَّة ، وفي سماء العظمة المُحمَّديَّة ، والأَغصان النبويَّة الثابتة في دوحة الأَحمديَّة والأَسرار الإِلهيَّة المودعة في الهياكل البشريَّة ...»(3). وهذه المرتبة والدرجة أَعظم من مرتبة ودرجة الآخرة الأَبديَّة ، ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الأعراف : 188. (2) الجن : 25. (3) بحار الأَنوار ، 25 : 169 ـ 174/ح38