معارف إِلٰهيَّة : (131) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة والعشرون
26/05/2024
الدرس (131) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة والعشرون: / القضيَّة العشرون : / / حقيقة الإِمامة الإِلهيَّة والإِمام عليه السلام في نوره / ينبغي الإِلتفات : أَنَّ حقيقة الإِمام والإِمامة الإِلٰهيَّة ليست في بدن الإِمام صلوات اللّٰـه عليه ، وإِنَّما في نوره وفي طبقات حقيقته عليه السلام الصَّاعدة. وهذا ما تشير إِليه بيانات الوحي ، منها : بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «... الإِمام ... ظاهره أَمر لا يُملك ، وباطنه غيب لا يُدرك ... وهل يُعرف أَو يوصف أَو يعلم أَو يفهم أَو يدرك أَو يملك مَنْ هو شعاع جلال الكبرياء ، وشرف الأَرض والسَّماء؟ جلَّ مقام آل مُحمَّد صلى الله عليه واله عن وصف الواصفين ، ونعت النَّاعتين ، وأَنْ يقاس بهم أَحد من العالمين ... الإِمام ... بشر ملكيّ ، وجسد سماويّ ، وأَمر إِلٰهيّ ، وروح قدسيّ ، ومقام عليّ ، ونور جليّ ، وسرّ خفيّ ، فهو ملك الذات ، إِلهٰيُّ الصفات ... وهذا كلّه لآلِ مُحمَّد لا يُشاركهم فيه مشارك ... خلقهم اللّٰـه من نور عظمته ، وولَّاهم أَمر مملكته ، فهم سرّ اللّٰـه المخزون ... و ... الكواكب العلوية ، والأَنوار العلويَّة المشرقة من شمس العصمة الفاطميَّة ، وفي سماء العظمة المُحمَّديَّة ، والأَغصان النبويَّة الثابتة في دوحة الأَحمديَّة والأَسرار الإِلهيَّة المودعة في الهياكل البشريَّة ...»(1). وهذه المرتبة والدرجة أَعظم من مرتبة ودرجة الآخرة الأَبديَّة ، ومن ثَمَّ من مُقوِّمات معرفة الإِمامة الإِلٰهيَّة ؛ ومعرفة الإِمام من أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم : معرفتهم ومعرفة مقاماتهم وشؤونهم في هذا العالم الأَرضي ، وفي العوالم التَّالية ، والعوالم السَّالفة كـ : (عَالَم النور). وعليه : فأَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم وإِنْ كانوا من حيث أَبدانهم الشَّريفة المُقدَّسة هم أَبناء الجزيرة العربيَّة ، لكنَّهم من حيث أَنوارهم المُقدَّسة هم أَبناء الملكوت وأَبناء السَّاحة الرُّبوبيَّة. وعلى هذا قس : النُّبوَّة وحقيقة سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله. وإِلى هذا تشير بيانات الوحي ، منها : بيان قوله جلَّت آلاؤه : [قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ](2). ودلالته واضحة ؛ فإِنَّه أَخذ (الوحي) كأَحد الفصول والمراتب الصَّاعدة لحقيقة ذات سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله ، وحيث عَبَّر عنه بصيغة الفعل المضارع (يوحي) ، المفيد للتجدُّد والإِستمرار التأبيدي ؛ دلَّ ذلك على أَنَّ أَحد مراتب ذاته صلى الله عليه واله المُقدَّسة : بحر وحي زخَّار ، لا ينزف ولا نهاية له أَبد الآباد ودهر الدُّهور ، ما دام اللّٰـه (عزَّوجلَّ) حاجة في خلقه. وعليه : فلا بُدَّ أَنْ يكون هذا النحو من الوحي فوق عَالَم الآخرة الأَبديَّة ، بل وفوق العرش ، بل وفوق عَالَم الأَسماء والصفات الإِلٰهيَّة المعهودة. /القضيَّة الحادية والعشرون: / /مقام الإِمامة الإِلهيَّة أَعظم من مقام نبوَّة سائرالأَنبياء عليهم السلام / إِنَّ إِمامة أَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت الأَطهار صلوات اللّٰـه عليهم أَعظم مرتبة ، وأَخطر شأناً وهولاً ، وأَرفع مقاماً من نَبوَّات سائرأَنبياء أُولي العزم عليهم السلام ، بل إِنَّما كانت لهم قيمة ؛ لكونهم وقعوا في سلسلة التَّمهيد لنبوَّة سيِّد الأَنبياء ؛ وإِمامة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 25 : 169 ـ 174/ح38. (2) الكهف : 110