معارف إِلٰهيَّة : ( 132) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الحادية والعشرون
27/05/2024
الدرس (132) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة الحادية والعشرون: / القضيَّة الحادية والعشرون: / / مقام الإِمامة الإِلهيَّة أَعظم من مقام نبوَّة سائرالأَنبياء عليهم السلام / إِنَّ إِمامة أَمير المؤمنين وسائر أَهل البيت الأَطهار صلوات اللّٰـه عليهم أَعظم مرتبة ، وأَخطر شأناً وهولاً ، وأَرفع مقاماً من نَبوَّات سائرأَنبياء أُولي العزم عليهم السلام ، بل إِنَّما كانت لهم قيمة ؛ لكونهم وقعوا في سلسلة التَّمهيد لنبوَّة سيِّد الأَنبياء ؛ وإِمامة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم. بل ما كان يتمتَّع به سائر أَنبياء أُولي العزم عليهم السلام من إِمامة فمع أَنَّ مقامها ومرتبتها ودرجتها تأتي بعد إِمامة الدائرة الاِصطِفائيَّة الثانية لأَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم. فانظر : بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «إِنَّ موسىٰ سأَل ربَّه (عزَّوجلَّ) فقال : يا ربّ اجعلني من أُمَّة مُحمَّد ، فأوحىٰ اللّٰـه تعالىٰ إِليه : يا موسىٰ ، إِنَّكَ لا تصل إِلى ذلك»(1). 2ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... إِنَّ نور أَبي يوم القيامة يُطفئ أَنوار الخلائق(2) إِلَّا خمسة أَنوار : نور مُحمَّد صلى الله عليه واله ، ونوري ، ونور الحسن والحسين، ونور تسعة من ولد الحسين ، فإِنَّ نوره من نورنا الَّذي خلقه اللّٰـه تعالىٰ قبل أَنْ يخلق آدم بألفي عام»(3). 3ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام ، عن يوسف بن أَبي سعيد ، قال : «... إِذا كان يوم القيامة ، وجمع اللّٰـه تبارك وتعالىٰ الخلائق كان نوح صلَّىٰ اللّٰـه عليه أَوَّل مَنْ يُدعا به ، فيقال له : هل بَلَّغتَ ؟ فيقول : نعم. فيقال له : مَنْ يشهد لكَ ؟ فيقول : مُحمَّد بن عبد اللّٰـه صلى الله عليه واله . قال : فيخرج نوح صلَّىٰ اللّٰـه عليه فيتخطَّىٰ النَّاس حتَّىٰ يجئ إِلى مُحمَّد صلى الله عليه واله وهو على كثيب المسك ومعه عَلِيّ عليه السلام ... فيقول نوح لمُحمَّد صلى الله عليه واله : يا مُحمَّد ، إِنَّ اللّٰـه تبارك وتعالىٰ سألني : هل بَلَّغتَ ؟ فقلتُ : نعم ، فقال : مَنْ يشهد لكَ ؟ فقلتُ : مُحمَّد ، فيقول : يا جعفر ويا حمزة ، اذهبا واشهدا له ؛ أَنَّه قد بَلَّغ. فقال أَبو عبد اللّٰـه عليه السلام : فجعفر وحمزة هما الشَّاهدان للأَنبياء عليهم السلام بما بلَّغوا. فقلتُ : جعلتُ فداك ، فَعَلِيّ عليه السلام أَين هو ؟ فقال : هو أعظم منزلة من ذلك»(4). لكنَّها(5) مُتقدِّمة على نَبوَّاتهم ؛ فإِمامة النَّبيّ إِبراهيم عليه السلام نالها بعد أَنْ تمتَّع بالنُّبوَّة ثُمَّ الرِّسالة ثُمَّ الخلَّة. لكن : هذا لا يُنافي أَنَّ النُّبوَّة فضيلة من الفضائل اللدنيَّة الاِصطفائيَّة الإِلٰهيَّة ، لم تكن مُتوفِّرة لدىٰ أَئمَّة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم. نعم ، سينالون صلوات اللّٰـه عليهم أَجرها ومقامها في الآخرة الأَبديَّة؛ ببركة طاعاتهم الأُخرىٰ. وبالجملة : أَنَّ إِمامة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم من أَصحاب الدائرة الاِصطِفائيَّة الأُولىٰ مُتقدِّمة بالضرورة على إِمامة أَهل البيت عليهم السلام من أَصحاب الدائرة الاِصطِفائيَّة الثانية، كـ: (أَبي الفضل العبَّاس ، وعبدالمطلب، وعبداللّٰـه ، وأَبي طالب ، وحمزة ، وجعفر الطيار). وإِمامة أَهل البيت من أَصحاب الدائرة الاِصطِفائيَّة الثانية مُتقدِّمة على إِمامة سائر أَنبياء أُولي العزم عليهم السلام فضلاً عن تقدُّمها على إِمامة سائر الرُّسُل والأَنبياء والأَوصياء والأَصفياء عليهم السلام. وإِمامة أَنبياء أُولي العزم عليه السلام مُتقدِّمة على نبوَّاتهم ورسالاتهم الإِلٰهيَّة ؛ لأَنَّهم نالوها بعد النُّبوَّة والرسالة فتكون أَعظم. وعليه : تكون إِمامة أَهل البيت من أَصحاب الدائرة الاِصطِفائيَّة الأُولىٰ صلوات اللّٰـه عليهم مُتقدِّمة بمراتب ودرجات على نبوَّة سائرأَنبياء أُولي العزم عليهم السلام فضلاً عن نبوَّة سائرالأَنبياء والرُّسُل عليهم السلام . فالتفت واغتنم تربت يداك. /القضيَّة الثانية والعشرون :/ /إِمامة أَهل البيت عليهم السلام تدفع وترفع اصطكاك وتخاصم المخلوقات المُكرَّمة/ إِنَّه لولا أَصحاب الكساء صلوات اللّٰـه عليهم ، وهذا البيت والأُسرة الكونيَّة العوالميَّة لحصل الإِصطكاك والتصادم والتخاصم والاختلاف بين جملة كُمَّل البشر ـ الأَنبياء والرُّسل والأَوصياء والأَصفياء عليهم السلام ـ في إِدارة الدولة الإِلٰهيَّة ، بل ولحصل ذلك أَيضاً بين من يديرها من سائرالمخلوقات كالملائكة ، وإِلى هذا الإِصطكاك تُشير بيانات الوحي ، منها : ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 26 : 268/ح3. عيون أَخبار الرضا عليه السلام : 200. (2) في المصدر : (ليطفئ أَنوار الخلائق كُلّهم). (3) بحار الأَنوار ، 35 : 69/ح3. الإِحتجاج : 122. أَمالي الشَّيخ : 192. (4) بحار الأَنوار ، 7 : 282 ـ 283/ح4. (5) مرجع الضمير : (إِمامة سائر أَنبياء أُولي العزم عليهم السلام) ، فتكون العبارة كالتَّالي : «إِنَّ إِمامة سائر أَنبياء أُولي العزم عليهم السلام ـ مع أَنَّ إِمامة أَهل البيت من أَصحاب الدائرة الاِصطفائيَّة الأُولىٰ عليهم السلام مُتقدِّمة عليها، بل وإِمامة أَهل البيت من أَصحاب الدائرة الاِصطفائيَّة الثانية عليهم السلام مُتقدِّمة عليها أَيضاً ، لكنَّها (أَي : إِمامة سائر أَنبياء أُولي العزم عليهم السلام ) ـ مُتقدِّمة على نبوَّاتهم ورسالاتهم الإِلٰهيَّة».