معارف إِلٰهيَّة : (134) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة الثالثة والعشرون
29/05/2024
الدرس (134) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، سنذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة الثالثة والعشرون: / القضيَّة الثالثة والعشرون : / / تَعَصِّي البعض عن قبول ما ورد في حقِّ أَهل البيت عليهم السلام / العجب مِـمَّن يدَّعي ويزعم انتسابه إِلى مدرسة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم وهو لا يقبل ببيانات الوحي الواردة في حقِّهم ، ويرفض طُرق العامَّة فضلاً عن طُرق الخاصَّة ، وكأَنَّه يقطع نفسه عن تراث السُّنَّة الشَّريفة. وقد حكمت كلمة المسلمين بالإِجماع على مَنْ يقطع نفسه عن هذا التراث العظيم والخطير بـ : الخروج عن مِلَّة المسلمين ؛ فإِنَّ أَقلّ وأَدنىٰ مراتب الإِسلام ؛ ولا يصير الشخص من عبدة الشَّيطان(1) قبوله بالروايات المتواترة بين الفريقين. والإِنسان وإِنْ كان حرّاً في ذلك ، لكن : عليه أَنْ يعلن عن نفسه ، ويكون صريحاً مع الآخرين ، ولا يخدعهم ، ولا يُشبِّه ولا يُزيِّف عليهم : أَنَّه من المُتشبِّثين ببيانات الثقلين ، والصدق هو الأَهم ، والخداع معيب ودجل ومكر وخديعة. وإِلى أَصحاب هذا الخطّ تشير بيانات الوحي ، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... أَيُّها النَّاس ، مالكم إِذا ذُكِرَ إِبراهيم وآل إِبراهيم أَشرقت وجوهكم ، وإِذا ذُكِرَ مُحمَّد وآل مُحمَّد قست قلوبكم وعبست وجوهكم؟! والَّذي نفسي بيده لو عمل أَحدكم عمل سبعين نبيّاً لم يدخل الجنَّة حتَّىٰ يحبّ هذا أَخي عليّاً وولده ، ثُمَّ قال عليه السلام: إِنَّ للّٰـه حقّاً لا يعلمه إِلَّا أَنا وَعَلِيّ ، وإِنَّ لي حقّاً لا يعلمه إِلَّا اللّٰـه وعَلِيّ ، وله حقّ لا يعلمه إِلَّا اللّٰـه وأَنا»(2). ودلالته واضحة ؛ فإِنَّ أَصحاب هذا الخطّ والمنهج والمسلك ومن جرىٰ على شاكلتهم يُحاولون بكُلِّ ما أُوتوا من صنعةٍ ـ بدعوىٰ التَّحقيق ـ بهدم كُلّ ما ورد من شؤونٍ وأَحوالٍ ومقاماتٍ وفضائلٍ وكمالاتٍ في حقِّ أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم تحت ذريعة : الغلو ؛ وما شاكله من ادِّعاء: ضعف السند أَو الدلالة ؛ وإِنْ كان ذلك ثابتاً بعشرات ، بل بمِئات الطُرق والبيانات الوحيانيَّة والسِّيَر والنقول التأريخيَّة وما شاكلها ، وكانت دلالاته صريحة وواضحة كالشَّمس الضاحية ولا غبار عليها ، وفي مقابل ذلك لا يتورَّعون ولا تجد هذه الحساسيَّة موجودة عندهم في حقِّ سائر المخلوقات ، فيتشَبَّثون من دون أَيّ تقوىٰ بكُلِّ شاردةٍ وواردةٍ ، كتشبُّث الغريق بالطحلب؛ لإِثبات مقامات وكرامات وفضائل وكمالات لسائر المخلوقات ، ولا يعتنون بسندها ولا بدلالتها ، فما عدا مِمَّا بدا. / القضيَّة الرابعة والعشرون : / / الاستلزام بين معرفة التَّوحيد والنُّبوَّة والإِمامة / إِنَّ ما ورد في دعاء الإِمام الصادق صلوات اللّٰـه عليه : « اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسكَ ، فإِنَّكَ إِنْ لم تعرِّفني نفسكَ لم أَعرف نبيّكَ ، اللَّهُمَّ عرِّفني رسولكَ ؛ فإِنَّكَ إِنْ لم تعرِّفني رسولكَ لم أَعرف حُجَّتكَ ، اللَّهُمَّ عرِّفني حُجَّتَكَ ؛ فإِنَّكَ إِنْ لم تُعَرِّفني حُجَّتكَ ضللتُ عن ديني»(3) برهان وحيانيٌّ دالٌّ ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مشكلة (إِبليس) وأزمته السرمديَّة في الخلقة ـ الَّتي تذكرها بيانات الوحي لبدء طريق الشَّرِّ ـ تكمن في عدم الولاية لولي اللّٰـه (عزَّوجلَّ). (2) بحار الأَنوار ، 27 : 196/ح56. الروضة : 147. (3) بحار الأَنوار ، 52 : 146 ـ 147/ح70. كمال الدين ، 2 : 12. الكافي ، 1 : 337 ـ 342. غيبة النعماني : 86 و87. غيبة الشَّيخ : 217