الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة | معارف إِلٰهيَّة : (137) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة السَّابعة والعشرون

معارف إِلٰهيَّة : (137) ، خاتمة تعريف حقيقة الإِمام وإِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وفيها قضايا ، القضيَّة السَّابعة والعشرون

01/06/2024


الدرس (137) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنَّ تم ( بحمد الله تعالى) في الدرس (86) تعريف حقيقة الإِمام و إِمامة أَهل البيت عليهم السلام الإِلٰهيَّة ، وصل بنا الكلام الى الخاتمة ، نذكر فيها (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) قضيَّة ، بعضها توضيح أَكثر لِـمَا تقدَّم بيانه ، ووصل بنا البحث ( بحمد الله تعالى) الى القضيَّة الاخيرة ، وهي : / القضيَّة السَّابعة والعشرون : / / تطوُّر النظام السياسي بنموِّ العقل البشري / مرَّ عقل الإِنسان وفكره وسلسلة مدارس البشر إِلى يومنا هذا ـ ولا زالت منذُ كانت البشريَّة تعيش في الكهوف ، ثُمَّ البداوة ، ثُمَّ العشيرة والقبيلة ، ثُمَّ الريف ، ثُمَّ المدينة ، ثُمَّ الأَمصار(1) ـ بتأريخ في تصوير النظام السياسي. إِذَنْ : مرَّت البشريَّة بسلسلة مدارس تطوَّر فيها العقل البشري إِلى أَنْ وصل إلى صياغات وآليَّا عديدة ؛ نبذ فيها البشر الإِستبداد والتعجرف ـ والَّذي يُسَمَّىٰ بـ : (الديكتاتوريَّة) ونظام حاكميَّة الفرد ، وهو نوع من العدالة السياسيَّة والعدالة الحقوقيَّة ـ وحاول تخطِّي الإِستبداد الفردي إِلى الإِستبداد : الحزبي والقومي والعنصري والعرقي والشعوبي ، لكن جميع ذلك خطوط وأَلوان من الإِستبداد مرَّت عبر الأَجيال والحضارات ؛ ترقَّىٰ عنها العقل البشري وتجاوزها في العصر الرَّاهن. إِذَنْ : تخطَّىٰ العقل البشري عقبات من الإِستبداد ، ووصل إِلى مرحلة كُلَّما كانت مشاركة المجتمع والمجموع أَكثر كُلَّما كانت الرقابة ؛ وكان العدل والعدالة والحريَّة ؛ وعدم التفرُّد وعدم الإِستبداد مُتحقِّقاً أَكثر. إِنْ قُلْتَ : على هذا كيف تؤمن مدرسة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم بحكومة الفرد المعصوم ؛ فإِنَّه نحو ديكتاتوريَّة واستبداد فردي. قلتُ : هذا قياس مع الفارق ؛ فإِنَّ مدرسة أَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم تؤمن بالمشاركة للجميع والمجموع في كُلِّ طبقات المجتمع ، ودور المعصوم عليه السلام دورٌ ضروريٌّ ، وقطب مُنَسِّق ومُحرِّك في النُّظم والإِدارة والتَّدبير. بخلاف الديكتاتوريَّة فإِنَّها تعني : إِعاقة حصول الجميع على الفُرص المُستحقَّة ليصلوا إِلى التنامي العام. بعد الإِلتفات : أَنَّ الإِعاقة الفكريَّة والرُّوحيَّة أَخطر من دون قياس من الإِعاقة البدنيَّة ؛ لأَنَّ الإِعاقة البدنيَّة لا تُعيق المخلوق عن التكامل ، بخلاف الإِعاقة الفكريَّة والرُّوحيَّة ؛ فإِنَّها تُعيقه عن التكامل ، بل قد يحصل من صاحبها دماراً للبشريَّة ، ودور المعصوم عليه السلام يجعل الفرص مُتاحة في كُلِّ الجوانب والمجالات ، فلا تُعيق شريحة من المجتمع شريحة أُخرىٰ ، سوآء أَكان في الجانب الإِقتصادي أَو الإِجتماعي أَو الحقوقي أَو الرُّوحي أَو التعليمي أَو التنموي أَو غيرها. وبعبارة أُخرىٰ : أَنَّه لا بُدَّ لحركة البشر من لولبٍ في هندسة : النظام المروي ، ونظام الشبكة المائيَّة ، ونظام الشبكة الكهربائيَّة ، ونظام الشبكة الزراعيَّة ، ونظام الشبكة الإِقتصاديَّة ، ونظام الشبكة التجاريَّة ، وهلمَّ جرّاً؛ مُنسِّق وقُطب رحىٰ يُسبِّب إِنسيابيَّة جميع الأَطراف. هكذا حال دور الإِمام عليه السلام في إِنسيابيَّة الدولة الإِلٰهيَّة وإدارتها؛ ببركة ما مُتِّع به من العلم اللدنِّي؛ وسائر الآليَّات والمقامات والفضائل والكمالات الإِلٰهيَّة ، بخلاف سائرالبشر ؛ فإِنَّهم لَـمَّا لم يتمتَّعوا بذلك العلم اللدنِّي وبسائر الآليَّات والمقامات والفضائل والكمالات الإِلٰهيَّة عجزوا عن القيام بدور المعصوم تنظيراً فضلاً عن التطبيق ، ومن ثُمَّ كُلَّما أَتوا بنظامٍ لإِدارة الدولة أَو النظام(2) السياسي أَو النظام الإِقتصادي وما شاكلها تجده سرعان ما تتكشَّر ثغراته ونواقصه وتناقضاته وينهار. رجوع إِلى صلب الموضوع إِذَنْ : حصل لدىٰ العقل البشري نوع تنمويَّة في الإِدارة والتدبير ، بعد الإِلتفات : أَنَّه كُلَّما تكاملت البشريَّة كُلَّما تعقَّدت ثقافتها : الأَمنيَّة والعسكريَّة والسياسيَّة والإِقتصاديَّة والصحيَّة والمروريَّة وهلمَّ جرّاً ، وصعب : نظمها وتدبيرها وإِدارتها. وهذا برهانٌ عقليٌّ دالٌّ على علوِّ سُؤدد سيِّد الأَنبياء وسائرأَهل البيت صلوات اللّٰـه عليهم ، ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الأَمصار جمع : مصر ، ومعناه : البلد المشتمل على المدن والأَرياف. (2) هذا وما بعده عطف على كلمة : (الدولة) ، فتكون العبارة كالتالي : «ومن ثَمَّ كُلَّما أَتوا بنظام لإِدارة الدولة ، أَو أَتوا بنظام لإِدارة النظام السياسي ، أَو أَتوا بنظام لإِدارة النظام الإِقتصادي ...»