معارف إِلٰهيَّة : (141) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
05/06/2024
الدرس (141) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، لازال البحث ( بحمد الله تعالى) في المطلب السابق ، وكان تحت عنوان : ( التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة) ، ووصل بنا الكلام الى المطلب التالي: وبالجملة : (الوسيلة الإِلٰهيَّة) ـ وهي : طبقات حقائق أَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) الصَّاعدة وتتبعها طبقاتها المتوسطة والنَّازلة ـ لَـمَّا كانت فانية فناء حكاية في الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة ، وخالصة من شوب أَنانيَّة وشائبة الذَّات المخلوقة ، وصارت مظهرا وتجلِّيا للذَّات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة كانت الباب والطَّريق الحصري الوحيد ، العظيم والخطير ، وصراط اللّٰـه المُستقيم للمعرفة الإِلٰهيَّة والتَّوحيد. إِذَنْ : (التَّوسُّل) عين التَّوحيد ، بل ضرورة التَّوحيد قائمة به. ومن ثَمَّ صدَّر الباري (جلَّ وتقدَّس) قرآنه الكريم وسوره الشِّريفة بأَعظم آيةٍ ، وهي : آية البسملة ، المصدَّرة بـ : (باء الاستعانة) ، وهذا برهان وحيانيٌّ دالٌّ على ضرورة وخطر التَّوسُّل بـ : الوسيلة والأَسمآء والأَبواب الإِلٰهيَّة في قوس النزول وقوس الصعود ، والوصول الى: ساحة قدسه وعزِّه وملكه وملكوته (تقدَّست أَسمآؤه وعظمت آلاؤه). / أَعداء أَهل البيت عليهم السلام/ / (الجِبْت) نقيض الوسيلة ومرادفاتها الإِلهيَّة العقليَّة / / (الجِبْت) قاطع لطريق الوصول لساحة القدس الإِلهيَّة / وعلى نقيض التَّوسُّل والوسيلة والآية والصِّفات والأَسمآء الإِلٰهيَة ؛ ومرادفاتها الإِلٰهيَّة العقليَّة قام (الجِبْتُ) ـ المُتَمَثِّل بأَعداء أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ـ ؛ فإِنَّه مظهر وتجلِّي الأَنا ، وقاطع لطريق المعرفة والإِيمان والتَّوحيد ، وقاتل لروح التَّفكير الحرّ والبحث العلمي ، والتَّصدِّي(1) للمسؤوليَّة الدِّينيَّة والشَّرعيَّة ، ومُحجِّر للعقول ، ومُميت للحقائق ، وصراط لا يحيد عن الضَّلال والزَّيغ والزَّلل والإِنحراف بجميع أَطواره وأَشكاله وأَنحائه ، المُلقِي بصاحبه في تيه وغياهِب شراك : الشرك ، والتَّعطيل والتَّشبيه ، والغلوّ والتَّقصير الجلي والخفي. وبالجملة : أَحد أَركان معاني كلمة : (الجِبْت) الدَّقيقة ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) هذا عطف على كلمة : (التَّفكير) ، فتكون العبارة كالتَّالي : (وقاتل لروح التَّصَدِّي للمسؤوليَّة الدِّينيَّة والشَّرعيَّة)