معارف إِلٰهيَّة : (145) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
09/06/2024
الدرس (145) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، لازال البحث ( بحمد الله تعالى) في المطلب السابق ، وكان تحت عنوان : ( التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة) ، ووصل بنا الكلام الى بيانات و أَدلَّة المسالة ، البيان والدليل الثاني : ثانياً : بيان قوله جلَّ جلاله : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ](1). فإِنَّه يُثبت بإِطلاقه : ضرورة التَّشَفُّع بالواسطة والوسيلة الإِلٰهيَّة في العروج والوصول لساحة القدس الإِلٰهيَّة ؛ لنيل : الحُظوَة والحبوة من اللّٰـه (جلَّ وعلا) ، والقرب إِليه (جلَّ شأنه) ، والتَّوحيد(2) والإِيمان الحقيقي والتَّام والكامل والمرضي لديه (جلَّت آلاؤه) ، والمعارف(3) الحقَّة ، وقبول(4) الأَعمال والعبادات والتَّوبة وقضاء الحوائج. بعد الإِلتفات إِلى قضيَّةٍ مُهمَّةٍ وخطيرةٍ جِدّاً ، حاصلها : أَنَّ الوسيلة ـ كـ: الاسم الإِلٰهي والصِّفة والآية الإِلٰهيَّة ؛ وسائرمرادفاتها الإِلٰهيَّة العقليَّة ـ مخلوقٌ، وأَمرٌ تكوينيٌّ عظيمٌ وخطيرٌ ومهولٌ جِدّاً ، وهو : أَحد طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ، إِذا قيست إِليه سائرالعوالم وجملة المخلوقات كانت كالنقطة في بحره الطمطام غيرالمتناهي. ثالثاً : بيان الحديث القدسي الوارد في حقِّ أَهل البيت عليهم السلام : «... وأَنْتُم خيار خلقي فيما بيني وبين خلقي ، خلقتكم مِنْ نور عَظَمَتي واحتجت(5) بكم عَمَّنْ سواكم من خلقي ، وجعلتكم أُستقبَل بكم وأُسأل بكم ، فكُلُّ شيءٍ هالك إِلَّا وجهي ، وَأَنتم وجهي ، لا تبيدون ولا تهلكون ، ولا يبيد ولا يهلك مَنْ تولَّاكم ، وَمَنْ استقبلني بغيركم فقد ضلَّ وهوىٰ ...» (6). رابعاً : بيان الحديث القدسي أَيضاً ؛ الوارد في عظمة أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام : «... يا آدم ، هؤلاء وسيلتك ووسيلة مَنْ أَسعدتُ مِنْ خلقي ، هؤلاء السَّابقون المُقَرَّبُون ، والشَّافعون المُشَفَّعُون ؛ وهذا أَحمد سيِّدهم ... وهذا صنوه ووصيّه ووارثه ... وهذه سيِّدة إمآئي ... وهٰذان السِّبطان والخلفان لهم ، وهذه الأَعيان الضارع نورها أَنوارهم بقيَّة منهم ...»(7). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المائدة : 35. (2) هذا عطف على كلمة (الحُظوَة) ، فتكون العبارة هكذا : «ولنيل التَّوحيد والإِيمان الحقيقي ...». (3) هذا عطف آخر على كلمة (الحُظوَة) أَيضاً ، فتكون العبارة هكذا : «ولنيل المعارف الحقَّة ...». (4) هذا عطف ثالث على كلمة (الحُظوَة) ، فتكون العبارة هكذا : «ولنيل قبول الأَعمال ...». (5) في نسخة : «احتجبت». (6) بحار الأَنوار ، 25 : 16 ـ 17/ح31. (7) بحار الأَنوار ، 26 : 310 ـ 312/ح77. تفضيل الأَئمَّة (مخطوط)