معارف إِلٰهيَّة : (147) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
11/06/2024
الدرس (147) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، لازال البحث ( بحمد الله تعالى) في المطلب السابق ، وكان تحت عنوان : ( التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة) ، ووصل بنا الكلام الى بيانات و أَدلَّة المسالة ، البيان والدليل السادس : سادساً : بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً : «... فنحن الأَوَّلون ونحن الآخرون ... ونحن الشَّافعون ... ونحن خاصَّة اللّٰـه ... ونحن وجه اللّٰـه ... ونحن محال قُدس اللّٰـه ... ونحن مفاتيح الرحمة ، ونحن ينابيع النعمة ... والحماة والسُّقاة والرعاة وطريق النجاة ، ونحن السَّبيل ... والطريق المُستقيم ، مَنْ آمن بنا آمن باللّٰـه ، ومَنْ رَدَّ علينا رَدَّ على اللّٰـه ، وَمَنْ شَكَّ فينا شَكَّ في اللّٰـه ، وَمَنْ عرفنا عرف اللّٰـه ، وَمَنْ تولَّىٰ عنَّا تولَّىٰ عن اللّٰـه ، وَمَنْ أَطاعنا أَطَاعَ اللّٰـه ، ونحن الوسيلة إلى اللّٰـه ، والوصلة إلى رضوان اللّٰـه ... ونحن معدن الحكمة وباب الرَّحمة ... والعروة الوثقىٰ الَّتي مَنْ تَمَسَّكَ بها نجا»(1). سابعاً : بيانه صلى الله عليه واله أَيضاً ، مخاطباً أَمير المؤمنين عليه السلام : «... يا عَلِيّ ... وأَنْتَ السَّبَب فيما بين اللّٰـه وبين خلقه بعدي ، فَمَنْ جَحَدَ ولايتكَ قطع السَّبب الَّذي فيما بينه وبين اللّٰـه ، وكان ماضياً في الدَّرجات(2)، يا عَلِيّ ، ما عرف اللّٰـه إِلَّا بي ثُمَّ بِكَ ، مَنْ جَحَدَ ولايتكَ جَحَدَ اللّٰـه ربوبيَّته ... فَمَنْ رَكَنَ إِلَيْكَ نَجَا ، وَمَنْ خَالَفَكَ هوىٰ وَهَلَكَ ...»(3). ثامناً : بيانه صلى الله عليه واله الوارد في حقِّ أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام : «... لَا يدخل الجنَّة إِلَّا مَنْ عَرَفَهُم وَعَرَفُوه ، ولا يدخل النَّار إِلَّا مَنْ أَنكرهم وَأَنْكرُوه ؛ لأَنَّهم عرفاء اللّٰـه ...»(4). تاسعاً : بيانه صلى الله عليه واله في حديث المعراج ؛ مُنضمَّاً إِليه بيان الملائكة في حقِّ أَهل البيت عليهم السلام : «... قلتُ : يا ملائكة ربِّي ، هل تعرفونا حَقّ معرفتنا؟ فقالوا : يا نبيّ اللّٰـه ، وكيف لا نعرفكم وَأَنْتُم أَوَّل مَا خلق اللّٰـه ... فَمَا نَزَل مِن اللّٰـه فإِليكم ، ومَا صعد إِلى اللّٰـه فَمِنْ عندكم ...»(5). ودلالته ـ كدلالة سوابقه ـ واضحة ؛ فإِنَّه دالٌّ بإِطلاقه : على أَنَّ ما ينزل من فيضٍ من ساحة القدس الإِلٰهيَّة لطُرِّ العوالم وجملة المخلوقات ، وما يصعد إِليها من كافَّة العوالم وسائر المخلوقات ؛ في هذه النَّشْأة وفي كافَّة النَّشَآت لا يكون إِلَّا بالتَّوسُّل بأَهل البيت الأَطهار عليهم السلام ، شَعَرَ المخلوق بذلك أَم لا. العاشر : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «إِنَّ اللّٰـهَ تبارك وتعالىٰ أَحَد واحد ، تفرَّدَ في وحدانيَّته ، ثُمَّ تكلَّم بكلمة فصارت نوراً ، ثُمَّ خلق من ذلك النُّور محمَّداً صلى الله عليه واله وخلقني وذرِّيَّتي ... وبنا احتجب عن خلقه ، فما زلنا في ظلَّة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ، ولا ليل ولا نهار ، ولا عين تطرف، نعبده ونقدِّسه ، ونُسَبِّحه قبل أَنْ يخلق خلقه ...»(6). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 25 : 22 ـ 23/ح38. رياض الجنان (مخطوط). (2) في المصدر : «وكان ماضياً في الدركات». (3) بحار الأَنوار ، 22 : 147 ـ 148/ح141. (4) المصدر نفسه ، 6 : 233 ـ 234. (5) المصدر نفسه ، 15 : 8 ـ 9/ح8. تفسير فرات : 134 ـ 136. (6) بحار الأَنوار ، 26 : 291 ـ 292/ح51. كنز الفوائد : 55