معارف إِلٰهيَّة : (153) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
17/06/2024
الدرس (153) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، لازال البحث في الطائفة الاولى ، وكانت تحت عنوان : « طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة انعكاسات لصفات الذَّات المُقدَّسة » ، وعنوان : « صفات أهل البيت عليهم السلام وشؤونهم تجلِّيات لصفات وشؤون الذَّات الإِلهيَّة » ، « ووصل بنا الكلام الى العنوان التالي : / ومنه يتَّضح : ما تقدَّم من بيانات الوحي ، منها : / أَوَّلاً : بيان قولهم عليهم السلام : «... هو هو ، ونحن نحن ، وهو نحن ، ونحن هو» ؛ فإِنَّه لَـمَّا لم يكن هناك فارق بين الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة وطبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة من جهة الحكاية ـ لا من جهة التَّحَقُّق والواقع ـ كان اللّٰـه ـ المُسَمَّىٰ ـ (جلَّ ثناؤه) : (هو نحن ، ونحن هو)، لكنَّه لَـمَّا كان من جهة التَّحَقُّق والحقيقة والواقع ؛ وأَنَّ الحاكي غير المحكي صار : (هو هو ، ونحن نحن) ، فاللّٰـه ـ المُسَمَّىٰ ـ (جلَّ اسمه) إِلٰه وخالق ومعبود ، وأَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) بجميع طبقات حقائقهم منها الصَّاعدة مألوهين وعباد مخلوقين ، وصفاته (تعالىٰ ذكره) بالذَّات والأَصالة ، وصفاتهم عليهم السلام بالغير وبالتَّبع وحكاية ووجود ظلِّي لصفاته تعالىٰ ، وهو (جلَّ ذكره) غنيّ بالذَّات ، وهم صلوات اللّٰـه عليهم وإِنْ كانوا أَغنياء عن سائر المخلوقات لكنَّهم فقراء ومحتاجين إِليه (علا ذكره). وعلى هذا قس بيان النَّاحية المُقدَّسة : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ ... بما نطق فيهم من مشيئتِكَ ، فجعلتهم ... آياتِكَ ومقاماتِكَ ... يعرفكَ بِها من عرفَكَ، لا فرق بينَكَ وبينها إِلَّا أَنَّهم عبادكَ وخلقكَ ...». ثانياً : بيان أَمير المؤمنين صلوات اللّٰـه عليه : «هو : الأَوَّل ، والآخر ، والظَّاهر ، والباطن ، سلوني قبل أَنْ تفقدوني ؛ فأَنا : الأَوَّل وأَنَا الآخر ...» ؛ فإِنَّه لَـمَّا كان هناك اتِّحاد في الحكاية بين الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة وطبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة انعكست ـ في هذه الطَّبقات ـ جميع أَسماء وصفات وشؤون الذَات الإِلٰهيَّة المُقدَّسة إِلَّا الأُلوهيَّة ؛ واتَّصفت بأَسمآء وصفات وشؤون الباري ـ المُسَمَّىٰ ـ (عزَّ وجهه) ؛ فكما هو : (الأَوَّل ، والآخر ، والظَّاهر ، والباطن) كذلك أَهل البيت الأَطهار (صلوات اللّٰـه عليهم) ، لاسيما أَمير المؤمنين رأس الهرم بعد سيِّد الأَنبياء (صلوات اللّٰـه عليهما وعلى آلهما) ؛ فإِنَّه عليه السلام بلحاظ تلك الطَّبقات الشَّريفة هو : (الأَوَّل ، والآخر ، والظَّاهر ، والباطن). وعلى هذا قس بيانه (صلوات اللّٰـه عليه) الآخر : «... وأَنَا ... قلب اللّٰـه وبابه الَّذي يؤتىٰ منه ، ادخلوا الباب سُجَّداً أَغفر لكم خطاياكم وأزيد المحسنين ...» ؛ فإِنَّه بعدما انعكست كافَّة الأَسمآء والصِّفات والشؤون الإِلٰهيَّة إِلَّا الأُلوهيَّة في طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ؛ لاسيما طبقات حقيقة أَمير المؤمنين (صلوات اللّٰـه عليه) الصَّاعدة كان الاسم الإِلٰهي : (الغفَّار) و(المحسن) بعض تلك الأَسمآء الإِلٰهيَّة المُنعكسة في تلك الطَّبقات ، ومن ثَمَّ مَنْ يُطيعه عليه السلام يغفر له خطاياه ما تقدَّم منها وما تأَخر ويزيد المحسنين ، كُلُّ ذلك بإذن اللّٰـه (جلَّ قدسه) وبقوَّته وفضله ومدده وعطائه. فافهم ، وتأَمَّل جيِّداً. وبيان الإِمام الباقر عليه السلام المُفسِّر لبيان قوله عزَّ قوله : [ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا] قال: «تفسيرها في بطن القرآن : عَلِيّ هو ربُّه في الولاية والطَّاعة ، والرَّبُّ هو : الخالق الَّذي لا يوصف». وبيان تفسيرهم (صلوات اللّٰـه عليهم) لبيان قوله تعالىٰ : [ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ] «... : يرد إِلى أَمير المؤمنين عليه السلام فيُعذِّبه عذاباً نكراً حتَّىٰ يقول : [يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ] أي : من شيعة أَبي تراب». فإِنَّ من ضمن الأَسمآء والصِّفات والشؤون الإِلٰهيَّة المُنعكسة في طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة لاسيما طبقات حقيقة أَمير المؤمنين (صلوات اللّٰـه عليه) الصَّاعدة الاسم الإِلٰهي : (الرَّبّ) ؛ القاضي بإدارة شؤون عوالم الخلقة والمخلوقات ، والاسم الإِلٰهي : (الخالق) و (شديد العقاب) ، ويفعلون (صلوات اللّٰـه عليهم) ما تقتضيه هذه الأَسمآء والصِّفات والشؤون الإِلٰهيَّة بحقِّ مَنْ يستحق كُلّ ذلك بـ : إِذن اللّٰـه ـ المُسَمَّىٰ ـ وقوَّته وفضله ومدده وعطائه (تبارك اسمه). ثالثاً : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... لا تجعلونا أَرباباً وقولوا في فَضْلِنَا ما شِئْتُم؛ فإِنَّكم لا تبلغون كُنْه ما فينا ولا نهايته ... لا تُسَمُّونا أَرباباً وقولوا في فضلنا مَا شِئْتُم ؛ فإِنَّكم لَنْ تبلغوا مِنْ فضلنا كُنْه ما جعله اللّٰـه لنا ، ولا معشار العشر...» فإِنَّ من ضمن الأَسمآء والصِّفات والشؤون الإِلٰهيَّة المُنعكسة في طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة : (عدم التناهي) ؛ فكما أَنَّ الباري ـ المُسَمَّىٰ ـ (جلَّت آلاؤه) ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار