معارف إِلٰهيَّة : (166) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
30/06/2024
الدرس ( 166) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، ووصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة الثَّالثة ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : (طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام علل فاعليَّة) ، وصل الكلام الى المطلب التالي : ومن ثَمَّ يتَّضح : كم هائل وخطير ومهول جِدّاً من بيانات الوحي المعرفيَّة والعقليَّة الأُخرىٰ ـ الآتي (إِنْ شاء اللّٰـه تعالىٰ) ذِكْر ما يُمثِّل بعض طوائفها ـ الَّتي حام حومها أَتباع مدرسة أَهل البيت عليهم السلام ، لكنَّهم لم يطوفوا طورها ؛ لعدم تحمُّلهم ما ورد فيها من حقائق وحيانيَّة ومعرفيَّة وعقليَّة ، ومقامات ومراتب وفضائل وكمالات جليلة وعظيمة وخطيرة جِدّاً لأَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) ، صادمة ومذهلة ومرعبة ، وصاكَّة لأَسماع العوالم والمخلوقات ، وفوق طاقة التَّصوُّر والتَّعَقُّل ، فعمدوا إِلى إِسقاط حُجِّيَّتها سنداً من خلال رمي رواتها ـ مع أَنَّهم من أَعمدة وأَساطين أَصحاب الأَئمَّة عليهم السلام ـ بـ : الغلو ، والتَّخليط ، ونقل المناكير وما شاكلها ، أَو إِسقاط حُجِّيَّة متونها من خلال لَيّ أَعناق دلالاتها ، وتشبثوا له بأُمور تشبث الغريق بلحيته ، أَو التَّوقُّف فيها ، وإِحالة أَمرها إِلى أَهلها (صلوات اللّٰـه عليهم) على أَحسن الأَحوال. لكنَّه : بعد أَنْ أَستسمنت ذا ورم ـ حصلت هذه الطفرة العلميَّة والعقائديَّة والمعرفيَّة الَّتي نعيش الآن أَيَّامها المباركة ، المنتشلة من الظلمات والغواشي ، والمُقرِّبة إلى عوالم النُّور والحبور ، والبهاء والسرور ، المُخرجة لِمَنْ له عينين من الحُجُب الظلمانيَّة ـ بزغت هذه البيانات وغيرها ماثلة لكلِّ عينٍ ، مالئة لكُلِّ سمعٍ ، وتجلَّت بحور خضم زاخرة ، يعبُّ عبابها ، وتصطخب أَمواجها ، فيها درر زاهرة ، وجواهر ناصعة ، ونور ساطع في عقول المخلوقات كالشَّمس الضاحية ، وأَدلَّة وحيانيَّة قطعيَّة الصدور والدلالة بالقطع العقلي ، بل والوحياني ، ودلائل ظاهرة قاطعة ، وبراهين واضحة باهرة ، وحجج بالغة ساطعة على شيء جسيم ، يفوح منها مدىٰ عظمة أَهل البيت الأَطهار صلوات اللّٰـه عليهم ، فكن ذا عينين تفز بالحسنيين ، فقد أَلزمتكَ وأَفحمتكَ الحُجَّة ، بعد أَنْ أستفحل الدَّليل وانسدَّ طريق الإِنكار بما لا يخفىٰ أَو يُستر ، فلا يبقىٰ مجال لموقف الشَّكِّ أَو ميدانٍ لمُشكِّك ، فاصغ إِليها سمعكَ ، وذلِّل لها فهمكَ ، واشغل لها قلبكَ ؛ لتعرف من أَين تُؤْكل الكتف ؛ لتلتقط درر الحقيقة من بحور بياناتها ، وهي وإِنْ بَعُدَ الباحث والمُحقِّق والعارف في الغور والغوص فيها ، لكنَّه لا ينال حقيقة بحورها المُوَّاجة ، ولا يُدرِك قعرها ، ومن ثَمَّ تصبح آراء أُولئك وتأويلاتهم كمثل غيم علا فاستَعلىٰ ، ثُمَّ استغلظ فاستوىٰ ، ثُمَّ تمزَّقَ فانجلا رويداً ، ويتَّضح أَنَّها كالشَّمس بلا حجاب وستار على غير أَصلٍ فنِّيٍّ ، وقاعدةٍ صناعيةٍ ، فيكون منهج خُدْعَة مُخالف لِـمَا قامت عليه بيانات الوحي ، بل ظاهرة التَّكليف ، بيِّنة التَّوليد ، تخطب على نفسها أَنَّها فخفخة قول مِمَّنْ داخله الشَّكّ واستولىٰ عليه الرَّيب ، مُحجِّرة للعقول ومميتة للحقائق ، وأَباطيل خُيِّلت لهم وخُلطت عليهم ، ومفتريات اختلقوها من تلقاء أَنفسهم. وهذا ليس سبّاً وحطّاً لمقام أُولئكَ ، وإِنَّما بيان حقيقة. والسَّلام. / خارطة جملة عوالم الخلقة برسم وتخطيط أَهل البيت عليهم السلام / ومِنْ كُلِّ ما تقدَّم يتَّضح : أَنَّ المستفاد من بيانات الوحي : أَنَّ خارطة مسار جملة عالم الدُّنيا برسم وتخطيط أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ، بل وخرائط مسارات كافَّة العوالم وجميع مخلوقاتها ، كـ : عَالَم البرزخ ، وعَالَم الرَّجعة ، وعَالَم القيامة ، وعَالَم الآخرة الأَبديَّة ، وعوالم ما بعدها ، بل وعوالم ما قبل هذه النشأة الأَرضيَّة لم تكن إِلَّا بتخطيطهم صلوات اللَّـه عليهم وهندستهم وتنفيذهم. فانظر : بيانات الوحي ، منها : ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار