معارف إِلٰهيَّة : (171) ، التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة
05/07/2024
الدرس ( 171) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين ، بعد أَنْ وصل البحث ( بحمد الله تعالى) في الدرس (140) الى مسالة جديدة ، وكانت تحت عنوان : «التَّوسُّل والوسيلة الإِلهيَّة فرض وضرورة إِلهيَّة» ، وتم الكلام عن ادلتها في الدرس (150) ، ووصلنا في الدرس (151) الى العنوان التالي : و « مِمَّا تقدَّم يتَّضح الجمّ الغفير من طوائف بيانات الوحي الأُخرى » ، وسنذكر (إِنْ شآء الله تعالىٰ) (27) طائفة ، وصل بنا الكلام ( بحمد الله تعالى) الى الطَّائفة السَّادسة ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : (عدم تناهي أَسماء وصفات وشؤون أَهل البيت عليهم السلام) ، وصل الكلام الى العنوان التالي : / طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام داخلة في المخلوقات دخول اللَّطيف في الأَغلظ / ومن أَسمآء الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة المُنعكسة في طبقات حقائق أَهل البيت (صلوات اللّٰـه عليهم) : (اللَّطيف) ؛ وحقيقته : أَنَّه «داخل في الأَشياء لا بالمزاولة والممازجة ، وخارج عنها لا بالمزايلة والمفارقة »(1) فيكون حال طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام : «داخلة في جملة العوالم وكافَّة المخلوقات ، لكن لا بالمزاولة والممازجة ، وخارجة عنها ، لكن لا بالمزايلة والمفارقة». ومنه يتَّضح : ما ورد في عجز بيان أَمير المؤمنين (صلوات اللّٰـه عليه) ـ المتقدم ـ : «والسَّماوات والأَرض عند الإِمام كيده من راحته ؛ يعرف ظاهرها من باطنها، ويعلم بَرّها من فاجرها ، ورطبها ويابسها ...» ؛ فإِنَّه بعدما كانت حقيقة الإِمام عليه السلام بطبقاتها اللَّطيفة ـ كالإِسم الإِلٰهي (اللَّطيف) ـ داخلة في جميع شراشرعوالم الخلقة وفي جملة ذوات وحقائق المخلوقات دخول اللَّطيف في الأَغلظ لا بالمزاولة والممازجة ، وخارجة عنها خروج اللَّطيف عن الأَغلظ لا بالمزايلة والمفارقة كانت السَّماوات والأَرض عنده عليه السلام كيده من راحته ؛ يعرف ظاهرها من باطنها ، ويعلم بَرّها من فاجرها ، ورطبها من يابسها. ومنه يتَّضح : الجمُّ الغفير من بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : 1ـ بيان زيارة أَهل البيت الأَطهار عليهم السلام الجامعة عن الإِمام الهادي صلوات اللّٰـه عليه : «... السَّلَام عليكم يا أَهل بيت النُّبُوَّة ... ذكركم في الذاكرين ، وَأَسماؤكم في الأَسمآء ، وَأَجسادكم في الأَجساد ، وَأَرواحكم في الأَرواح ، وَأَنفسكم في النفوس ، وآثاركم في الآثار ، وقبوركم في القبور ، فما أَحلىٰ أَسمآءكم ، وَأَكرم أَنفسكم ، وَأَعظم شَأنكم ، وَأَجَلّ خطركم ...»(2). 2ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام مخاطباً جويرية ، عن أَبي عبداللّٰـه عليه السلام ، قال : «أَنَّ جويرية بن عمر العبدي خاصمه رَجُلٌ في فرس انثىٰ فادَّعيا جميعاً الفرس، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : لواحد(3) منكما الْبَيِّنَة؟ فقالا : لا ، فقال لجويرية : أَعطه الفرس ، فقال له: يا أمير المؤمنين بلا بيِّنة ؟ فقال له : واللّٰـه ، لأَنَا أَعلم بِكَ مِنكَ بِنَفْسِكَ ، أَتنسىٰ صنيعك بالجاهليَّة الجهلاء؟ فأخبره بذلك»(4). ودلالتهما قد اِتَّضحت. وسيأتي (إِنْ شآء اللّٰـه تعالىٰ) في الطَّائفة التَّالية مزيد بيان عن هذه القضيَّة ، فإِنْ شئتَ الإِطِّلاع فلاحظ. / دخول طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام في شراشر جملة العوالم والمخلوقات / / الطَّائفة السَّابعة ، ويُمثِّلها : / أَوَّلاً : بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... أنا أُنَبِّئُكم بما تأكلون وما تدَّخرون في بيوتكم بإِذن رَبِّي ، وَأَنا عَالِم بضمائر قلوبكم ، والأَئِمَّة مِنْ أَولادي عليهم السلام يعلمون ويفعلون هذا إِذا أَحَبُّوا وَأَرادوا ؛ لأَنَّا كُلّنا واحد ...»(5). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) التوحيد : 360/ح1. (2) بحار الأَنوار ، 99 : 127/ح4، الزيارة الثانية. (3) في المصدر : (الِوَاحِد). (4) بحار الأَنوار ، 41 : 288/ح11. بصائر الدرجات : 67. (5) بحار الأَنوار ، 26 : 6/ح1